ما أسباب عودة “الإعدامات الميدانية” في الضفة؟

ما أسباب عودة “الإعدامات الميدانية” في الضفة؟

في أقل من أسبوع، أعدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مواطنًا خلال مروره على حاجز عسكري قرب نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، كما أطلقت النار على شاب قرب مخيم الفوار جنوبي الضفة، واعتقلته بعد إصابته.

وقبل أقل من شهرين، أطلق الاحتلال النار على مسن من ذوي الاحتياجات الخاصة على حاجز قلنديا شمالي مدينة القدس، خلال مروره عن الحاجز، في مؤشر لتصاعد عمليات الإعدام الميدانية بمحافظات الضفة.

المحلل السياسي عمر رحال يقول إن الإعدامات الميدانية للمواطنين سياسة إسرائيلية ممنهجة هدفها إيقاع المزيد من الخسائر في صفوف الفلسطينيين، معتبرًا أن “الحديث عن عمليات طعن هو لذر الرماد في العيون”.

ويضيف رحال، في حديث مع وكالة “صفا”: “مهاجمة شاب مدني أعزل لجنود مدججين بالسلاح، يلبسون الستر الواقية ويستخدمون أحدث أنواع الأسلحة، ويحتمون بالجدران والمكعبات الإسمنتية والسواتر الحديدية، ليست سوى اسطوانة مشروخة وافتراء وكذب، وإلاّ فليعرض الاحتلال تسجيلات الكاميرات حول كيفية مهاجمة مواطن أعزل لجنود مدججين”.

ويصف أن “ما يجري مسرحية وكذبة لا تنطلي على الشعب ولا الأمم المتحدة ولا على العالم”، مؤكدًا أنها سياسة إسرائيلية ممنهجة لإرهاب أبناء شعبنا، وتخويفهم وكسر إرادتهم، وإرسال رسالة للقيادة والشعب أن جيش الاحتلال من يحدد قواعد اللعبة.

ويشدد على أن الإعدامات بهذه الصورة نوع من “الاستعلاء وقتل غير اليهودي، وهذا بُعد عنصري وسياسة من أجل ضرب معنويات الشعب”.

كما يصف رحال الذرائع التي يسوقها الاحتلال في كل مرة، والتي تتمثل في محاولة الطعن وتصوير السكين على الأرض بجانب الضحية، بـ”المسرحية المكشوفة”، داعيًا الإعلام المحلي والعالمي إلى فضحها.

ويؤكد أن الاحتلال “يتحمل وزر الدم الفلسطيني”، والمسؤولية عما يجري على الأرض، كما أنه يتحمل أي ردة فعل في هذا المضمار؛ “لأنه من بدأ بهذه السياسة القمعية وتصاعدها”.

ويشدد على أن النضال الفلسطيني لن يخبو، “وهناك إرادة وتصميم فلسطيني واستراتيجية راسخة قوامها زوال الاحتلال”.

عامل إيديولوجي

أما الباحث في مركز القدس لدراسة الشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد، فيرى أن عودة الإعدامات الميدانية بالضفة مرتبطة بعوامل عدة، أهمها العامل الإيديولوجي الموجود عند اليهود وعقلية القتل لديهم.

ويقول أبو عواد، في حديث لوكالة “صفا”، إن نسبة الضباط “المتدينين” في جيش الاحتلال يبلغ 40%، ويتبنون الآراء التي تصدر عن الحاخامات الذين يرون في قتل الفلسطيني غاية وهدف، وليس مجرد تحييد خطر أمني، كما أنهم مُعبأون بشكل كبير تجاه قتل الفلسطيني تحت أي ذريعة.

ووفق أبو عواد، فإن “إسرائيل” تريد افتعال أمر سياسي لإثارة الرأي العام العالمي، والإيحاء بأن الفلسطينيين ينفذون عمليات ولا يرغبون في تهدئة الأوضاع، وبالتالي لا يستحقون دولة.

ويرى الباحث أن العمليات في الضفة لازالت فردية، متوقعًا عدم تصاعدها في هذه المرحلة.

ويستدرك “لكن هذا لا يعني عدم استعداد الشعب للتضحية أو فقدان الروح القتالية، وإنما مرتبط بيأس الفلسطينيين من الواقع الداخلي السيء، والشعور بعدم تحقيق مكاسب سياسية بعد الانتفاضتين دون تحسين الأوضاع الداخلية”.

ويقول: “بات هناك قناعة أنه من أجل التضحية لا بد أن تتحقق مصلحة ومطالب، وأن ذلك لا يتحقق بتضحية قليلة، بل تحتاج لعمل كبير جدا لم تتهيأ له الظروف بعد”.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: