منتدون: لا تغيير جوهرياً بسلوك إيران في المنطقة ما بعد اتفاقها مع السعودية

منتدون: لا تغيير جوهرياً بسلوك إيران في المنطقة ما بعد اتفاقها مع السعودية

خلال ندوة “مركز دراسات الشرق الأوسط”

عقد مركز دراسات الشرق الأوسط مساء أمس ندوة خاصة لبحث “استئناف العلاقات السعودية- الإيرانية وانعكاساتها على المصالح العربية في الخليج والعراق واليمن”، شارك فيها باحثون وخبراء من الأردن والسعودية والعراق واليمن، وتناولوا انعكاسات استئناف العلاقات السعودية- الإيرانية على المصالح العربية في دول الخليج العربي والعراق واليمن، والمحطات التي مرت بها علاقات معظم الدول العربية مع إيران خلال العقدين المنصرمين، في ظل تزايد مستويات تدخل إيران المباشر في عدد من الدول العربية عسكرياً وأمنياً واقتصادياً وثقافياً، مؤكدين أهمية الدعوة للنظر الإيجابي والبحث عما يشجع تطوير الاتفاق انطلاقاً من المرغوب منه نظرياً.

وناقشت الحلقة الدراسية التي أدارها الفريق المتقاعد نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردني الأسبق قاصد محمود، البيئة السياسية لاستئناف العلاقات السعودية- الإيرانية، وسياسات إيران تجاه المنطقة العربية ما بعد الاتفاق في الخليج العربي والعراق واليمن، وأهم مضامين الاتفاق.

وبيّن المتحدثون أن الاتفاق الذي جاء في ظل سياسة سعودية تتجه نحو خفض التوترات الإقليمية وتنويع تحالفاتها الدولية، وفي سعي إيراني لتجاوز تحدياتها الداخلية ومشاكلها الاقتصادية وعزلتها السياسية، وقد هدفت السعودية إلى تحقيق الاستقرار الإقليمي وتشجيع إيران على تعديل سلوكها وسياساتها التدخلية في المنطقة، ووقف التدخل في شؤون الدول العربية وتهديد سيادتها.

كما رأى المشاركون أن الاتفاق قد لا يشكل تغيراً عميقاً في البيئة الإقليمية ما لم تبدِ إيران حسن النوايا تجاه دول الخليج العربي والعراق واليمن، وتحرص على بناء الثقة بها من خلال سياسات الاحترام المتبادل والتحول في بناء علاقاتها العربية من منطلق إيران الثورة إلى منطلق إيران الدولة على أسس دبلوماسية مستقرة وفق المصالح المشتركة.

ورأى المشاركون أن انعكاسات الاتفاق الإيجابية لم تظهر بعد على دول الخليج العربي والعراق واليمن، باستثناء التوقف عن استهداف المملكة العربية السعودية والإمارات بالطائرات المسيرة، ووقف إطلاق نار هش في اليمن، مرجّحين أن الاتفاق ربما يكون أقرب للهدنة منه للتغير الاستراتيجي في العلاقات بين الدولتين وفق المشرات والمطعيات القائمة حالياً إلا إذا اتخذت إيران قرارات حقيقية لتطبيق روح الاتفاق وتفعيل عملي للاتفاقات السابقة وفق بيان استنئاف العلاقات.

وخلص المشاركون إلى أن سلوك إيران وسياساتها لا يشجع تغيّر النظرة العربية تجاهها من الزاوية الأمنية إلى الزاوية السياسية، وأن وعي الشارع العربي يدرك المخاطر والتهديدات التي أحدثتها سياسات إيران في الخليج وكل من العراق واليمن خلال العقدين الماضيين، الأمر الذي يدعو إيران إلى إعادة النظر بسياساتها وسلوكها التدخلي في هذه الدول لمصلحة المزيد من التقارب والتعاون مع العالم العربي ككل، ولمواجهة التحديات المشتركة وبناء أمن إقليمي شامل ومستقر في المنطقة استناداً إلى الروح الإيجابية التي رافقت استئناف العلاقات، مما يفقد إسرائيل، وهي المتضرر الأكبر من الاتفاق السعودي- الإيراني، يفقدها حجة الخطر الإيراني على دول الخليج ويوفر لإيران بيئة عربية سياسية واقتصادية وأمنية متعاونة.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: