نديم لـ “البوصلة”: الديمقراطية ليست مجرد درسٍ في المنهاج لا صلة له بالواقع

نديم لـ “البوصلة”: الديمقراطية ليست مجرد درسٍ في المنهاج لا صلة له بالواقع

عمّان – رائد صبيح

أكد الناطق السابق باسم نقابة المعلمين نور الدين نديم أنّه من المضحك المبكي عندما نقرأ أخبارًا وبياناتٍ تشيد بتطوير مناهجنا وتضمينها مفاهيم الديمقراطية حتى أصبح هناك وحدات مستقلة خاصة في الديمقراطية وحرية التعبير، وهو أمرٌ صحيحٌ من الجانب النظري، لكنّه يتناقض مع الواقع الحقيقي والممارسات على أرض الواقع التي يتعرض لها المعلمون ونقابتهم، الأمر الذي من شأنه أن يعمّق حالة انعدام الثقة لدى جميع أطراف العملية التعليمية.

وقال نديم في تصريحاته لـ “البوصلة” إنّ الطالب الذي سيدرس هذا المنهاج الذي يتحدث عن الديمقراطية ثم يرى على أرض الواقع معلمه يتعرض للقمع، ويُحال بينه وبين ممارسة عمله النقابي المهني، وأنّه كيف أنّ نقابة المعلمين ما زالت مغلقة رغم وجود قرار قضائي قطعي باتجاه هذه المسألة، لكن هذا القرار القضائي يحول بينه وبين تنفيذه الإدارة ويتغوّل من خلالها بعض الشخصيات المحدودة داخل الدولة، فكيف سيكون حاله؟.

وتابع بالقول: للأسف هذا الأمر ينعكس سلبًا على تربية أبنائنا لأنّه يصبح هناك انعدام ثقة بين القرارات والجانب النظري الذي تمارسه الجهة الرسمية من حريات ودمج في الحياة السياسية وانخراط في الأحزاب وممارسة حرية الرأي، وبين الواقع الذي يشاهدوه في آبائهم ومعلميهم وجيرانهم ومحيطهم الاجتماعي، وكيف تعرضوا للقمع ونقابة المعلمين أكبر شاهد.

ولفت إلى أنّ هذه المناهج ستطبق في مدارس وزارة التربية والتعليم وهؤلاء المعلمين لا يستطيعون ممارسة حقهم في التعبير عن رأسهم.

وأوضح نديم أنّ من مارس حقه في التعبير عن رأيه منهم إمّا أحيل للاستيداع أو أحيل للضمان المبكر، أو تعرض للتوقيف والاعتقال، والممارسات القهرية والقيود التي وضعت عليه.

وختم تصريحاته بالقول: “هذا الأمر مضحكٌ مبكٍ، ونحن نتأمّل أن يصبح النهج الديمقراطي ونهج الانخراط في الحياة السياسية، يوافق الجانب النظري، الممارسات العملية والواقعية فيه، وكلنا نحب أن ترتقي بلدنا ولا مجال للنهضة والارتقاء إذا لم يكن هناك توسعٌ في مجال الحريات”.

“الوطني لحقوق الإنسان” يثمن إدماج مفاهيم الديمقراطية في المناهج

من الجدير بالذكر أنّ المركز الوطني لحقوق الإنسان، ثمّن إدماج مفاهيم الديمقراطية في المناهج المدرسية، مؤكدًا أن فئة الشباب الذين اختارتهم الأمم المتحدة لهذا العام للتركيز على دورهم في تعزيز الديمقراطية، يحظون في الأردن بالتمكين الفعلي وفرص المشاركة في الحياة العامة.

وقال المركز في بيان وصل “البوصلة”، بمناسبة اليوم العالمي للديمقراطية، إن الديمقراطية تعد منهج حياة وأسلوب تنشئة، حيث يُركّز موضوع هذا العام على تمكين الجيل القادم باعتبارهم عماد المستقبل، ولهم دور في تعزيز الديمقراطية والمشاركة في القرارات التي تؤثر على حياتهم.

وأشار المركز إلى أن إدماج مفاهيم الديمقراطية في المناهج المدرسية، من شأنه الإسهام بتوجيه التعليم نحو البناء المتكامل للشخصية الإنسانية التي تؤمن بالتعددية واحترام الآراء وقبول الآخر.

ودعا إلى ضرورة التوعية والتثقيف بالقوانين الناظمة للحياة السياسية، وفي مقدمتها قانوني الانتخاب والأحزاب والفرص المتاحة كمرشحين وناخبين ومشاركين، بما يعزز الثقة بالبيئة التشريعية، ويمكّن الجميع من المشاركة الفاعلة في الانتخابات القادمة للوصول إلى برلمان قائم على البرامجية والتعددية السياسية.

اليوم العالمي للديمقراطية.. تمكين الجيل المقبل

واحتفى العالم الجمعة الموافق 15 أيلول باليوم العالمي للديمقراطية، وقالت الأمم المتحدة إنّ موضوع اليوم الدولي للديمقراطية سيركز هذا العام على أهمية “تمكين الجيل المقبل”، وذلك للدور الأساسي الذي يلعبه الشباب في تعزيز الديمقراطية وضمان إدراج أصواتهم في القرارات التي لها تأثير كبير على عالمهم.

وقالت الأمم المتحدة إنّها تدرك أهمية وجود بيئة يشعر فيها الشباب بأن أصواتهم مهمة، حيث يعتبر المواطن المتحصن بالمعرفة الجيدة والمشاركة الفعالة في الإنتخابات نبض قلب المجتمعات الديمقراطية القوية،.

وأضافت في بيانها: هنا تكمن أهمية الشباب ودورهم في التعامل مع عالم تتعرض فيه الديمقراطيات للتهديد كانتشار المعلومات الخاطئة والمضللة عبر الإنترنت، وتصاعد الشعبوية، وتأثيرات أزمة المناخ المزعزعة للاستقرار. وتؤكد الأمم المتحدة على اهمية تمكين الجميع من المشاركة الهادفة في القرارات التي تؤثر على حياتهم ومستقبلهم.

ويحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بمناسبة اليوم الدولي للديمقراطية من التهديدات المستمرة للديمقراطيات في جميع أنحاء العالم منها الصراعات المعقدة، وتهديد تغير المناخ المتزايد، والاضطرابات المالية، والتي أدت إلى منع الفضاءات المدنية.  

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: