ماذا تعرف عن “ثورة المزارعين” في أوروبا؟.. خبير أردني يوضح

ماذا تعرف عن “ثورة المزارعين” في أوروبا؟.. خبير أردني يوضح

البوصلة – خاص

أيام مثيرة ولافته يعيشها القطاع الزراعي في أوروبا، وصلت ذروتها أمس الخميس بعد تجمع مئات الجرارات في العاصمة البلجيكية، قرب مقرّ البرلمان الأوروبي، لأجل الاحتجاج على قادة الاتحاد الأوروبي، تزامنا مع قمة تحضرها رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين، ومجموعة من القادة الأوروبيين.

وحول أسباب هذه الاحتجاجات قال الخبير الإقتصادي منير دية، أن السياسات الزراعية الأوروبية المشتركة والتي تضرر من جرائها المزارعين في تلك الدول، وخاصة مع تدفق المنتجات الأوكرانية المعفاة من الرسوم الجمركية والتغيرات المناخية وارتفاع أسعار الوقود مما زاد من كلف الإنتاج وكذلك القيود الأوروبية والالتزامات البيئية التي تطالبهم باتخاذ تدابير للتقليل من انبعاثات الغازات الدفيئة.

ويظهر أن أكبر طرق الاحتجاج المتفق عليها هي غلق الطرقات بالجرارات. وتوجد أسباب محلية خاصة بكل بلد، وأخرى تتعلق بالسياسات التي ينتهجها الاتحاد الأوروبي، لكن حتى الأسباب المحلية تبدو متشابهة، وتهدّد بخسائر اقتصادية كبيرة لدول الاتحاد.

واضاف دية في تصريحات لـ”البوصلة“، ” الحرب الروسية الأوكرانية كانت القشة التي قسمت ظهر الأوروبيين الذين دفعوا ثمناً باهظا جراء هذا الصراع من حيث غلاء أسعار الغذاء والطاقة وتقطع سلاسل التوريد والإمداد وإستمرار الحكومات الأوروبية دعم أوكرانيا بالمال والسلاح مما تسبب بمزيد من الأعباء على تلك الحكومات وخاصة في ظل استمرار تلك الحرب ودخولها عامها الثالث وعلى ما يبدوا ان روسيا ستخرج منتصرة من تلك الحرب مما يعني تهديداً حقيقياً لمستقبل أوروبا ووحدتها”.

واحتجاجات المزارعين في أوروبا ليست جديدة، وتكررت على مدى السنوات الماضية، لكن تفاقم الخلافات بين النقابات الزراعية وبين السلطات أدى إلى انتشار عدوى الاحتجاج في 10 دول على الأقل، هي فرنسا وألمانيا وهولندا وبلجيكا وليتوانيا وبولندا وإسبانيا والبرتغال واليونان ورومانيا.

وأوضح دية أن “الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي بدأت تظهر بشكل واضح في العديد من الدول الأوروبية ستغير من رأي الناخب الأوروبي وسيدفعه نحو انتخاب أحزاب قد تكون موالية لروسيا لتجنب المزيد من الازمات الاقتصادية والسياسية وستكون موسكو حريصة على دعم الحراك الشعبي الأوروبي المعارض للحكومات التي تتبع واشنطن وتدعم أوكرانيا”.

ويواجه المزارعون الأوروبيون أزمة كبيرة بسبب انقطاع أكثر من 80 بالمئة من إمدادات الغاز الروسي، مما أدى إلى زيادة الكهرباء والغاز بشكل حاد. وهذا بدوره، تسبب في تأثيرات سلبية على الأسر، وحتى الشركات.


كما أكد دية أن التوترات في البحر الأحمر زادت ايضاً من ازمة أوروبا الاقتصادية والتي تسببت برفع أسعار الشحن البحري إليها والذي انعكس على زيادة أسعار امدادات الطاقة القادمة من الخليج العربي وكذلك زيادة أسعار السلع القادمة من اسيا وتأخر وصول سلاسل التوريد مما فاقم من مشكلات الصناعة الأوروبية وزاد الضغط على الحياة المعيشية للمواطن الأوروبي.

وتوقع دية ان الثورة الزراعية التي تشهدها أوروبا سيكون لها تداعيات على مستقبل القارة العجوز وعلى استمرار الاتحاد الأوروبي وقد يدفع بعض الدول للخروج مثلما فعلت بريطانيا وهذا سيزيد من نفوذ روسيا والصين في القارة الأوروبية وسيغير من الواقع السياسي والاقتصادي هناك .

تجمع مئات الجرارات الزراعية قرب مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل 


ما الحلول المقترحة لهذا الوضع؟

اقترحت المفوضية الأوروبية مجموعة من الحلول لتنفيس هذا الاحتقان، أولها إعفاء المزارعين من ضرورة ترك 4% من أراضيهم دون زراعة، واقترحت كذلك فرض مكابح على المنتجات الأوكرانية إذا ما تجاوزت الواردات حدا معينا.

واقترحت فرنسا عدة حلول، كإلغاء الزيادة في وقود المركبات الزراعية، وتخفيف الضرائب على الطبقة المتوسطة، من بينهم المزارعون الصغار والعمال الزراعيون، وتبسيط الإجراءات الإدارية.

وتدفع فرنسا نحو إلغاء الصفقة مع دول أميركا الجنوبية، لكن المفوضية رفضت الفكرة بحكم حجم التجارة الضخم مع هذه الدول. وأثمرت التحركات الفرنسية عن اتخاذ أكبر نقابة زراعية في البلاد، الاتحاد الوطني لنقابات المزارعين، قرار وقف الاحتجاجات، أمس الخميس.

وفي ألمانيا، لا تزال الحكومة مصرة على إلغاء الإعفاء للديزل المستخدم في الزراعة، رغم الاحتجاجات الكبيرة، لكنها قررت تطبيق الإلغاء بشكل تدريجي، وألغت ضريبة كانت ستفرضها على المركبات الزراعية. وعانت الحكومة الألمانية من عجز كبير في موازنة 2024 كاد يعصف بها.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: