بقلم المرحوم بإذن الله الدكتور عبدالحميد القضاة
اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون
قبل معركة أحد قام أحد الكفار بتجهيز حفرة وهو يقول: لعل محمدًا يسقط فيها، وفعلا حصل هذا أثناء المعركة، فارتطم وجهه الشريف بالحجر، فكُسرت أسنانه وسال الدم على وجهه، وتألم ظهره، وكان صلّ الله عليه وسلم يلبس خوذة على رأسه، فأراد ان يخرج من الحفرة.
راه أحد الكفار فضرب النبى بسيفه بالعرض على رأسه ويمين ويسار وجهه الشريف، فدخل حديد الخوذة فى وجه النبى، فبدأ الدم يخرج أكثر فاصبح الصحابه يبكون، وأُشيع بأن النبى قُتل، وأول من هرول ناحيته أبوبكر ويقول فديتك نفسى يا رسول الله.
يقول أبوبكر: حاولت فك الخوذة من وجه النبى فما استطعت، فتقدم أبوعبيده بن الجراح فقال: أقسمت عليك يا أبابكر أن تترك النبى لي، فتقدم أبو عبيده فأخرج النبى من الحفرة، فأراد خلع الخوذة من على وجهه فما استطاع، فظل يعضها بفمه وكان كلما أمسك الحديد بفمه تسقط منه سن؛ حتى تكسرت أسنانه وكان همه فك الحديد من على وجه النبى الشريف.
يقول الصحابه: لما رأينا ابوعبيده سقطت أسنانه؛ والله لقد رأينا جمالا فى وجهه لم نراه من قبل، وجلس النبى يمسح الدم من وجهه الشريف والصحابه حوله، فرفع عليه الصلاة والسلام أكفه إلى الله، يقول أبوبكر: فخشيت أن يدعو على أمته فتهلك، فالتفت إلى النبى وإذ هو يقول “اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون”… نبي الرحمة للعالمين… البشير النذير.
شكرا لمن يعذرنا قبل أن نعتذر
شكرا لمن يلتمسُ لنا العُذرَ قبل أنّ نعتذر، ولمن يُقدّر ظروفنا قبل أن نشرحها، ولمن أحبنا رغم عيوبنا، فأسوأ الناسِ في حياتنا منّ يغضبُ منّا فينكرُ فضلنا، ويُفشي سرّنا، ويقولُ عنّا ما ليس فينا، فقد نشتري كلَ شيءٍ، إلّا القلوب الطيبة، فإنّها تمنح نفسها بلا مقابل، لذلك يُصبحُ الوفاءُ معها واجبٌ، لأنّها إن انشغلنا عذرت، وإن غبنا تذكرت، وإن قصّرنا بحقها صفحت، وإن أخطأنا عفت، فنعم القلوبُ قلوبُهم”.
كن الولد الصالح
كان والد عبد الحميد بن باديس يقول له: ” يا عبد الحميد أنا أكفيك أمر الدنيا ، أنفق عليك وأقوم بكل أمورك، ما طلبت شيئا إلا لبيت طلبك كلمح البصر فاكفني أمر الآخرة ، كن الولد الصالح العامل الذي ألقى به وجه الله “