حسين الرواشدة
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

من يجرؤ على مواجهة هذا الرعب..؟

حسين الرواشدة
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

كيف وصل الناس الى مثل هذه الحالة من الرعب ومن اوصلهم اليه؟ لا استطيع ان ألومهم، فنحن جميعا ضحايا لموجة عالية من الصخب والضجيج الاعلامي، « كورنا» اليوم يتربع على قائمة « الاجندة» الاعلامية في كل وسائل الاعلام والاتصال بالعالم، لا يستطيع اي «خارس» بوابة اعلامية او سياسية ان يمنعه، احصائيات الاصابات بالمرض طغت على اخبار السياسة والبورصات، قصص المصابين واعداد الوفايات تشغل الناس اينما جلسوا، تحذيرات كبار السياسيين ومسؤولي الصحة الذين تحولوا الى «نجوم» في الاعلام ترعب الناس، القرارات التي صدرت لتعطيل الحياة العامة وتقييد حركة الناس واجتماعاتهم وفرض العزلة والاقامة الجبرية على سكان العالم تبعث – فعلا – على القلق، عدد الوفيات الذي بدأ يتصاعد بسرعة دفعت اكثرنا اتزانا وحكمة الى الخوف من القادم، والبحث عن الصابون و» الهايجين» للوقاية، وكأنه اكسير الحياة، كورونا باختصار اصبح هما دوليا ووطنيا بامتياز.

من يستطيع ان يوقف هذه الفوبيا التي تحولت الى نوع من الجنون، من يستطيع ان يقنع الناس المرعوبين من انتشار الوباء بان المسألة «مبالغ فيها» وبأنها لا تحتاج لأكثر من احتياطات بسيطة «النظافة مثلا وتناول اغذية المناعة وعدم الاختلاط ..» وعلاجات كالتي نأخذها عند اصابتنا بالانفلونزا العادية او شبيهة لها، وبان عدد الذين «توفوا» لا يذكر مقارنة بأمراض اخرى كالجلطات والسرطان، لا بل والانفلونزا الموسمية، من يستطيع او يجرؤ على مطالبة الذين اصطفوا بالالاف امام المولات لشراء « مونة» الشهور القادمة، وتخزين ما يلزم من طحين ومعلبات، بان اسواقنا لن تغلق، وان اغذيتنا لن تنفد.

لا اقصد التهوين من خطورة هذا المرض، ولا غيره من الامراض التي يمكن ان تداهمنا ولكنني ضد التهويل والمبالغة، وضد فرض جدار من «الرعب » حول اخباره وتطوراته وانتشاره ايضا، انا بصراحة مع اختيار «المنزلة بين المنزلتين» لا افراط ولا تفريط، وارجو ان اذكّر القرّاء الاعزاء بان عدد الوفيات التي سجلتها منظمة الصحة العالمية منذ ظهور المرض في شباط الماضي لم يصل بعد الى اكثر من 5 الاف شخص في 100 بلد ومنطقة في العالم، فيما يحصد مرض الانفلونزا الموسمي نحو هذا العدد سنويا، وبالمقابل فان معدل عدد الوفيات بأمراض السرطان في العالم وصلت الى 7,5 مليون ومن المتوقع ان ترتفع في عام 2030 الى 11,8 مليون، وبمرض الايدز نحو 1,3 مليون وسترتفع الى 5,2 مليون في الاعوام القادمة، وفي الاردن يتراوح عدد الوفيات سنويا 29 الفا ( احصائيات 2018)، حيث تحتل امراض القلب السبب الاول والاورام السرطانية المرتبة الثانية فيما بلغ معدل عدد الوفيات بسبب حوادث السير سنويا نحو 500 وفاة، اما الاصابات بسبب كورونا فقد بلغت حتى الان 7 حالات فيما لم تسجل اية وفاة حتى الان..

لماذا نشعر «بالرعب» اذا، هل فيروس كورونا الذي نخصص لمواجهته كل هذه الاحتياطات والاموال والاجراءات، ونعطل حياتنا من اجل الاتقاء منه، اخطر من غيره من الامراض ( لكي لا اقول الاوبئة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ) التي تداهمنا سرا وعلانية ؟…ربما، لا ادري. لكن « العقل زينة» اليس كذلك؟!

(الدستور)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts