الحمد لله أن وفقني هذا اليوم 23 /9 لأن أكون ضمن آلاف المعلمين الزرقاوين الذين اعتصموا أمام مجمع النقابات المهنية ، يطالبون بحقوقهم المالية التي وُعدوا بها منذ 5 سنوات وهي زيادة 50% .
وقال أحد أسودهم في كلمته : الكرامة قبل العلاوة نريد اعتذارا عما حدث على الدوار الرابع فقد رفع رجل الأمن يده ليضربني فقلت له : نحن من علمناك أن ترفع العلم الوطني في الطابور الصباحي ،وغرسنا فيك حب الوطن والتضحية من أجله.
من قال أن المعلمين مضربون عن العمل ولا يعطون دروساً ، إن أفضل درس عملي يعطوه لأبنائهم الطلبة ولنا جميعاً الإصرار على طلب الحق وعدم التهاون بذلك ، والحرص على الكرامة وعدم التفريط به .
ما ضر حكومتنا الرشيدة أن تعطي هؤلاء الجنود ، الذين يضحون بأوقاتهم بل وصحتهم ، ويسهرون الليالي من أجل تربية أولادنا ، ويعتبرونهم مثل أولادهم ، فقد التقيت اليوم بأحدهم تبدو عليه علامات الحزن ولما سألته حدثني بمرارة أن أحد طلابه النابهين الأذكياء أخفق في الثانوية العامة ، وآخر كان فرحاً مسرورا لأن أحد طلبته قبل في كلية الطب .
لقد سررت كثيراً عندما رأيت هذه الجموع المختلفة في الآراء والاتجاهات متلاحمة متكاتفة تهتف للعدل والمساواة ، وتلعن الفساد والفاسدين ، وتطالب بحقوقها بكل أدب وتبتعد عن تجريح الهيئات والأشخاص ، وقلت أن معلمنا بخير وطلابنا بخير ، ومجتمعنا بخير طالما فيه مثل هذه النخبة الطيبة .
اثلج صدري قول أحد خطبائهم للمعتصمين : انصرفوا راشدين واتركوا المكان نظيفاً أحسن مما كان ،وأسرعت أيدي المعلمين والمعلمات لالتقاط الأوراق وكاسات المياه الفارغة وتم تنظيف المكان بدقائق معدودة وهذا درس آخر يعطوه للجميع .
فتحية لمعلمينا ولمن آزرهم ، ولمن سيساهم في إعطائهم حقوقهم