نشرة فاعتبروا (295): سرُّ الأخلاق في تطبيقها

نشرة فاعتبروا (295): سرُّ الأخلاق في تطبيقها

العدد (295): بقلم المرحوم بإذن الله د. عبدالحميد القضاة

الإسلام بكل آدابه وأخلاقياته المثالية, ليس بذرة تُستنبت في الهواء، ولا مجرد كلام يُدغدغ العواطف, بل منهاج عملي ، لا يظهر حُسنه وكماله إلا بالتطبيق.

لذلك فهو بحاجة إلى أفراد، طبيعتهم بشرية وطاقاتهم فطرية وواقعهم المادي عادي كواقعنا، لكنهم ملتزمون في التطبيق العملي الفعلي لهذه الآداب والمُثل العليا ؛ مثل هؤلاء تظهر عليهم  عظمة الأخلاق الإسلامية واقعاً ملموساً ، فيغدو احدهم بحُسن خُلقه وعدله وإنصافه كأنه قرآن يمشي على الأرض.

الأخلاق التي نقصدها هي التي جعلت صلاح الدين الأيوبي يُوقف الحرب الصليبية عندما مرض قائد الأعداء ( ريتشارد )، حيث قرر صلاح الدين أن لا يُقاتل قوماً لا قائد لهم ، وعندما علم أن مرض خصمه قد طال واستعصى على أطبائه ، أرسل له الأطباء المسلمين يحملون له العلاج .

فاعترض أهلُ حاشية الملك ريتشارد  وقالوا له كيف تأخذ علاجاً منهم ؟!  أي من أعداءك ؟! ، فربما يريدون قتلك بالسُم ، فقال الملك ريتشارد : إن المسلمين إذا وعدوا صدقوا ، وإذا فعلوا أخلصوا ، ثم تناول العلاج فشفي ، فأعلن السلام مع المسلمين ورفض حربهم ودفع لهم الجزية بدلاً من محاربة قومٍ هذه أخلاقهم .

فالمطلوب منا هوالالتزام والتطبيق العملي على ارض الواقع، وممارسة ذلك  في كل آن وحين ؛ولو كان ظاهره ضد مصلحتنا ، وليس المطلوب هو حفظُ النصوص للخُطب والتغني بها ….   فسحرُ الأخلاق وسرّها يكمن في تطبيقها .

السعادة

قيل عن السعادة.. السَّعادة الكاملة في العيش وهمٌ خفيٌّ لا يدركه كلُّ عقلٍ، وقد جرى النّاس في طلب هذا الكمال أزمانًا وأحقابًا، وتتابعوا في حيازته أعقابًا وأعقابًا، فلم يجدوه ولم يدركوه؛ لأنَّ الحياة كلَّما كشفت لك موطنًا من الحسن، وغرَّك بالبقاء فيه، دسَّتْ فيه شيئًا من القبح يحزن النَّفس ولا يزول، فاسأل الله البركة فيما أعطاك، والقناعة بالموجود، والعافية في البدن؛ فإنَّها أعزُّ المطالب وأسنى المآرب.

ذكر الله

أول قيود الشيطان على الإنسان:تقييد اللسان عن الذكر، فإذا قُيّد اللسان استسلمت الأركان.قال تعالى:” استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله”.

يقول ابن القيم رحمه الله : ” أشد عقوبة في الدنيا أن يمسك اللهُ لسانك عن ذكره “. اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحُسن عبادتك.

البوصلة

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: