د. أحمد شحروري
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

نعم نحن شامتون

د. أحمد شحروري
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

العملية المركبة التي نفذتها المقاومة ضد الصهاينة شرق مخيم المغازي فأصابتهم في مقتل عسكري وسياسي واجتماعي ليس لها مثيل في طوفان الأقصى أيامه الخالية، بل ليس لها مثيل في تاريخ مواجهة هذا العدو اللئيم تقريبا. هذه العملية النوعية الموفقة خلطت أوراق يهود، أدمت قلوبهم وأدمعت أعينهم وقتلت جنودهم تحت الردم، فذاقوا بعض ما أذاقوه للغزيين طوال ثلاثة أشهر ونصف.

نشعر بفرح غامر، ونشعر بشماتة، ليس باليهود وحدهم، بل بكل من شكل خلطة جريمتهم ضد وجودنا واستقرارنا.

نشمَتُ بالبئيس الذي يقود أمريكا وحلفاءها إلى الهاوية بمراهقة من تخطى الثمانين، ونشمت كذلك بكل من أرسل مرتزقته تقاتل ضد رجال غزة ورمالها، وقد ظنوا أنفسهم خارجين في نزهة مدتها أيام وتنقضي، فإذا بها مصيدة من وحل غزة قد اشتعلت نارا  تحت أقدامهم، وعبثا يحاولون إطفاءها.

نشمتُ بالعملاء الذين علقوا آمالهم على علاقات تجارية ودبلوماسية آمنة مع دولة الاحتلال، فإذا بها سراب. ونشمت بالمتفرجين الذين حسبوا أنهم أسلموا المقاومة لعدوها ليستريح منها كلاهما. ونشمت بمن أطعموا العدو من جوع بعد أن أغلقت المقاومة غلاف غزة فكانت الخطة أن يهلك العدو، لولا إمدادهم بالطعام من قبَل سماسرة الشرف. نشمتُ بالذين كانوا يهزؤون من صوايخ المقاومة ويصفونها بالعبثية، وهم اليوم ليسوا متفرجين على مآسي الغزيين وحسب، بل هم صانعوها بصمتهم السلبي الذي يلامس حدود التآمر. نشمت بهؤلاء جميعا، ثم نشمت بهذا العدو الغبي الذي ما شبع حتى اليوم نقصانا في الأنفس والعتاد، وغروره الأعمى يقوده كل يوم إلى  المزيد، قال إنه خسر ثلاثة وعشرين خنزيرا، والتقدير الذي يتناسب مع هول فاجعتهم يرفع العدد فوق المئة، وهو يصف ما وقع له بكل أوصاف الصدمة والكارثة والفاجعة ثم يصرح بأنه ماض في حربه وأنها ستمتد إلى قرابة الستة أشهر، وأبشّره بأنه لن يصمد كل هذا الوقت وسيصرخ بأعلى صوته يوما، جاثيا على ركبتيه كما توعده أبو عبيدة.

وما زالت الاعترافات تخرج من صفوف العدو بأنه خسر واندحر وأنه لا طاقة له بالصمود أمام المقاومة أو تطويعها، والسؤال المهم القائم اليوم: هل اقتنع بهذه النتيجة حتى الآن أذنابه وعملاؤه ولاحسو حذائه، أم ما زالوا على وصفهم للمقاومة ومشروعها ؟

لو كنت مكان الأنظمة العدمية التي أغلقت الطريق بينها وبين مشروع المقاومة لأقدمت فورا على هذه الخطوات:

– الاعتذار للمقاومة ومشروعها المقدس

– إعلان التضامن والشراكة مع المقاومة في مشروع تحرير الأرض والإنسان.

– البراءة أمام الله والتاريخ والناس من كل وشيجة تربطهم بالعدو الغادر، والتوبة عن مجاملته والتورط في أي علاقة مشبوهة معه.

– إعلان الدعم المادي والمعنوي للمقاومة لتكون الأمة كلها شريكا في شرف النصر والتحرير.

الوقت يمضي بسرعة، وتسجيل الولاء أو البراء يضيق به وقت المعركة، والمال والبنون جزء من سلاحنا لاسترداد بقية من شرف وكرامة أهدرناهما منذ عقود.

يا كل ذي عين وقلب: ألا ترى معي أن المسألة جد لا هزل فيه ؟ ووالله لو أن مقاييس المادة حكمت واستحكمت لكانت القوى التي تحارب غزة اليوم قد صهرتها وذرّت رمادها في البحر، تلكم هي مقاييس المادة، ولكن هذه المقاييس والله ليست سيدة الساحات اليوم، إنما تعمل فيها معية الله لغزة ومجاهديها، إنها كرامة الله سبحانه لأوليائه رجال  الطائفة المنصورة، ومعيته التي يصعب على أعدائه أن يفهموها، فكيف يمكن أن يقاوموها ؟!    

 وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts