نصر الله: نتائج إستراتيجية لـ”طوفان الأقصى” ستترك آثارها على حاضر ومستقبل الكيان

نصر الله: نتائج إستراتيجية لـ”طوفان الأقصى” ستترك آثارها على حاضر ومستقبل الكيان

قال الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، إن معركة طوفان الأقصى فلسطينية 100% ولكنها أصبحت ممتدة في أكثر من جبهة وأكثر من ساحة، مشددا على أن حزبه انخرط فيها من البداية، ومستمر في خوضها.

وشدد نصر الله، في كلمة مطولة ألقاها اليوم الجمعة، على أن المعركة ضد إسرائيل كاملة الشرعية، وقال “لو أردنا أن نبحث عن معركة كاملة الشرعية فلا معركة مثل القتال ضد الصهاينة”.

وشدد على أن عملية “طوفان الأقصى” كان لا بد منها لإعادة طرح القضية الفلسطينية كقضية أولى في العالم، مضيفا أن “عملية طوفان الأقصى كان قرارها وتنفيذها فلسطينيا مئة في المئة”.

واعتبر أن السرية المطلقة هي التي ضمنت نجاح عملية 7 أكتوبر/تشرين الأول الباهرة من خلال عامل المفاجأة، لكنه أكد أن إخفاء عملية طوفان الأقصى لا تأثير له مطلقا على أي من جبهات المقاومة الأخرى.

واعتبر أن ما يجري في غزة ليس حربا كبقية الحروب السابقة، بل “معركة فاصلة حاسمة تاريخية”، وأن “انتصار غزة انتصار لكل الدول العربية”، مطالبا تلك الدول بعمل كل ما في وسعها لوقف العدوان الإسرائيلي، بما في ذلك قطع النفط والغاز عن الدول الغربية.

وأشاد نصر الله بالكفاءة القتالية لحركة حماس قائلا إن أداءها “ثبّت وأكد الهوية الفلسطينية المطلقة لعملية طوفان الأقصى”.

وقال نصر الله إن إسرائيل قتلت مدنييها وألصقت التهمة بحماس، وأضاف “سيكتشف العالم أن أغلب من يقولون إنهم مدنيون قتلتهم حماس، قتلوا بسلاح الجيش الإسرائيلي”.

وسخر نصر الله من إعلان “إسرائيل” أن هدفها من حرب غزة القضاء على حماس، وقال: “من أهم أخطاء حكومة العدو طرح أهداف عالية لا يمكنها تحقيقها؛ مثل القضاء على حماس” معتبرا أن ما يجري في غزة “يكشف غباء وحمق وعجز العدو” الإسرائيلي.

وذكّر إسرائيل بأنها أعلنت عام 2006 أن هدفها هو القضاء على حزب الله، وهو ما لم يتحقق.

وشدد على أن إسرائيل لم تستطع تقديم إنجاز عسكري واحد بعد شهر من المعركة في غزة، لافتا إلى أن “جيش العدو” لم يتقن سوى التردد والخوف والضعف وارتكاب المجازر طوال 75 عاما.

وعن دور إيران، شدد على أن قيادات حركات المقاومة تملك القرار، بينما طهران “تتبنى وتدعم وتساند”، وقال “إيران لا تمارس أي نوع من الوصاية على حركات المقاومة في المنطقة”.

أما عن دور حزب الله في هذه المعركة، فقال: “نحن دخلنا المعركة منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي”.

وأشار إلى أن ما يجري على الجبهة اللبنانية “غير مسبوق في تاريخ الكيان الإسرائيلي… ولن يتم الاكتفاء بما يجري على الحدود الإسرائيلية على كل حال”.

ولفت إلى أن عمليات الحزب “أجبرت العدو على أن يبقي قواته عند الحدود وحشد المزيد منها، مما يخفف الضغط عن غزة”.

وقال إن نحو ثلث القوات اللوجستية لجيش الاحتلال موجهة حاليا إلى الحدود اللبنانية، وهي كلها من قوات النخبة، موضحا أن عمليات حزب الله تبعث برسالة للاحتلال مفادها أنه “سيرتكب أكبر حماقة في تاريخ وجوده إذا اعتدى على لبنان”.

وأضاف نصر الله: “العمليات على الحدود أوجدت حالة من القلق والترقب والخوف لدى قيادة العدو وحتى لدى واشنطن”.

وأشار إلى أن حزب الله أجبر عشرات من الإسرائيليين على النزوح، و”تم إخلاء 43 مستوطنة في شمال فلسطين المحتلة بسبب عملياتنا”.

ووصف نصر الله أداء الحزب بالقول: “معركتنا لم تصل لمرحلة الانتصار بالضربة القاضية لكننا ننتصر بالنقاط”.

وأوضح أن “جبهتنا هي جبهة تضامن مع غزة وتتطور وتتحرك تبعا للتطورات هناك”، مشددا على أن “كل الاحتمالات في جبهتنا اللبنانية مفتوحة”.

ولفت إلى أن “سلوك العدو إزاء لبنان هو محدد لتحركاتنا، وهذا سيعيدنا إلى قاعدة المدني مقابل المدني”.

وقال أيضا إن الحزب لا تخيفه الأساطيل الأميركية لأنه أعد لها العدة، مضيفا: “وصلتنا رسائل بأن أميركا ستقصف إذا واصلنا عملياتنا في الجنوب”.

وأكد نصر الله استمرار الحزب في الحرب، وشدد على أن “كل الخيارات مطروحة ويمكن أن نذهب إليها في أي وقت من الأوقات”.

وأكد أن الولايات المتحدة هي المسؤول الأول عما يجري في غزة وهي التي تمنع وقف العدوان.

وخاطب الأميركيين قائلا: “من يريد منع توسع الجبهات في المنطقة فعليه وقف العدوان على القطاع”.

وأشاد نصر الله بـ “السواعد العراقية واليمنية التي شاركت في هذه المعركة”، وقال إن القواعد الأميركية في العراق وسوريا تتعرض لهجمات المقاومة.

وأضاف أن المقاومة الإسلامية في العراق بدأت تتحمل مسؤوليتها وأعلنت أنها قد تدخل مرحلة جديدة، و”ستصل الصواريخ والمسيرات اليمنية إلى إيلات والقواعد العسكرية الإسرائيلية”.

وفي السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، شنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة “حماس” ومعها فصائل المقاومة الفلسطينية عملية طوفان الأقصى ضد الاحتلال الإسرائيلي، وقتلت حتى الآن أكثر من 1400 إسرائيلي، وأسرت ما بين 200- 300 إسرائيلي.

وتواصل إسرائيل عدوانها على غزة، حيث تقصف المساكن والمدارس والمستشفيات والمساجد، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 9 آلاف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب إصابة أكثر من 22 ألفا، وتدمير أحياء بكاملها وتشريد معظم السكان.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: