من صلصال وتبن.. فلسطينية تصنع الطابون التقليدي

من صلصال وتبن.. فلسطينية تصنع الطابون التقليدي

تعمل الفلسطينية آمنة صلاح (59 عاما) في صناعة الأفران العربية التقليدية (الطابون) بالطريقة البدائية اليدوية، في محاولة لتأمين مصدر رزق والمساهمة في حفظ التراث من الاندثار وحمايته من السرقة.

في باحة منزلها ببلدة الخضر غرب مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية، تصنع آمنة الأفران من صلصال خاص يُخلط بالتبن (أغصان القمح والشعير المكسرة).

وتقول آمنة للأناضول إنها سعيدة في مهنتها التي بدأت بها منذ نحو 5 سنوات، بهدف كسب قوتها والحفاظ على تراث فلسطيني مهدد بالاندثار.

وتلك المهنة تعلمتها آمنة من والدتها كهواية في البداية، وتصفها بأنها “مهنة جميلة فيها فن ومحافظة على التراث، ومصدر رزق”.

مكونات طبيعية

وعن خطوات العمل، توضح أنها تستخدم نوع تراب يُسمى محليا “الكلالة، وهو تراب أصفر اللون بداخله خطوط زرقاء وأخرى خضراء”، تجلبه من حقول قريتها.

وبعد تنقية التراب من الحجارة والشوائب تخلطه بالماء وتضيف إليه تبن منقوع بالماء حتى يصبح طينة يمكن تشكيلها يدويا بسهولة.

ووفقا لآمنة فإن خلط التراب بالماء وإضافة التبن عملية صعبة للغاية بحاجة إلى جهد عال وقوة.

وبعد أن تحدد حجم وشكل الطابون، تبدأ آمنة بتشكيل العجينة يدويا، ولا يمكن إنهاء العمل في يوم واحد، فالقطعة الواحدة تحتاج عدة أيام كي تكتمل، وفقا لقولها.

وتفيد بأنها تصنع من المكونات ذاتها قطعا أخرى إضافة إلى الطابون، منها الموقد وهو أشبه بالمنقل، والخباية وهي صندوق من الصلصال لحفظ القمح والقطين ويعد من أهم مكونات البيت القديم.

وتشير آمنة إلى أن الطابون التقليدي صديق للبيئة، فهو يُصنع من مكونات طبيعية دون أي مادة صناعية أو ملونات أو مواد كيماوية، مما يجعله آمن لإعداد الطعام والمخبوزات.

إقبال كبير

وبالنسبة للإقبال على ما تصنعه، تقول آمنة إنه “كثيرا ما يطلب الزبائن أفران طينية (طابون) بأحجام صغيرة توضع في حدائق المنزل لصناعة الخبز ومنهم من يستخدمها فقط للزينة”.

وتضيف أن زبائنها من كافة محافظات الضفة الغربية ومن فلسطيني الداخل (إسرائيل)، وتخصص حدائق منازل فارهة ركنا خاصا للطابون التقليدي.

ويقصد آمنة زوار كثر، وتقول: “دون تخطيط بت أحظى بشهرة واسعة، يأتي السياح لمشاهدة طريقة صناعة الطابون وكذلك طلبة المدارس”.

حياة وتراث

“حياة وتراث وتاريخ”.. هكذا هي مهنة صناعة الطابون بالنسبة لآمنة، التي قالت إن “الاحتلال الإسرائيلي يسرق كل شيء فلسطيني كالثوب والحمص والفلافل وغيرها، والطابون جزء أصيل من تراث الشعب الفلسطيني يجب المحافظة عليه من السرقة والاندثار”.

وتحذر السيدة من أن صناعة الأفران الطينية تكاد تندثر، وتقول إنها تأخذ على عاتقها إعادة إحيائها وتعليمها للأجيال القادمة.

وتابعت أن الطابون كان جزءا أساسيا من كل بيت فلسطيني، لكن الحداثة وعصر السرعة والانشغال وعمل السيدات في الوظائف دفع إلى هجرته.

ومقارنة بجهد ووقت الصناعة، تبيع آمنة منتجاتها بأسعار تكاد تكون زهيدة، فثمن الطابون الواحد يعادل نحو 60 دولارا أمريكيا.

الاناضول

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: