عبد الله المجالي
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

ليس بالتصريحات والألوان يوقف التهجير

عبد الله المجالي
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

غني عن القول أن المخططات التي تهدف لتهجير أبناء غزة قديمة وعديدة، وهي تهدف بالأساس لتخليص الكيان الصهيوني من كتلة بشرية قادرة على عرقلة أحلامه بالسيطرة الكاملة على كامل أرض فلسطين تمهيدا للتوسع نحو النيل غربا والفرات شرقا.

لكننا اليوم نشهد تطورا هاما في مخطط التهجير وهو دخول الولايات المتحدة وربما دول غربية أخرى على هذا الخط، وترددت أنباء عدة أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ناقش مثل هذا الأمر في جولته الأولى بالمنطقة بعد عملية طوفان الأقصى.

وبالرغم من المواقف الواضحة والصريحة للأردن ومصر حول هذا الملف، إلا أن التصريحات مهما كان وضوحها وقوتها لن توقف مثل هذه المخططات.

لقد اعتادت الشعوب العربية على التصريحات والخطوط الحمر التي لم تترجم إلى واقع، وما يجري في المسجد الأقصى من تواصل الانتهاكات وصولا إلى التحكم فيمن يدخله من المسلمين، وفرض تقسيم زماني يتم فيه اقتحام الحرم وممارسة الطقوس التلمودية يوميا في فترتين صباحية ومسائية دليل على أن مجرد التصريحات والإدانات لن تغير من خطط العدو.

لا يمكن أن نفهم القصف السجادي وسياسة الأرض المحروقة والإعلانات الصهيونية الواضحة بإخلاء مناطق واسعة من غزة وسياسة التجويع إلا في سياق دفع الغزيين دفعا إلى الهرب باتجاه المنفذ الوحيد لهم؛ معبر رفح.

إن المذبحة البشعة التي ارتكبها الصهاينة في مستشفى المعمداني دلالة واضحة أن لا مكان آمن لكم في غزة فارحلوا، ومن لم يفهم ذلك فهو إما غافل أو يدعي الغفلة.

استمرار العدوان بهذه الوتيرة والقصف الممنهج المدروس والمدعوم من الولايات المتحدة، سوف يجبر سكان غزة، مهما تغنينا بصمودهم، إلى الزحف آجلا أم عاجلا إلى منطقة رفح، وسيوقع الصهاينة المصريين والعرب في الفخ، وستنتشر صور مئات الآلاف من الأطفال والنساء والعجائز حول المعبر دون غذاء أو ماء، وستزيد الضغوط على الجانب المصري لاستيعاب المشكلة التي صنعها الصهاينة بالتعاون مع الولايات المتحدة، وسيسلط الإعلام الغربي الضوء على الفاجعة التي ستحل بمئات آلاف الفلسطينيين وسيذرف دموع التماسيح عليهم، وسيحمل مصر مسؤولية حياتهم، وربما تدفعنا عواطفنا أيضا في المساهمة بإنجاح المخطط، وهو سيناريو سيحدث مثله في الضفة الغربية.

إن كل يوم يستمر فيه العدوان الغاشم على غزة يعني الاقتراب خطوة نحو مسلسل التهجير، ولن تفلح حينها لا التصريحات ولا الخطوط الحمر.

يمتلك الأردن ومصر أدوات كثيرة للضغط على الصهاينة والأمريكان لإيقاف هذا الجنون، ويمكن أن يستندا إلى موقف عربي وإسلامي، ويمكن الرجوع إلى المربع الأول للقضية الفلسطينية. فما معنى بقاء سفارات للعدو في القاهرة وعمان إن عجزنا عن وقف هذا العدوان وإفشال المخطط الرهيب. ما معنى أن ينعم العدو بالهدوء وننال نحن المذابح والمجازر ومن ثم التهجير. ما معنى أن تستمر كل مشاريع التطبيع وجميع أشكال التعاون العسكري والأمني مع العدو الصهيوني.

إن لم يشعر العدو الصهيوني ومن ورائه الولايات المتحدة بأن مصالحهم مهددة بشكل جدي، فلن تثنيهم تصريحات ولا جميع ألوان قوس قزح عن السير قدما في مخطط إبادة أهل غزة أو تهجيرهم.

(السبيل)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts