نديم: الاحتلال يستهدف منظومة التعليم في غزة بشكل ممنهج

نديم: الاحتلال يستهدف منظومة التعليم في غزة بشكل ممنهج

عمّان – البوصلة

أكد الخبير التربوي نور الدين نديم أنّ استهداف منظومة التعليم في فلسطين وفي غزة تحديدا أمرٌ قديمٌ جديد، وبدأ مع بداية الكيان الصهيوني وما قبل الاستعمار البريطاني، لافتا في الوقت ذاته إلى أنّ هذا الاستهداف على أشده واتضح بشكلٍ عندما اشترط رئيس وزراء دولة الكيان الصهيوني لوقف الحرب بأمرين أحدهما تعديل المناهج لتمكين الأطفال من تقبل التعامل مع فكرة دولة الاحتلال الإسرائيلي، وإصراره على هذا الأمر.

وقال نديم في حديثه لـ “البوصلة” إنّه قد اتضح جليًا استمرار الاستهداف الممنهج للقطاع التعليمي من قبل العدوّ الصهيوني المجرم من خلال استهداف مباني المدارس وتدميرها بشكل كلي أو جزئي، الأمر الذي جعل التعليم المؤسسي في غزة معطلا بشكلٍ كامل بعد أن تحولت المدارس لمراكز لإيواء النازحين واستشهد أكثر من 3 آلاف طالب.

وشدد على الاحتلال بهمجيته وطغيانه واستهدافه لمنظومة التعليم بشكلٍ ممنهج، يسعى من خلالها لعملية تجهيل مباشرة وواضحة تسعى لمسح ثقافة الشعب الفلسطيني وهويته وطمس حضارته.

وحذر نديم من أنّ الاحتلال ماضٍ في فرض أجندات وأيدولوجيا صهيونية لتقبل الاحتلال والتعايش معه.

ويشير إلى أنّ “المقاومة التي تشكلت ليس فقط بالسلاح، بل المقاومة بالعلم والثقافة والمحافظة على التراث والبقاء والوجود.”

وعلى الرغم من الوضع المأساوي في غزة، لكن نديم يشيد بما يبذله المعلمون والمتطوعون الذين يتصدرون هذا العمل العظيم في مراكز الإيواء ومراكز النازحين، عبر عمل أنشطة منهجية في رفع المعنويات والتربية بالحدث وتعزيز الثقافة والموروث العربي الإسلامي عند أبنائنا الطلاب.

ويلفت إلى أنّ التواصل في فرض المناهج داخل مخيمات اللجوء موجود، لكنه يبقى عملاً لا مؤسسيًا، لأنّ قطاعات الدولة معطلة بسبب الحرب.

وأوضح أنّ ما يبادر به الشباب والمعلمون الفلسطينيون يختلف بالجهد من مكانٍ لآخر داخل القطاع.

وينوه إلى أنّ هذا العمل بحاجة لتنظيم، وما يمنع هذا التنظيم والتواصل قطع الاتصالات والإنترنت وقطع الطرق، وقطع إمكانية الدعم وإيصال المساعدات.

وقال نديم إنّ الحصار لا يمس الطعام والشراب فقط، بل يمسّ الورق ويمس الأقلام ويمس التكنولوجيا.

وأشار إلى أنّ في الأردن كان هناك مبادرات ممتازة لتوفير منصات تعليم أونلاين لتوفير محتوى تعليمي مجاني، لكن كيفية إيصال هذا الأمر لأبناء القطاع في ظل عدم وجود اتصالات، وعدم وجود إنترنت أصلاً وكهرباء، فهذا أمر بحاجة لمعالجة.

وأضاف بالقول: نحن يمكن أن نوفر المادة والمحتوى ولكن لا نستطيع توفير الوسائل ولا طرق الإمداد.

ونوه نديم إلى أنّ من هدمت مدارسهم وبيوتهم في المخيمات من أي سيحصلون على وسائل التعاطي مع المعلومة فلا كتاب ولا ورقة ولا دفتر ولا قلم ولا لابتوب، فكيف يمكن أن يستفيد من المنصات والتطبيقات التعليمية.

وقال: خسرنا عام دراسي كامل في قطاع غزة، والآن الأمر لا يقف عند هذا الحد، وإنّما استشهاد كوادر التربية والتعليم واستشهاد الطلاب.

ويؤكد على خطورة الاثار النفسية على الطلاب في غزة وانعكاساتها لمشاهداتهم الحيّة كل يوم مع عائلاتهم وهي تهدم أمامهم مع حجم الطغيان وأنّ كل العالم لا يستطيع أن يتدخل.

ويشدد نديم على انّ “مفاهيم كثيرة اختلت لدى أبناءنا في قطاع غزة بسبب الحرب: مفهوم العدالة، مفهوم العروبة والانتماء للأمّة العربية والإسلامية الواحدة، مفهوم الجسد الواحد”.

ويلفت إلى ضرورة الانتباه إلى أنّ هذا كله بحاجة لإعداد مناهج موازية للمناهج العادية وهي مناهج التربية السلوكية والعلاج النفسي والتعزيز المعنوي وما إلى ذلك.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: