معهد واشنطن يحذر من “مفاجأة” إيرانية خلال زيارة بايدن للخليج

معهد واشنطن يحذر من “مفاجأة” إيرانية خلال زيارة بايدن للخليج

عمّان – البوصلة

حذر مايكل آيزنشتات مدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في معهد واشنطن ممّا وصفه بـ “المفاجأة الإيرانية” لإفشال زيارة بايدن للخليج من خلال الإقدام على “عملٍ استفزازي” لإذلال المضيفين الخليجيين وإحراج أمريكا وإظهارها عاجزة عن حمايتهم.

وقال آيزنشتات في تقديرٍ سياسي: إن طهران قد ترى في حضور الرئيس الأمريكي جو بايدن لقمة دول “«مجلس التعاون الخليجي» + 3” (GCC+3) فرصة مغرية لإفشال إعادة ضبط العلاقات بين الولايات المتحدة ودول الخليج، ربما من خلال استخدام الاستفزازات الإلكترونية أو العسكرية لإذلال المضيفين وإثبات عجز أمريكا عن حمايتهم.

ولفت إلى أن هناك عدة أسباب قد تدفع إيران إلى محاولة عرقلة الرحلة الوشيكة الأولى التي سيقوم بها جو بايدن إلى الشرق الأوسط كرئيس للولايات المتحدة وتحويل الأنظار عنها.

واشار إلى أنها قامت بمثل هذه الأعمال عندما قام الرئيس السابق دونالد ترامب بأول رحلة خارجية له إلى السعودية في أيار/مايو 2017 لحضور قمة مشتركة بين دول «مجلس التعاون الخليجي» و”منظمة التعاون الإسلامي”، بأدوات جماعة الحوثيين المتمردة المدعومة من إيران في اليمن  التي وجهت بدورها ضربة صاروخية على الرياض قبل ساعات قليلة من وصوله.

وقال آيزنشتات إن أنشطة إيران ووكلائها تشهد مداً وجزراً بسبب عوامل مختلفة ومبهمة في معظم الأحيان، ويُعزى التراجع الذي تشهده حالياً أيضاً إلى عدة أسباب محتملة تشمل الحدّ من الاحتكاك مع واشنطن وسط إطالة المحادثات النووية والمضي قدماً بتطوير برنامجها النووي. فقد يمنحها ذلك ميزة إضافية على الولايات المتحدة مع اكتسابها المزيد من الخبرات، سواء قبل العودة إلى «خطة العمل الشاملة المشتركة» أو كمقدمة لتجاوز العتبة النووية ببطء.

وأضاف أن أحد العوامل كذلك ترميم صورتها في العراق، حيث تصاعدت ردود الفعل العنيفة المعادية لإيران بعد أن لعب شركاؤها من الميليشيات دوراً أساسياً في قمع تظاهرات “حركة تشرين” في تشرين الأول/أكتوبر 2019. وقد عكست نتائج الانتخابات النيابية التي جرت في تشرين الأول/أكتوبر 2021 هذا السخط ورد الفعل العنيف بشكل واضح بعد النتائج السيئة التي سجلتها الأحزاب الموالية لإيران.

ونوه إلى أن أحد العوامل: تجنب الإفراط في استخدام القوة العسكرية في وقت تكثف فيه إيران من جهودها للانتقام من إسرائيل على خلفية تصعيد هذه الأخيرة لحملتها السرية التي استهدفت برنامج إيران النووي، و «فيلق القدس»، والبنية التحتية الصناعية داخل إيران. وشملت هذه الجهود في الآونة الأخيرة سلسة من الضربات (الناجحة) استهدفت عمليات الشحن الإسرائيلي في منطقة الخليج ومخططاً (فاشلاً) لاغتيال إسرائيليين في تركيا.

كما أن إيران بحسب آيزنشتات تسعى لمراعاة التحذيرات الأمريكية (بشكل مؤقت) التي أعقبت كل ارتفاع في وتيرة الهجمات – وهي تحذيرات ربما تم تعزيزها من خلال العديد من الأنشطة التي لم تعترف بها إيران – في انتظار تجدد محاولات طهران لاختبار عتبات المخاطر الأمريكية ورد الولايات المتحدة على ذلك.

ولكنه استدرك بالقول: تبقى العودة إلى مستويات أعلى من الهجمات على المصالح الأمريكية قائمة بلا شك. وفي الحالة الحالية، من المرجح أن تعتبر إيران قمة دول “«مجلس التعاون الخليجي» + 3” التي تجري على مقربة منها استفزازاً لها وفرصة مغرية لمنع احتمال تحسن العلاقات بين الولايات المتحدة ودول الخليج. وقد يعود حدوث هجوم خلال القمة بفوائد عديدة لطهران أبرزها إذلال المسؤولين الأمريكيين ومضيفيهم السعوديين، وإثبات أن واشنطن عاجزة عن حماية أصدقائها حتى أثناء زيارة الرئيس الأمريكي لهذه الدول، مما يقوض الجهود المبذولة لإنشاء بنية أمنية إقليمية جديدة، والدفع بالسعودية والإمارات على إعادة التفكير في الموافقة على طلبات الولايات المتحدة بزيادة إنتاج النفط، مع  التشديد على أن إيران هي الحَكًم النهائي في أمن الطاقة في الخليج (وبالتالي في العالم)، وتحقيق انتصار أصبحت إيران بحاجة ماسة إليه بعد عدة انتكاسات منيت بها مؤخراً خلال التصدي لحملة إسرائيل السرية لإذلالها وإلحاق الضرر بها.

سيناريوهات متعددة

وأكد أن آيزنشتات تملك العديد من السيناريوهات لا سيما وأنها تمتلك معدات عسكرية كبيرة ومتنوعة وكوّنت بيئة مليئة بالأهداف يمكنها الاختيار من بينها، لافتا إلى أنّه من المحتمل بالتأكيد أن تشن هجوماً رمزياً بإطلاقها صاروخ على منطقة غير مأهولة عشية انعقاد القمة، أو قد تعتبر طهران أن هجوماً إلكترونياً مدمراً على بنية تحتية للنفط في إحدى دول الخليج وسيلة أقل استفزازاً لكنها لا تزال فعالة لتحقيق أهدافها.

وأضاف بالقول: ولكن طهران تفضل عموماً أيضاً الربط بين التحديات المتصورة وكيفية ردها عليها. وبالتالي، نظراً للجهود الأمريكية الأخيرة لدعم إقامة منظومات دفاعية جوية وصاروخية وبنى تحتية أمنية بحرية في المنطقة لمواجهة إيران، ولزيادة إمدادات النفط الخليجية على أمل خفض الأسعار محلياً، فقد تُقرر طهران شن هجوم على ناقلات النفط أو البنية التحتية للنفط سواء في البحر أو على اليابسة.

مَن الذي قد يقوم بذلك؟

واستبعد آيزنشتات أن تستخدم الحوثيين بهذه المهمة بسبب دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 2 نيسان/أبريل، منوها إلى أنها  تملك قاعدة راسخة من الوكلاء العراقيين الذين يمكنها الاستعانة بهم، وقد شنّ بعضهم هجمات على أهداف نفطية سعودية في الماضي.

وحول التداعيات السياسية قال آيزنشتات: على واشنطن أن تكون مستعدة لاحتمال أن تحاول إيران أو أي من وكلائها تشتيت الانتباه عن زيارة الرئيس بايدن، كما حصل في عام 2017. وبغية القيام بذلك، على الولايات المتحدة:

وشدد أنّ على واشنطن تذكير طهران بهدوء بأن محاولتها الأخيرة لعرقلة القمة بين الولايات المتحدة ودول «مجلس التعاون الخليجي» أسفرت عن سلسلة أحداث لم تُحمد عقباها في النهاية بالنسبة للجمهورية الإسلامية، وخلّفت عواقب طويلة الأمد لم تتعاف منها بعد.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: