ماذا يخطط الاحتلال لباب العامود برمضان؟

ماذا يخطط الاحتلال لباب العامود برمضان؟

البوصلة – أثار نصب شرطة الاحتلال الإسرائيلي سياجًا حديديًا على أطراف باب العامود بالقدس المحتلة، تساؤلات ومخاوف المقدسيين من نوايا إسرائيلية لتقييد حركة تجمعهم، وإغلاق مساحات الجلوس أمامهم في هذا المكان الاستراتيجي، خلال شهر رمضان المبارك، وإعادة مشهد ما حدث العام الماضي.

ومساء السبت، نصبت شرطة الاحتلال سياجًا حديديًا ومركزًا متنقلًا في منطقة باب العامود، دون أن تترك مكانًا لجلوس المقدسيين، في محاولة لمنع تواجدهم في المنطقة.

وشهدت المنطقة استنفارًا وانتشارًا مكثفًا لقوّات الاحتلال، وسادت حالة من التوتر عقب نصبها السياج الحديدي، واعتقالها خمسة شُبّان مقدسيين منها، والاعتداء على شاب بالضرب المبرح.

ورغم قيود الاحتلال، إلا أن آلاف المقدسيين احتشدوا في المنطقة، بعد انتهاء صلاة التراويح بالمسجد الأقصى المبارك، وجلس العديد منهم لتناول الشاي، والاحتفال بالأجواء الرمضانية، فيما هتف الشبان “الله أكبر”.

وكانت شرطة الاحتلال قررت في وقت سابق، عدم نصب الحواجز الحديدية عند ساحة باب العامود المؤدية للقدس القديمة خلال شهر رمضان، خشية من اندلاع مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال مثلما حصل في العام الماضي.

ورمضان الماضي، وضعت قوات الاحتلال حواجز حديدية على مدرجات باب العامود، ومنعت الأهالي والشبان من الجلوس والتجمهر، ما أدى لاندلاع مواجهات عنيفة، اُستخدمت خلالها القوات القوة والعنف، والرصاص المطاطي والقنابل والمياه العادمة، بهدف تفريغ المنطقة من المقدسيين.

لكن سرعان ما تحولت شرارة المواجهات إلى حراك شعبي واسع عم أرجاء المدينة، وقد أثبت نجاعته أمام عنجهية الاحتلال وإجراءاته العنصرية، وأرغمه على الرضوخ وإزالة تلك الحواجز الحديدية من المنطقة.

أيقونة وطنية

ويشكل باب العامود -أشهر بوابات البلدة القديمة- أيقونة وطنية واجتماعية للمقدسيين، ويحدد جزءًا من هويتهم، كما أنه بات مكانًا حيويًا يتجمعون عنده، للتظاهر والاحتجاج على سياسات الاحتلال وإجراءاته في مدينة القدس، وللاحتفال بشهر رمضان. كما يقول المختص في شؤون القدس ناصر الهدمي

ويرى الهدمي في حديث لوكالة “صفا”، أن هذا ما يقلق سلطات الاحتلال ويزعجها، فهي لا تريد أن يكون للمقدسيين هوية وطنية، لذلك تسعى لمحو تلك الهوية بأي طريقة ممكنة.

ويضيف أن باب العامود يعتبر مدخلًا رئيسًا لاقتحام المستوطنين المتطرفين للبلدة القديمة وحائط البراق، ما يشكل ثغرة أمنية بالنسبة لهم، كونهم يحتاجون لتعزيزات وقيود مشددة من شرطة الاحتلال لحماية اقتحاماتهم.

وبنصب السياج الحديدي، فإن الاحتلال يخطط للتنغيص على المقدسيين وتقييد حركة تواجدهم في ساحة باب العامود وعلى مدرجاته، بالإضافة للسيطرة على المكان وطمس هويته. وفق الهدمي

ويشير إلى أن الاحتلال لا يزال يعاني من فقدان قوة الردع التي تآكلت العام الماضي، وخلال معركة “سيف القدس”، لذلك يريد استعادة كرامته التي سُلبت منه في منطقة باب العامود، والانتقام مما حدث في رمضان الماضي، حينما أُجبر على إزالة الحواجز الحديدية من المكان.

ويؤكد أن الصراع ما يزال قائمًا بين المقدسيين والاحتلال على هوية باب العامود، ومحاولاته لتغيير ملامح المكان، وحول من يستطيع أن يفرض سيطرته وسياسته في المكان.

انفجار الوضع

وبنظره، فإن سلطات الاحتلال تتخوف من انفجار الأوضاع في القدس خلال رمضان، لذلك تعمل جزئيًا على تغيير الواقع الميداني في باب العامود، لكن هناك حساسية لدى المقدسيين تجاه أي تغيير في الواقع والاعتداء على هوية المكان.

ويوضح أن الاحتلال يريد أن يفرض سيطرته على منطقة باب العامود بطريقة مبنية على أسس أمنية بحتة خالية من أي حل للقضية من جذورها.

وفي حال واصلت سلطات الاحتلال اعتداءاتها على المقدسيين في باب العامود، ومحاولة فرض سياساتها بشكل أكبر، ولم تتراجع عن نصب السياج الحديدي، فإن هذا ما سيؤدي إلى انفجار الوضع في المدينة. كما يرى الهدمي

ويلفت إلى أن شهر رمضان هذا العام مرشح لتصعيد المواجهة مع الاحتلال، مثلما حدث العام الماضي، لأنه مليء بالأحداث التي تنذر باحتمالية الانفجار.

ويشدد المختص في شؤون القدس على ضرورة تصدي المقدسيين لإجراءات وممارسات الاحتلال، والحفاظ على هوية باب العامود، وعدم التفريط فيه، وأيضًا الرباط الدائم فيه، وفي كافة الأماكن بما فيها المسجد الأقصى.

تكريس سيطرته

وأما المختص في شؤون القدس زياد إبحيص فيقول: “كما افتتح الاحتلال رمضان الماضي بمحاولة إغلاق ساحة باب العامود ها هو يفتتح رمضان الحالي بوضع سياج حديدي عرضي فيها لتقييد التواجد وإغلاق مساحات الجلوس أمام المقدسيين”.

ويرى أن شرطة الاحتلال بذلك، تبادر إلى تصعيد المواجهة في المدينة المقدسة، واستحداث هدف ثابت لشباب القدس في المواجهات التالية.

وبحسبه، فإن ما عجز الاحتلال عن تحقيقه دفعةً واحدة في رمضان الماضي بالمنطقة، يحاول أن يحصل عليه خطوة خطوة، بدءًا من نصب حواجز معدنية عرضية لإغلاق مساحات الجلوس أمام باب العامود مباشرة، ولتعزيز برج الشرطة المحصن الذي بناه عام ٢٠١٧، بهدف تكريس سيطرته على المكان.

لكنه، أكد أن إرادة هبة باب العامود والمقدسيين قادرة على تفكيك هذه الحواجز المعدنية، بل وعلى إزالة برج الاحتلال من الوجود إذا ما حضرت.

صفا

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: