نخبٌ أردنية تنعى “ريان”.. أيقونة الضمير الجمعي للأمة بوجه الظلم

نخبٌ أردنية تنعى “ريان”.. أيقونة الضمير الجمعي للأمة بوجه الظلم

عمان – البوصلة

أكدت نخبٌ أردنية أن حادثة الطفل المغربي ريان بكل تفاصيلها أثبتت أنّ “الضمير الجمعي” للأمّة ما زال حيًا وحاضرًا، وأن الأمّة ما زالت تمثل جسدًا واحدًا في شعوبها الحيّة، مذكرة في الوقت ذاته بكل “ريان” في العرب والمسلمين قضى في غياهب ظلمة جبّ الظلم العالمي لم يجد من عناية الإعلام ما وجد ريان المغرب، على حد وصفهم.

وأشاروا إلى أن ريان المغربي الذي ملأ فضاء الوعي الجمعي العربي كان سبب وفاته نكسة أمة ونظام عربي ما زال يقمع الشعوع ويقهرها، موضحين أن حادثة ريان كشفت عورة الإدارة وعورة التكنولوجيا وعورة التخطيط وعورة الصرف المالي وعورة استخدام الدين لتبرير التقصير.

وشددوا على أنّ فاجعة ريّان يجب أن تحيي ضمير الأمّة والعالم لرفع الظلم والقهر الذي يعاني منه الأطفال وكل المقهورين من الشعوب في العالم العربي والإسلامي.

الضمير الجمعي حيّ

وأكد الكاتب ياسر الزعاترة أن حادثة “ريان”؛ ليست الأولى التي تثبت سطوة زمن الصورة ومواقع التواصل ودوره في صناعة الرأي العام.

وأضاف، أن الضمير الجمعي للأمّة حاضر دائما، وكذلك حال المشاعر الإنسانية لمن يتجاوزون القُطرية، لكن مواقع التواصل هي التي جعلت كل إنسان قادرا على التعبير عن مشاعره ومواقفه؛ لا مجرد التلقي وحسب.

“ريان” مثل “إيلان”؛ سيبقى “أيقونة” وذكرى.

ونوه إلى أن للأطفال بهاء حضور لا يشبهه بهاء، متسائلاً هل غاب محمد الدرة؟! عقد ونيف على مقتل حمزة الخطيب في سوريا، لكن دمه ما زال يدمغ جباه القتلة، ويعرّي ضمائر شبيحتهم المعطوبة.

وختم بالقول: لا جناة في حادثة “ريان”، لكنه جسّد أحلامنا وأوجاعنا، ثم تركنا ورحل إلى ربٍّ رحيم.

أمة الجسد الواحد

وقال الكاتب والإعلامي أحمد حسن الزعبي: نحن شعوب طيبة ،طيبة جدا، بسمة أو دمعة توحّدنا من كزابلانكا الى جسر الشغور، واذا ما سقط طفل ببئر في المغرب سمعنا أنينه في الرمثا، لكننا بحاجة الى أنظمة تشبهنا ، تستحق طيبة وسمو هذه الأمة العظيمة.

وأضاف، “ريان كنا نحلم أن تكون لمعة أمل أو ضمة دافئة بين ضلوعنا..لكنه صقيع العمر يا صغيري..هنيئا لك بالجنة وهنيئا للجنة بك”.

وقال أستاذ الشريعة د. أحمد الشحروري: رحم الله ريان المغرب وجبر قلب والديه ، وكم من “ريان” في العرب والمسلمين قضى في غياهب ظلمة جبّ الظلم العالمي لم يجد من عناية الإعلام ما وجد ريان المغرب .

وتابع، لكم الويل يا قراصنة النظام العالمي المشؤوم من مصير أشد ظلمة من قعر بئر حفرتموه لتدفنوا فيه الطفولة البريئة في عالمنا العربي والإسلامي دون أن تقوى أمتنا على أي مقاومة لهذا النشاط الشيطاني الرهيب .

نكسة أمة ونظام عربي قاتل

أما الكاتب حلمي الأسمر، فعلق بالقول: فقدت أمي نحو ١٠ أطفال؛بردا وجوعا وغرقا في خيمة صنعتها نكبة صنعها نظام عربي متواطىء مع المشروع الصهيوني،لم يسمع بهم أحد ولا يعرف أسماءهم فجلهم مات قبل أن يُسمى!

وأضاف، “بعد عقود ملأت مأساة #ريان_المغربي فضاء الوعي الجمعي العربي وسبب وفاته نكسة أمة ونظام عربي قتل إخوتي ولم يزل!

ريان لخير أمّة أم لأتعس أمّة

بدوره قال الدكتور بسام العموش: نستطيع طي صفحة حادثة الطفل المغربي بالقول : إنها إرادة الله ، وبذل القوم جهدهم وكفى . لقد فتحت علينا هذه الحادثة دمامل وجروحا” غائرة موجعة بالرغم من موت أطفالنا يوميا” في العديد من مناطق العالم بدءا” من أطفال الثلوج في الشمال السوري ورجوعا” إلى الشهيد محمد الدرة إلى الأطفال التشاديين الذين اختطفتهم عصابات فرنسية تدخل لصالحها ساركوزي المدان بالفساد.

وأضاف كل يوم تقتل الطفولة بيد عدونا وبيدنا نحن . هل هناك جهة ترعى الأطفال ؟ أين هم من سائق الباص” الذي ينقل أطفال المدارس جهارا” نهارا” وهو ينفث دخانه في وجوه أحباب الله ؟ فلا يوقفه رقيب سير ولا تخالفه كاميرا كما يتم ذلك مع من يتحدث بالهاتف وهو يقود سيارته !! أين نحن من الشاحنة والحافلة والكونتنتال التي ينفث عادمها غاز الكربون السام فيستنشقه الأطفال والكبار .

وشدد على أن  الطفولة عند الحكومات مجرد أعداد يمكن إنجاب غيرها بسهولة ، بل ربما قناعتهم أن العدد السكاني يحتاج إلى تنقيب وتقليل وأتذكر ما قاله أحد الفراعنة: من أين أطعمكم ؟ ونسي فرعون أن الله هو المطعم الرزاق الذي يلجأ إليه عند حلول المصائب!! وأنه لفشله الإداري لم يستطع الاستفادة من العدد السكاني كما تفعل الصين اقوى اقتصاد في العالم .

وتابع العموش بالقول: حادثة ريان كشفت عورة الإدارة وعورة التكنولوجيا وعورة التخطيط وعورة الصرف المالي وعورة استخدام الدين لتبرير التقصير عبر مرتزقة الدين المتاجرين به الذين يبيعونه صباح مساء .

كم “ريّان” لم ننتبه له؟

وقال العموش: إن قصة ريان أحزنتنا وخلعت قلوبنا ولكن كم ريان لم ننتبه له ؟! أنسيتم  محمدا” الدرة ؟ أنسيتم الطفل السوري الذي غرق وألقته الأمواج على الشاطئ .

واستدرك قائلا: منذ أن أعلنوا أن ريان قد مات وخلاياي تتألم لهذا الطير الذي ذهب إلى ربه يشكو له الظلم والتقصير ليكون شاهدا” عند الله على ما جرى والتحدث باسم كل طفل ارتاح من هذه الحياة البائسة التي افتقدنا فيها العزة والكرامة والعدل والإخلاص والإدارة ولم نعد.

وختم العموش بالقول: “خير أمة” بل أتعس أمة حيث تفوقت علينا أمم احترمت عقولها وأخلصت إدارتها وقادها أمناء.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: