نوفل لـ “البوصلة”: اكتفاء الأنظمة العربية بالشجب جريمة بحق القضية الفلسطينية

نوفل لـ “البوصلة”: اكتفاء الأنظمة العربية بالشجب جريمة بحق القضية الفلسطينية

عمّان – البوصلة

أكد أستاذ العلوم السياسية جامعة اليرموك الدكتور أحمد نوفل في تصريحاته لـ “البوصلة” أنّ تخاذل الأنظمة الرسمية العربية وسلطة أوسلو واكتفائها بالشجب والاستنكار تجاه الانتهاكات الإسرائيلية في القدس وكل فلسطين هي جريمة بحق القضية الفلسطينية، مشيدًا في الوقت ذاته ببطولة المقاومة الفلسطينية برجالها ونسائها وشبابها وكهولها في مواجهة الاحتلال وحماية الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية.

وقال نوفل إنّه لولا بوصلة المقاومة الواضحة في التصدي لممارسات انتهاكات الاحتلال لانتهت القضية الفلسطينية وتلاشت، منتقدًا الموقف المتخاذل للسلطة الفلسطينية والدول العربية التي هي غائبة اليوم تمامًا عن اتخاذ موقفٍ قوي لمساندة صمود الشعب الفلسطيني في الداخل.

وشدد على أنّ كلّ أحاديث الأنظمة العربية عن دعم صمود الشعب الفلسطيني من الخارج أصبح لا قيمة له، لأنّ الحقيقة يمتلكها الشاب والمرأة الفلسطينية في مقاومة الاحتلال بشكلٍ مباشرٍ وليس من خلال وسائل الإعلام والشجب والاستنكار.

وأوضح نوفل: أن علينا التركيز على البعد الحقيقي المتمثل في المقاومة، أما بيانات الاستنكار للجامعة العربية والدول العربية اصبحت دولة الاحتلال تستهزئ بها ولا قيمة لها، لا سيما وأنّ الاحتلال وأمريكا لم تعد ترى قيمة في الاستنكار والشجب العربي؛ بل وتسخر منه.

المقاومة تلجم الاحتلال

وقال نوفل: من يلجم الاحتلال عن التمادي في هذه الممارسات الشابة الفلسطينية والشاب الفلسطيني والكهل الفلسطيني الذين يمارسون الفعل المقاوم للاحتلال بشكلٍ يومي متمسكين في أماكنهم المقدسة الدينية ومتمسكين بنضالهم اليومي ضد الاحتلال ككل.

وأضاف، أن النقطة المهمة يكفي أنّ المقاومة الفلسطينية تكشف حقيقة العدوّ الصهيوني الذي تريد بعض الدول العربية أن تطبع علاقاتها معه، ليس على حساب الشعب الفلسطيني فقط، بل على حساب الأماكن المقدسة العربية والإسلامية والمسيحية.

ولفت غلى أن كل الدول العربية تعي جيدًا أنّ الشعب الفلسطيني شعبٌ صامدٌ ومقاوم ولكن في الوقت ذاته لكن من يريد أن يطبع معه من الدول العربية سيكتشف أنّ هذا الكيان عنصري ولا يستحق إقامة أي نوع من العلاقات معه.

ونوه إلى أن أكبر مثال على ذلك أن مصر وقعت على اتفاق السلام في كامب ديفيد ولكن لم يستطع إحداث أي اختراق للشعب المصري الرافض للتطبيع مع الكيان الصهيوني بعدما ثبت أنه كيان عنصري ومعادي للمصالح المصرية، وكذلك الشعب الأردني وخروج مظاهرات في الشارع الأردني تثبت أن الشعب الأردني لديه من الوعي أن دولة الاحتلال عدوة للأردن وللفلسطينيين وكل العرب والمسلمين.

وحذر نوفل من أن هذا العدوّ ليس موجهًا ضد الفلسطينيين وحدهم ولا الاردن وحده بل موجه ضد الأمة الإسلامية كلها، فالأقصى ليس للفلسطينيين ولا للعرب وحدهم بل للمسلمين جميعًا، وكذلك الأمر بالنسبة لكنيسة القيامة  وكيف تعامل الاحتلال مع الضيوف القادمين من مصر في اليومين الماضيين.

الشعوب العربية تدعم المقاومة

وقال نوفل: المفروض من الجماهير العربية أن تدعم نضال الشعب الفلسطيني لأنها غير قادرة الوقوف إلى جانب الفلسطينيين في هذه المقاومة، وعلى الأنظمة العربية أن تخرس وتوقف تماديها في التطبيع مع العدوّ الصهيوني في الوقت الذي يخوض الشعب الفلسطيني هذه المقاومة بالنيابة عن كل الشعوب العربية لأنّ الخطر الصهيوني الموجود في فلسطيني لا يهدد الفلسطينيين وحدهم بل يهدد الأمة العربية والإسلامية.

وشدد على أن هذا كيان عنصري يعادي كل من هو غير يهودي، وهذا بالطبع يؤكد على أنّ الأيدولوجية الصهيونية عنصرية كما أكدت الأمم المتحدة في قراراتها عام 1975.

وأشار نوفل إلى أن الدول التي طبعت علاقاتها مع الكيان الصهيوني سيأتي يوم وتحاسب على ذلك، كما حوسبت الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.

وختم نوفل حديثه بالقول: في النهاية هذا كيان عنصري يعادي كل ما هو عربي ومسلم وكل ما هو له علاقة بالممارسات الأخلاقية، منوهًا إلى أن الشعب الفلسطيني ما زال يقاوم تهديدات الكيان الصهيوني رغم مرور 70 عامًا، وعلينا نحن في الأمة العربية والإسلامية أن تقف خلف هذا الشعب بدعم حقيقي وليس من خلال بيانات استنكار وشجب ضد هذا الكيان.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: