مع تصاعد مقاومة الضفة.. ماذا بين سطور نتائج لقاء العقبة؟

مع تصاعد مقاومة الضفة.. ماذا بين سطور نتائج لقاء العقبة؟

يؤسس لقاء العقبة الذي عقد مؤخرًا لمرحلة جديدة عنوانها التعاون في إخماد حالة المقاومة المتصاعدة بالضفة وضبط الأوضاع الأمنية ومنع تدهورها.

وبهذا الصدد، يؤكد المحلل السياسي وسام عفيفة أن أبرز ما خلص إليه الاجتماع تعزيز حالة التنسيق الأمني في اتجاه استمرار الدور الوظيفي للسلطة لصالح الاحتلال.

ويقول عفيفة في حديث لوكالة “صفا”: “إن أبسط ما يقال عن الاجتماع بأنه بدلا من أن يؤدي لخفض التصعيد أدى لتعزيز حالة الاحتقان، بالنظر للمعادلة التي تابعناها أمس بالتزامن مع القمة وذلك بداية بعملية قتل مستوطنين بنابلس وما أعقبها من مهاجمة المستوطنين للمواطنين بشكل غير مسبوق”.

ويرى أن اللقاء يشكل نقطة تحول نحو المواجهة الواسعة وليس خفض التصعيد كما يخطط له.

ويشير إلى أن من أهم أهداف الاجتماع منع انهيار السلطة والحفاظ عليها باعتبارها صاحبة دور وظيفي لصالح أمن الاحتلال في الفترة الراهنة.

وفيما يتعلق بوقف الاستيطان يقول عفيفة: “هذا الأمر بمثابة ذرٌ للرماد في العيون خصوصًا بعد التصريحات الإسرائيلية التي أكدت أنه لن يتم التراجع عن شرعنة البؤر الجديدة”.

ويعتبر المحلل السياسي أن قبول السلطة بإطار زمني لوقف الاستيطان هو اعتراف ضمني بشرعيته بمعنى أن الاحتلال يمكنه بعد انتهاء المدة المحددة في الاتفاق شرعنة بؤر استيطانية جديدة.

وبالنسبة للاجتماع المقرر في شرم الشيخ قريبًا، يعتقد عفيفة أن الاجتماع هو استكمالي لمتابعة نتائج قمة العقبة، سيما مع وجود هدف رئيسي وهو محاولة تجاوز التصعيد المحتمل في رمضان.

استشعار الخطر

من جانبه، يقول المحلل السياسي ذو الفقار سويرجو إن اجتماع العقبة جاء نتيجة طبيعية للتحولات العميقة التي حدثت في “إسرائيل” وتحولها من مرحلة إدارة الصراع مع الفلسطينيين إلى حسمه بعد وصول اليمين المتطرف مستغلةً حالة الضعف الفلسطيني الداخلي وضعف السلطة وتسارع التطبيع من الدول العربية.

ويوضح في حديثه لوكالة “صفا” أن هذه التحولات انعكست على الحالة الفلسطينية في اتجاهين؛ وهما: الاتجاه الرسمي الذي بدا يحاول توظيف هذا التحول في اتجاه الحفاظ على كينونته كسلطة على الأرض لديها امتيازات ومصالح وتوظيفها لتكون جزءًا من شراكة أمنية مع الاحتلال بدلا مما سمي بالتنسيق الأمني سابقًا.

على الصعيد الآخر؛ انعكست التحولات على الشارع الفلسطيني بحيث نما جيل كامل لم يؤمن يومًا بالتسوية- وفق سويرجو.

ويضيف: “هذا الجيل بدأ يخطو نحو المواجهة المباشرة بعيدًا عن مخططات السلطة والانحياز لفكرتها دفاعًا عن وجوده ومستقبله، ولذلك وجدنا تصاعد المقاومة بالضفة خصوصًا الهجمات الفردية”.

ويشير سويرجو إلى أن الولايات المتحدة تحاول خفض مستوى الصراع في المنطقة بما يخدم مصالحها ويمنع تضرر مخططاتها بالشرق الأوسط التي بات يهددها الخطر، ارتباطا بما يجري في أوكرانيا وبحر الصين.

ويتابع: “واشنطن ترى أن الذهاب نحو خلق شراكة في المنطقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين ودول المحيط كمصر والأردن ودول الخليج المحطة الأكثر جدوى في خدمة بقاء مصالحها في الشرق الأوسط.

ويرى أن البند المتعلق بتجميد الاستيطان لعدة أشهر مُثير السخرية؛ خاصة أن السلطة وافقت قبل أيام على عدم الذهاب لمجلس الأمن وهو اعتراف ضمني بشرعية المستوطنات.

ويؤكد سويرجو أن لا قيمة لهذه البنود وقد شُطبت منذ الساعات الأولى بعد عملية حوارة وما أعقبها من ردود فعل حدثت وسوف تتعاظم في المستقبل.

ويرى أن لقاء العقبة يحاول تجاوز الأحداث المتوقعة خلال شهر رمضان، لكن تلك الجهود ستبوء بالفشل.

القضاء على المقاومة

ويرى الأكاديمي وأستاذ الإعلام وائل المناعمة أن ذلك اللقاء الأمني يهدف للقضاء على المقاومة، لافتًا إلى أن “إسرائيل” تريد أن يكون دور السلطة أمنيٌ فقط مقابل بعض المال والسلاح.

ويؤكد المناعمة في حديث لوكالة “صفا” أن ما صدر عن البيان الختامي للاجتماع لن يكون له رصيدٌ عمليٌ على الأرض، بدليل عملية قتل المستوطنين في نابلس بالتزامن مع انعقاد اللقاء.

وحول الإعلان عن تجميد المستوطنات يعتقد المناعمة أن تلك “كذبة كبيرة لم تعد تنطلي على أحد لأن كل يوم هناك استيطان ومصادرة للأراضي”.

صفا

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: