محلل إسرائيلي: حماس اقتربت من تحقيق أهدافها من الحرب بعد 5 أشهر من القتال

محلل إسرائيلي: حماس اقتربت من تحقيق أهدافها من الحرب بعد 5 أشهر من القتال

أكد محلل إسرائيلي، أنه على العكس من مزاعم إسرائيل عن تحقيق إنجازات في العدوان على غزة، فإن الحقيقة هي أن “حماس” هي التي اقتربت بعد خمسة أشهر من الحرب من تحقيق أهدافها.

وقال يهودا بلانجا الخبير في شؤون العالم العربي في قسم الشرق الأوسط في جامعة “بار إيلان” في مقال نشرته صحيفة /يسرائيل هيوم/ العبرية: إنه مع انطلاق عملية “طوفان الأقصى”، حددت “حماس” لنفسها خمسة أهداف رئيسية لتحقيق النصر، مع الأخذ في الاعتبار قوة الرد الإسرائيلي.

وأضاف أنه في حين أن قتل الفلسطينيين والمحنة في غزة يعتبران في نظر الإسرائيليين إنجازا، فإن السنوار وزملائه يعتبرونه ميزة تكتيكية لتعزيز أهدافهم الاستراتيجية، مشككا في الادعاءات الإسرائيلية عن تقليص قدرات “حماس” الحكومية والعسكرية.

صفقة تبادل

وأوضح أن الهدف الأول يتمثل في أسر أكبر عدد ممكن من المستوطنين والجنود الإسرائيليين، الذين سيصبحون ورقة مساومة من أجل إطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين المتبقين في السجون الإسرائيلية، تم تحديد السعر في صفقة شاليط، ووفقاً للصفقة السابقة، تعلم “حماس” أنه مع الصبر والوقت ستوافق إسرائيل على الشروط التي ستضعها أمامها. 

وهكذا، فبينما اعتبر الجمهور الإسرائيلي الصفقة الأولى بمثابة إنجاز، فقد كانت بالنسبة لحماس بمثابة اختبار: إلى أين يمكن التوصل في الصفقة التالية، أي إطلاق سراح الأسرى الثقيلين”.  

وقال إن الهدف الثاني هو المحافظة على  السلطة  في  غزة، ولذلك بنت أنفاق مخصصة لهذا الغرض.

 وأضاف ن حديث إسرائيل عن كشف بعض الأنفاق، والذي يعتقد أن كبار مسؤولي حماس تواجدوا فيها، تهدف إلى رفع المعنويات المتدنية في إسرائيل، لكنها في الحقيقة تعكس نقص المعلومات حول ما يحدث.

وأضاف أنه مع مرور الوقت، وتعمق الجيش الإسرائيلي في دخوله إلى غزة، تم اكتشاف مستوى استعداد حماس للحرب، حيث احتوت الأنفاق على غرف للإقامات الطويلة ومطابخ ودورات مياه وغرف نوم وأقفاص لإيواء الأسرى الإسرائيليين. 

وأشار إلى أنه تحت سمع وبصر إسرائيل، طورت “حماس” قدرة إنتاجية هائلة من الأسلحة، وبنت شبكة لا نهاية لها من الأنفاق لنقل مقاوميها من ساحة إلى أخرى. وقام التنظيم بتخزين الإمدادات اللازمة لقادته ونشطائه من أجل صراع طويل الأمد.

ورأى أن الهدف الثالث الذي حققته “حماس” من الحرب، يتمثل في تزايد التعاطف مع الحركة بين الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية واعتبارها بديل محتمل للسلطة الفلسطينية، التي تعاني من خلل وظيفي مستمر، وارتباطها بالفساد المرتبط باسمها وارتباطها بالولايات المتحدة.

زيادة التعاطف مع الحركة

وقال إن الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر/تشرين الأول، أدى إلى رفع صورة حماس بين الفلسطينيين في الضفة الغربية، حيث بين استطلاع نشر في منتصف كانون الأول (ديسمبر) 2023، أن 92% من الفلسطينيين في الضفة الغربية يعارضون الرئيس أبو مازن ويطالبون باستقالته، و44% عرفوا أنفسهم بأنهم من أنصار “حماس”، وقال 82% منهم إن “حماس” كانت على حق عندما قامت بإطلاق عملية طوفان الأقصى.

وحدة الساحات

وتابع أن الهدف الرابع تمثل في شعار “وحدة الساحات”، حيث أن الأهداف الثلاثة السابقة كانت تعتمد على قدرات “حماس” وحدها، أما الهدف الرابع فكان يتطلب استجابة الشركاء الآخرين في «معسكر المقاومة». 

وقال: كان أمل “حماس” الكبير هو خلق “وحدة الساحات” في الحرب ضد إسرائيل. وفي أحداث “حرس الجدار” (العدوان الإسرائيلي عام في أيار/مايو 2021، نجحت حماس في ربط غزة بالقدس، وهي بذلك غيّرت معادلة العلاقات بين إسرائيل وقطاع غزة، وأظهرت أيضاً أن لديها القدرة على إشعال النار في الضفة الغربية وحتى التأثير على عرب 48 من خلال الدعوة إلى “حماية الأقصى”. 

ورأى أنه على الرغم من أن هذا الهدف لم يتحقق بالكامل في 7 تشرين الأول/أكتوبر، فإن حقيقة أن إسرائيل تشن حرباً متعددة الساحات (حماس والضفة الغربية وحزب الله وسوريا واليمن) توضح مدى تفجر الوضع والاحتمال المستمر لاندلاع حرب جديدة. الأمر الذي سيؤدي إلى حرب كبرى.  

وأوضح أن الهدف الخامس يتمثل في تجميد أو إلغاء عملية التطبيع العربي مع إسرائيل بشكل كامل، حيث تم توقيع “اتفاقيات إبراهيم” والتي أثبتت أنه من الممكن التوصل إلى تفاهمات مع إسرائيل على أساس المصالح المشتركة، دون الحاجة إلى تنازلات إقليمية.

لكن فجأة انتقلت المشكلة الفلسطينية إلى كواليس الصراع، واليوم لا أحد يتحدث عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل. 

وختم بالقول إنه بعد مرور خمسة أشهر على الحرب، يمكن القول إن “حماس” اقتربت من تحقيق أهدافها، وان النقطة الأبرز هي إطلاق سراح الأسرى، وجر حماس إسرائيل لصفقة الأسرى يهدف إلى استنفاد وتكثيف الانقسامات في المجتمع الإسرائيلي، وتغيير الوضع السياسي فيه، ومواصلة كسب الدعم الدولي.

 (وكالات)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: