محلل لـ “البوصلة”: عداء الغرب لأردوغان أسهم بالتفاف الأتراك حوله بقوة

محلل لـ “البوصلة”: عداء الغرب لأردوغان أسهم بالتفاف الأتراك حوله بقوة

عمّان – البوصلة

على الرغم من الهجمة الشرسة التي تعرض لها الرئيس رجب طيب أردوغان من عموم الصحافة الغربية التي كالت له الاتهامات قبيل الانتخابات الرئاسية التركية ووصفته بأنّه “ديكتاتور ومستبد” وأنه لا يمكن أن يتنازل عن السلطة إن خسر الانتخابات وأنّ فرصة معارضيه بالفوز بالرئاسة والبرلمان هي الأكبر، إلا أنّ الشعب التركي كان له كلمةٌ أخرى غير ذلك، قادت أردوغان لزعامة “قرن تركيا” كما يحلو له تسميته ومنحته الثقة مرة أخرى لقيادة مشروع تركيا الجديد.

الأمر الذي اضطر الصحافة الغربية التي هاجمته بقسوة لتحويل خطابها من التغزل بمعارضيه إلى التغنّي بشعبية “أردوغان” كرئيس “معجزة” رغم كل الظروف والمصاعب التي تواجهها تركيا لم يستطع أحدٌ إغراقه.

من جانبه يرى المحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات في تصريحاته لـ “البوصلة” أنّ الخطاب الإعلامي الغربي المعادي للرئيس رجب طيب أردوغان أسهم بحالة معاكسة زادت من التفاف الشعب التركي حوله وأسهمت بلحمة شعبية في الدفاع عن “مستقبل تركيا” ووجودها، وهو الخطاب الذي استطاع من خلاله أردوغان سحب البساط من تحت معارضيه وتحويل مجريات الانتخابات لصالحه قولاً واحدًا.

وقرأ الحوارات كيف تحول السؤال المشكك من الإعلام الغربي بإمكانية تنازل أردوغان عن كرسي الرئاسة في حال خسر الانتخابات إلى حالة مغايرة صدمت جميع استطلاعات الرأي والعالم المتابع أظهرت الرجل بقوة في الجولة الأولى من الانتخابات وبفارقٍ كبيرٍ بملايين الأصوات عن منافسه في المعارضة.

د.منذر الحوارات: المعارضة التركية قدمت مرشحًا فشل عشر مرات أمام أردوغان وهذا أسهم بخسارتها الانتخابات

وقال الحوارات: إنّ السؤال في الغرب المعادي لأردوغان يطرح سؤالا خطيرًا لو خسر أردوغان الرئاسة هل كان سيسلم في الهزيمة ويتنازل بها لخصومه، والبعض في الغرب اعتبر أنّه لن يتنازل لأكثر من سبب، أنه في خطاباته كان يتهم المعارضة بأنها إرهابية وتتحالف مع حزب العمّال الكردستاني، وأنها تشكل خطرًا على مستقبل تركيا، وأنّ هؤلاء لن يستطيعوا إدارة تركيا وانّه ليس لديهم برنامج سياسي واقتصادي واضح وأنهم مجموعة من القوى المشتتة.

ولفت إلى  أنّ أردوغان كان ينتقدهم بشكل كبيرٍ وحاد، وهذا جعل المحللين في الغرب يطرحون سؤالًا وهو أنّ الرئيس أردوغان يتهم خصومه بكل هذه الأوصاف التي يمكن أن تذهب بهم للسجن وليس للرئاسة، فهل لو خسر الرئاسة ستكون هذه مجرد شعارات انتخابية ويرضخ للنتيجة أم أنه يمهد الطريق بوضع حقائق أمام الجمهور التركي فيما لو خسر الانتخابات وأنه سيكون له تصرف برفض النتائج وأنها آلت لمن ليسوا أهلا لها من المتحالفين مع الإرهاب وأعداء تركيا، وهذا كان يطرحه الكثير من المحللين في الصحافة الغربية وكان هاجسا كبيرًا لهم.

خطاب عدائي بمواجهة التفاف شعبي حول أردوغان

وشدد الحوارات على أنّ “الخطاب العدائي من الغرب للرئيس أردوغان أسهم بشكلٍ كبيرٍ في التفاف الشعب التركي ووحدهم حوله وخلق حالة من اللحمة حوله”.

ولفت إلى أنّ “الظروف الموضوعية من اقتصاد يواجه مصاعب جمّة وتضخمًا كبيرًا ونتائج الزلزال وتحالف قوى سياسية متعددة ضده وحالة الفقر ووجود عدد كبير من الشباب وبنسب بطالة داخل هذا المجتمع كانت في الحقيقة تصب في خانة ومصلحة المعارضة التي لم تحسن الفرصة كما يقول المحللون الغربيون.

ويستدرك الحوارات بالقول: ليس هذا فحسب بل إن المعارضة التركية اختارت الشخص الذي فشل عشر مرات أمام أردوغان، والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، لكن كانت فرصتها كبيرة جدًا، وخياراتها ربما لو طرحت شخصًا آخر لحققت النصر، لكن عدم وجود شخص منافس لأردوغان بشكلٍ حقيقيٍ، أسهم بزيادة فرصته للفوز بالرئاسيات.

تغيير مجريات الانتخابات

وقال الحوارات: إنّ أردوغان من الشخصيات الذكية لأبعد الحدود، استطاع أن يغير مجرى الانتخابات من الهم الاقتصادي إلى الهمّ الوجودي، فطرح مستقبل تركيا على المدى الإستراتيجي والبعيد أمام المخاطر الاقتصادية، وأكد أنّه سيضمن مستقبل تركيا، ولكن المخاطر الاقتصادية تستمر لسنة أو سنتين ومن ثم ستتغلب عليها، فإذا كنتم تريدون اختيار مستقبل تركيا فاختاروا أردوغان.

وأضاف، بالتالي حيد خطاب المعارضة منذ البداية وأفشله، ولا أعتقد أنّ أردوغان تخيّل الهزيمة بهذه الانتخابات للحظة واحدة، والشخص الذي لا يتخيل الهزيمة لا يمكن أن يتنازل بسهولة.

موقف الأتراك من العرب مؤيدي أردوغان أو مؤيدي كليجدار أوغلو لو في شعب عربي يدافع عن كرامته من المعيب اتهام العرب وشنّ الأوصاف القميئة ضدهم,

الريّس الذي لا يمكن إغراقه

وتحت عنوان: “رجب طيب أردوغان غير القابل للغرق”، قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية إنه على الرغم من الأزمة النقدية وعواقب زلزال السادس فبراير، تمكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرة أخرى من البقاء في السلطة، وذلك بعد أن قلب الطاولة على كل التوقعات حول احتمال نهاية حكمه، بحسب ترجمة “القدس العربي”.

وأضافت الصحيفة القول إنه بعد عشرين عامًا من ممارسة السلطة، لا يبدو أن هناك شيئًا قادرًا على تقويض جاذبية أردوغان. ومن المفارقات أن الجماهير المحافظة والمتدينة في تركيا لم تنتقده […]  فاز حزب العدالة والتنمية، الذي يتزعمه أردوغان أيضا بعشر مقاطعات من أصل 11 في المنطقة الشاسعة التي تضررت من الزلزال على الرغم من الانتقادات.

واعتبرت “لوموند” أن إعادة انتخاب رجب طيب أردوغان لفترة رئاسية جديدة تؤكد وضعه كرئيس غير قابل للإغراق، وأستاذ سابق في فن الارتداد. فقد تمكن طوال عشرين عامًا من التغلب على كل شيء: أزمات سياسية واحتجاجات جماهيرية وفضائح فساد ومحاولة انقلاب عسكري والقطعية مع رفاقه السابقين […] وقد عزز بشكل كبير، خلال عشرين عامًا من الحكم، سيطرته على البلاد.

أما الوكالة الفرنسية للأنباء فقالت: بعد عقدين في السلطة، بدا الرئيس التركي المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان مهددا بتداعيات الأزمة الاقتصادية و”استئثاره بالسلطة”، لكن “الريس” تصدّر نتائج الدورة الأولى لثالث انتخابات رئاسية يخوضها خلافا لكل التوقعات.

وتابعت بالقول: لا السجن ولا المظاهرات الحاشدة ولا حتى المحاولة الانقلابية عام 2016 نجحت في وقف صعود “الريّس” كما يحلو لمؤيديه تسميته، لكنه هذه السنة يواجه انتقادات شديدة بسبب وضع الاقتصاد التركي وغضب الناجين من زلزال السادس من فبراير/شباط الماضي المدمر، الذين تُركوا لمواجهة مصيرهم في الأيام الأولى التي تلت الكارثة.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: