نتنياهو أمام خيارين باجتياح رفح: “إرضاء بايدن أو إرضاء بن غفير”

نتنياهو أمام خيارين باجتياح رفح: “إرضاء بايدن أو إرضاء بن غفير”

البوصلة – عمّان

قال الكاتب الصحفي صالح الراشد إن رسالة نتنياهو المتغطرس باجتياح رفح وجهت بالدرجة الأولى للولايات المتحدة الأميركية تحدى خلالها بايدن بأن بلاده لا تستطيع فرض الإملاءات على “اسرائيل” إلا إذا كانت مدفوعة الثمن بزيادة تدفق الدعم له ولكيانه.

وبين الراشد، أن الهجوم على رفح وتحدي نتنياهو سيؤثر على بايدن وشعبيته في الانتخابات الأمريكية القادمة، واذا ما تم الاجتياح فعلًا فسيخرج بايدن من حسابات الانتخابات القادمة خاصة وأن المسيرات والمظاهرات الأميركية الداعمة لفلسطين والمنددة بالعدوان في تزايد وبشكل يومي.

وأضاف الراشد في تصريحات لـ “البوصلة”، الإثنين، أن نتنياهو بالفترة الراهنة يناور سياسيًا ولا يمارس تنظيمًا عسكريًا، للحصول على صكوك الغفران من أوروبا والعفو من الجنائية الدولية لإطالة عمر حكومته الزائلة، لافتًا بأنه لا يحسب حسابًا سوا لرأس المال الغربي الداعم له ولحكومته ويخشى زواله باجتياح رفح.

وأشاد الراشد بالتحركات الحالية الداعمة لغزة عند الشعوب الغربية التي ضغطت وشكلت رعبا على نتنياهو، والتي باتت أقوى من التحركات العربية والإسلامية.

وأشار الى أن الضغط الذي يأتي في المقام الثاني يمارس داخليًا على نتنياهو من الوزيرين المتطرفين “بن غفير وسموتريتش” لأن فكرهم النازي يوصلهم لأبعد مراحل الإجرام، وعدم اجتياح رفح تمهدُ لاستقالتهم، التي يدرك نتنياهو بأنها تعني استقالة الحكومة الصهيونية، لافتًا بأن نتنياهو بين خيارين وكلاهما يقذفه في الهاوية.

البدء بإجلاء سكان رفح

الجيش الصهيوني كان قد أعلن صباح اليوم الاثنين أنه أمر السكان بإخلاء الأطراف الشرقية لمنطقة رفح جنوب قطاع غزة تمهيدا لشن عملية عسكرية فيها.

وطلب الجيش الصهيوني في بيان له من السكان والنازحين بمنطقة بلدية الشوكة وأحياء السلام والجنينة وتبة زراع والبيوك الخروج فورا والتوجه نحو ما سماها “المنطقة الإنسانية الموسعة” في المواصي، وهي منطقة على الساحل تمتد بين رفح وخان يونس.

كما قالت هيئة البث الإسرائيلية إن الجيش بدأ صباح اليوم ترحيل السكان من المناطق الشرقية لرفح في إطار الاستعدادات لعملية عسكرية، مضيفة أن الجيش أسقط منشورات تدعو السكان هناك لمغادرة منازلهم والتوجه إلى “المنطقة الإنسانية الموسعة”.

من جهتها، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن قرار البدء بإخلاء رفح اتخذ الليلة الماضية في جلسة مجلس الوزراء.

ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن شهود أن مئات الفلسطينيين نزحوا بلفعل من المناطق الشرقية لرفح إلى غرب ووسط المدينة وغرب مدينة خان يونس (جنوب) وشمال مدينة دير البلح (وسط).

كما نقلت وكالة رويترز عن شهود أن بعض العائلات بدأت بالفعل تنزح من المنطقة الشرقية لرفح. وبدأت عمليات النزوح من رفح وسط غارات إسرائيلية مكثفة على أجزاء من المدينة.

ومنذ مساء أمس، يشن الطيران الإسرائيلي غارات مكثفة على رفح أسفرت عن استشهاد 28 فلسطينيا بينهم أطفال.

100 ألف فلسطيني

وبحسب جيش الاحتلال، فإن عملية الإخلاء تشمل نحو 100 ألف فلسطيني يسكنون في أحياء رفح الشرقية.

وقال مدير مكتب الجزيرة في فلسطين وليد العمري إن هذا التطور يأتي بعد أن كان الجيش الإسرائيلي قد حشد قوات كبيرة على حدود جنوب قطاع غزة، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال يستعجل االعملية العسكرية قبل وصول مدير المخابرات المركزية الأميركية (سي ىي إيه) وليام بيرنز إلى إسرائيل.

وكانت صور للأقمار الصناعية كشفت أمس أن الجيش الإسرائيلي نشر نحو 300 آلية عسكرية إسرائيلية بالقرب من حدود رفح.

ومع بدء عمليات ترحيل السكان دعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الجيش الإسرائيلي إلى اجتياح رفح فورا.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن مرارا تصميمه على اجتياح رفح بذريعة القضاء على كتائب حماس في المنطقة، وذلك على الرغم من التحذيرات الأميركية والدولية من العواقب الإنسانية لأي عملية عسكرية في المدينة التي تؤوي نحو 1.5 مليون نازح.

وصرح نتنياهو في مناسبات عدة بأن قواته ستدخل رفح، سواء تم أم لم يتم التوصل إلى صفقة تبادل للأسرى.

وفي مقابل تهديدات نتنياهو ووزرائه توعدت المقاومة الفلسطينية الاحتلال بأنه سيدفع ثمنا باهظا في حال توغلت قواته في رفح.

من جهتها، حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) اليوم من أن عواقب الهجوم الإسرائيلي على رفح ستكون مدمرة على 1.4 مليون شخص، مؤكدة أنها باقية في المدينة لتقديم المساعدات التي تنقذ أرواح الناس.

(البوصلة + الجزيرة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: