لوفيغارو: عزلة “إسرائيل” دولياً تتزايد.. و‘‘مذبحة الطحين’’ نقطة تحوّل موقف بايدن

لوفيغارو: عزلة “إسرائيل” دولياً تتزايد.. و‘‘مذبحة الطحين’’ نقطة تحوّل موقف بايدن

تحت عنوان: ‘‘إسرائيل المعزولة على الساحة الدولية.. ترى أن الحليف الأمريكي قد تخلّى عنها’’، قالت صحيفة ‘‘لوفيغارو’’ الفرنسية إن إسرائيل، المحاطة بقوى معادية إلى حدّ ما، ومنخرطة في أطول حرب في تاريخها، معرّضة بشكل متزايد لخطر العزلة على الساحة الدولية. فكما لو كان ذلك بتأثير كرة الثلج، تتكثّف الإشارات وتتضاعف، إلى حدّ زرع الغضب في أعلى مستويات الدولة، وبثّ شعور بعدم الفهم في المجتمع الإسرائيلي، حيث ما يزال تأييد الحرب ثابتاً.

يأتي اللوم بشكل رئيسي من الحلفاء الغربيين، بدءاً بالصديق الأمريكي الذي لا يتزعزع، والذي أصبح صوته أكثر حدة، توضح ‘‘لوفيغارو’’. في هذا السياق، يزور وزيرُ الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن المنطقة في إطار جولة جديدة في الشرق الأوسط، هي السادسة له منذ بداية الحرب، حيث يواصل يعمل على التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الـ 134 الذين ما زالوا في أيدي “حماس”.

يزور وزير الخارجية الأمريكي المنطقة، بما فيها إسرائيل، بينما تقوم بلاده بعملية تغيير موقفها تجاه الدولة العبرية. في البداية، أظهر الرئيس الأمريكي جو بايدن الكثير من التعاطف مع الإسرائيليين، الذين ما زالوا يعانون من ندوب عميقة بسبب هجوم الــ 7 من أكتوبر/تشرين الأول ماضي. وبينما كانت إسرائيل تخوض الحرب، قدمت الولايات المتحدة دعماً عسكرياً حيوياً. لكن تدريجياً، أصبحت كلمات الرئيس الأمريكي تتصلب، ما أدى إلى التمييز بين الدعم غير المشروط لدولة إسرائيل والانتقادات الموجهة إلى رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، الذي لم يكن الرئيس الأمريكي الديمقراطي مؤيداً قوياً له على الإطلاق، تقول ‘‘لوفيغارو’’.

واعتبرت ‘‘لوفيغارو’’ أن ‘‘مذبحة الطحين’’، التي حصلت في نهاية شهر فبراير/شباط الماضي، بعد إطلاق جنود إسرائيليين النار على حشد جماهيري تجمّعَ حول قافلة إنسانية وصلت إلى مدينة غزة ما أدى إلى مقتل نحو مائة شخص،  شكّلت نقطة تحول.

ومع أن الاحتجاجات الأمريكية على بنيامين نتنياهو لم تمنع، حتى الآن، تسليم الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل، إلا أن الأمرَ قد يتغير، إذ يطالب الرئيس الأمريكي الآن الدول التي تتلقى الدعم العسكري من بلاده بالالتزام باحترام القانون الدولي والسماح بالمساعدات الإنسانية. ويجب على إسرائيل أن تمتثل لهذا الشرط بحلول يوم الأحد. وهي طريقة واضحة للغاية للولايات المتحدة لإجبار شريكها على تغيير المعادلة في قطاع غزة،

 حيث لا تصل المساعدات الغذائية إلا بكميات ضئيلة بينما يتزايد خطر المجاعة بشكل تدريجي. وفي الوقت نفسه، أعلنت الولايات المتحدة عن موجة ثانية من العقوبات المالية ضد المستوطنين والمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.

وتابعت ‘‘لوفيغارو’’ التوضيح أن عدداً متزايداً من البلدان الغربية يسير على خطى الولايات المتحدة الأمريكية، على المستوى الدبلوماسي والعسكري والقضائي. فبريطانيا العظمى، التي اتخذت بالفعل إجراءات ضد المستوطنين، تهدّد الآن إسرائيل بحظر عسكري قرّرته كندا- كإجراء رمزي في الأساس- إلى جانب تهديد يأتي أيضًا من إيطاليا وهولندا.

وبعد فرنسا، قرر الاتحاد الأوروبي بأكمله، يوم الإثنين الماضي، فَرْضَ عقوبات على المستوطنين العنيفين، تتمثل في حظر دخولهم إلى منطقة شنغن، وتجميد أصولهم المالية. فمع أن المجر بقيادة فيكتور أوربان، الحليفة الوثيقة لإسرائيل، وقفت في الطريق، إلا أنها امتثلت في نهاية المطاف للأوامر الأوروبية والأمريكية.

وتساءلت ‘‘لوفيغارو’’ “هل إسرائيل معرّضة لخطر النبذ ​​بين الأمم”، معتبرة أن بنيامين نتنياهو، الذي يظلّ مخلصاً لصورته كقبطان متمركز بثبات على رأس السفينة، يريد أن يكون مطمئناً. ففي وقت سابق من هذا الأسبوع، أجرى مكالمة هاتفية مع جو بايدن، هي الأولى بينهما منذ شهر، أصدر مكتبه (نتنياهو) عقبها بياناً يشرح فيه: “في بداية المحادثة، اتفقنا على ضرورة القضاء على “حماس”. لكن خلال الحرب، ليس سراً، كانت هناك خلافات بيننا حول أفضل طريقة لتحقيق ذلك. والهدف العسكري الأخير في قطاع غزة، مدينة رفح، هو موضع الخلاف. في بعض الأحيان كنا نتفق مع أصدقائنا، وأحياناً لا نفعل ذلك. لكن في نهاية المطاف، قمنا دائمًا بما هو حيوي لسلامتنا، وهذه المرة سنفعل ذلك أيضًا”.

وفي حكومة نتنياهو ترتفع الأصوات من كل الجهات ضد المجتمع الدولي، على غرار وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر، المقرب من رئيس الوزراء، الذي عبّر، في تغريدة على ‘‘إكس’’، عن غضبه ضد “كل هذه الدول التي تبتعد عن إسرائيل’’.

من جانبه، يرى وزير الخارجية يسرائيل كاتس أن أيّ إجراء يتم اتخاذه ضد إسرائيل هو بمثابة تشجيع لـ “حماس”. كما يعتقد زعيم حزب التفوق اليهودي الصغير، وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، أنه في مواجهة العقوبات ضد المستوطنين، فإن الرد الضروري الوحيد هو الرد الصهيوني، ويتمثّل في تكثيف الاستيطان في الضفة الغربية.

وتابعت ‘‘لوفيغارو’’ القول إن الإسرائيليين، مع اقتناعهم بأنهم يخوضون معركة حيوية، يشعرون بأن الغرب قد أساء فهمهم. ففي هذا البلد الصغير، يتأثر الجميع بشكل كبير جداً بالحرب، لكن على العكس من ذلك؛ القليل من مواطنيه يقيسون عمق الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، توضح ‘‘لوفيغارو’’، مشيرةً إلى ما كتبه الصحافي عاموس هاريل في أعمدة صحيفة ‘‘هآرتس’’ التقدمية: ‘‘الجمهور الإسرائيلي بالكاد يدرك عمق الأزمة الإنسانية في قطاع غزة’’. ففجوة عدم الفهم تتسع أكثر فأكثر. أعرب رئيس المخابرات العسكرية السابق عاموس يدلين عن أسفه لأن إسرائيل أخذت على عاتقها “دور الروس” بدلاً من الأوكرانيين.. فبعد نحو ستة أشهر من بدء الحرب، تخاطر إسرائيل بهزيمة جبهة أساسية: جبهة التواصل. تختم ‘‘لوفيغارو’’.

(القدس العربي)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: