“مسيرة القواسم”.. محاولة صهيونية جديدة للهيمنة على الأقصى وتحذيرات من المساس بالوصاية الإسلامية

“مسيرة القواسم”.. محاولة صهيونية جديدة للهيمنة على الأقصى وتحذيرات من المساس بالوصاية الإسلامية

البوصلة – رصد

على وقع ما يجري من جرائم إبادة إسرائيلية في قطاع غزة، تحاول جماعات صهيونية متطرفة الاستفراد بالمسجد الأقصى في القدس المحتلة، وطرح سيناريوهات السيطرة عليه وهدمه.

وتحت مسمى مسيرة القواسم، منحت سلطات الاحتلال الفاشي ترخيصاً رسمياً لتظاهرة للمتطرفين الصهاينة في القدس المحتلة يوم السابع من ديسمبر تطالب فيها بالسيطرة الكاملة على المسجد الأقصى والقدس، وإزالة الأوقاف الإسلامية من حرم المسجد الأقصى

وأعلنت جماعة الهيكل أنَّها بصدد القيام باقتحام هو الأكبر من نوعه منذ زمن للمسجد الأقصى المبارك اليوم الخميس في الذكرى الشهرية الثانية لمعركة طوفان الأقصى، هادفاً إلى تدنيس المسجد وإقامة الترانيم اليهودية هناك احتفالاً بذكرى عيد النور اليهودي، ضارباً بعرض الحائط لكل ردات الفعل العربي والإسلامي.

وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية محمد الخلايلة، أدان مخطط تنظيم المسيرة للمتطرفين، وقال إنها ضد أوقاف القدس الإسلامية والوصاية الهاشمية في المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف.

وحذر الخلايلة، في بيان وصل “البوصلة” الاربعاء، من أن حماية سلطات الاحتلال ودعمها للمسيرة من شأنه أن يؤجج الصراع في المنطقة ويعمل على توسيع نار الحرب المستعرة.

وبيّن أن التصعيد الأخير باستهداف المسجد الأقصى المبارك يعني تعديا صارخا على عقيدة وإيمان كل المسلمين.

وكانت وزارة الخارجية أدانت، أمس الأربعاء، سماح شرطة الاحتلال بمسيرة للمتطرفين عبر أحياء البلدة القديمة بالقدس والحي الإسلامي، ودعوات هؤلاء المتطرفين التحريضية ضد إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك، وسعيهم لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها، في خطوة مرفوضة ومدانة ومستفزة.

وحذّرت الوزارة على لسان الناطق باسمها السفير سفيان القضاة، من استمرار مثل هذه الإجراءات الإسرائيلية الأحادية غير الشرعية، مؤكدا بأنه لا سيادة لإسرائيل على القدس والمقدسات، وأن القدس الشرقية أرض فلسطينية محتلة.

بدورها قالت حماس في بيان لها: إن مَنح حكومة الاحتلال الفاشي ترخيصاً رسمياً لتظاهرة للمتطرفين الصهاينة في القدس المحتلة يوم السابع من ديسمبر؛ هو محاولة خطيرة لفرض السيطرة الصهيونية على المسجد الأقصى المبارك، لن يسمح بها شعبنا مهما كلّف ذلك من ثمن.

ودعت الفلسطينيين في الضفة والقدس والداخل المحتل، إلى النفير العام والرباط في المسجد الأقصى المبارك، والوقوف في وجه هذه المخططات الإجرامية.

وطالبت الأمتين العربية والإسلامية، والإخوة في المملكة الأردنية، ومن منطلق الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية في القدس، إلى التحرّك الفوري والعاجل، وتحمّل مسؤولياتهم التاريخية تجاه ما يحدث في المسجد الأقصى المبارك، مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم، وقبلة المسلمين الأولى.

من هم جماعة الهيكل؟

هم كتلة متطرفة داخل اليمين الإسرائيلي تعد أنَّ إقامة الهيكل المزعوم مكان المسجد الأقصى جوهر الوجود الصهيوني على أرض فلسطين.

واستفادت المجموعة المتطرفة من القرار القضائي الصادر عن المحاكم الصهيونية في عام 2003 بتشريع اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى بشكل فردي أو جماعي. وبالفعل شرعوا في تأدية صلوات تلمودية علنية داخل المسجد الأقصى.

وتضم الجماعة في عضويتها أتباع التيار القومي الديني الذي يرى مزج الطبيعتين القومية والدينية لليهودية، وتدرج التمثيل السياسي لهم داخل الكنيست الإسرائيلي منذ عام 1984 وحصلوا حينها على مقدعين في الكنيست وتصاعد وجودهم مع مرور الزمن في الكنيست حتى وصل في آخر انتخابات إسرائيلية في شهر مارس/آذار عام 2020 صعدوا إلى 18 نائباً.

وجودهم بنسبة 15% في الكنيست الإسرائيلي منحهم الدافعية القوية لتكرار الاقتحام للمسجد الأقصى المبارك منذ عام 2015 وحتى يومنا هذا. وتقيم هذه الجماعة تحالفاً وثيقاً مع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي الحالي (بنيامين نتياهو) فهم يمنحونه الثقة بدون شروط، وهو يمدهم بالقدرة القانونية على فعل ما يريدون.

لم يقف الفلسطينيون دون حراك أمام اقتحام جماعات الهيكل للمسجد الأقصى المبارك ففي العام 2015 أطلق الفلسطينيون انتفاضة السكاكين؛ رداً على الاقتحامات المتكررة، وواجه الاحتلال عمليات كثيرة فردية استهدفتهم بالطعن المباشر.

وفي 14 تموز عام 2017، انتفض المقدسيون ضد قرار سلطات الاحتلال بنصب بوابات إلكترونية على أبواب المسجد الأقصى المبارك لفرض السيطرة عليه والسماح لجمعيات الهيكل بالصلاة في دخله، رفض المقدسيون هذا القرار علاوة على الانصياع له فيما عرف بعد ذلك (بهبة البوابات الإلكترونية) وأمام صمود المقدسيين وإصراراهم؛ تراجعت السلطات الإسرائيلية واضطرت إلى الانصياع وأزالت البوابات الإلكترونية يوم 24 تموز/ يوليو عام 2017.

وفي سياق متصل أغلقت قوات الاحتلال باب الرحمة في العام 2003 لبناء كنيس يهودي في المكان، والتهيئة لتقسيم المسجد الأقصى مكانياً، وبقي المسجد مغلقاً حتى جاء العام 2019 حتى وضعت قوات الاحتلال القيود على هذا الباب، فانتبه الفلسطينيون إلى أسر هذا المسجد فهبوا لتحريره واسترداده، وفي 22 شباط/فبراير 2019 تمكن الفلسطينيون من استرداد منطقة مصلى باب الرحمة، بعد 16 عامًا من الإغلاق.

التهديد الجديد

بعد دعوة جماعة الهيكل لأوسع اقتحام للمسجد الأقصى المبارك في السابع من ديسمبر/ كانون أول من عام 2023 أعلن نشطاء وحراكات شبابية فلسطينية عن جاهزيتهم لتنظيم نفير عام وشد الرحال للمسجد الأقصى المبارك وإعماره مطالبةً بتصعيد الاشتباك والمواجهة، والتواجد في أقرب نقطة إلى المسجد الأقصى.

ومن المتوقه أن يشهد يوم غدٍ الخميس هبة فلسطينية جديدة تسجل في تاريخ النضال الفلسطيني مواجهةً قوات الاحتلال وزعماء المستوطنين في قبلة العرب والمسلمين الأولى، ولن يشغل أحد شاغلاً عن نصرة مسجده، أو الدفاع عن أقدس بقعة في فلسطين، لا سيما وأن الاحتلال ينوي تدنيسها.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: