هجمات متبادلة بالمسيّرات وكييف تعلن العمل لأول مرة على إنتاج أسلحة دفاعية

هجمات متبادلة بالمسيّرات وكييف تعلن العمل لأول مرة على إنتاج أسلحة دفاعية

ضوء أخضر أميركي لتدريب طياري أوكرانيا على إف-16 أعلنت أوكرانيا -اليوم الأحد- أنّ القتال "اشتدّ" في الجبهة الشرقية، وأن قواتها تحرز تقدما "بشكل تدريجي" في محور باخموت، فيما اتهمت روسيا القوات الأوكرانية باستهداف القرم وبيلغورود في الداخل الروسي. يأتي ذلك بالتزامن مع إعطاء الرئيس الأميركي جو بايدن ضوءا أخضر للشركاء الأوروبيين لبدء برنامج تدريب الطيارين الأوكرانيين على طائرات إف-16، مؤكدا أن بلاده ستقدم الدعم اللازم لتسهيل التدريب. وأعلنت آنا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني أن الوضع ساء إلى حد ما، وأن القتال محتدم في الجبهة الشرقية، مشيرة إلى أن القوات الروسية تتقدم في محور كوبيانسك بمنطقة خاركيف شرقي البلاد على مدى يومين متتاليين، وأن القوات الأوكرانية في موقف دفاعي وسط الهجمات الشرسة للعدو، وفق تعبيرها. هجوم على لوغانسك وذكرت وسائل إعلام روسية أن الجيش الأوكراني قصف الأحد مدينة لوغانسك في إقليم دونباس شرقي البلاد بذخائر عنقودية. ونقلت قناة "روسيا اليوم" عن المحلل العسكري الضابط المتقاعد أندريه ماروتشكو، قوله إنه حدثت انفجارات كبيرة متزامنة جنوب غرب لوغانسك، مرجحا استخدام صاروخ بعيد المدى مجهز برأس قتالي عنقودي. وهذه هي المرة الأولى التي تتحدث فيها مصادر روسية عن قصف أوكراني بذخائر عنقودية منذ إعلان واشنطن قبل أسبوع أنها قررت تزويد كييف بهذا النوع من الذخائر التي تمنع أكثر من 100 دولة استخدامها. غارات وهجمات وفي باقي التطورات الميدانية، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية نفذت 40 غارة جوية وأطلقت 46 صاروخا، من بينها صاروخان من نوع كروز، باتجاه الأراضي الأوكرانية خلال الساعات الـ24 الماضية. وأشارت الهيئة -في بيان لها- إلى أن الطائرات الأوكرانية نفذت 9 غارات على مواقع للقوات الروسية، وأسقطت 7 مسيّرات، واستهدفت مخزني ذخيرة و5 مرابض للمدفعية ومنظومتي دفاع جوي. وأضافت أن الجيش الأوكراني صد محاولات روسية للتقدم على الجبهات كافة، مشيرا إلى أن عمليات القوات الروسية تركزت في مقاطعات خاركيف ودونيتسك ولوغانسك. كما قال المتحدث باسم قوات الأوكرانية فاليري شيرشين إن قوات بلاده حققت تقدما في الهجوم الذي بدأته باتجاه بيرديانسك في مقاطعة زاباروجيا. وأضاف أن القوات الروسية نفذت هجوما باتجاه أفدييفكا ومارينكا في مقاطعة دونيتسك، مشيرا إلى أن القوات الأوكرانية في موقف دفاعي في تلك المنطقة. في المقابل، قالت سلطات مدينة سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم إنها تصدت لهجوم جديد بمسيّرة أوكرانية فوق البحر الأسود. وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت إحباط هجوم أوكراني استهدف مدينة سيفاستوبول فجر اليوم. وقال حاكم المدينة إن القوات الروسية تصدت لسبع مسيّرات فوق البحر وأسقطت إحداها، بينما تمكنت وسائل الحرب الإلكترونية من تعطيل وإسقاط 5 مسيّرات أخرى، وتدمير قاربين مسيّرين. محاولات فاشلة من ناحية أخرى، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم إن جميع محاولات أوكرانيا لاختراق دفاعات بلاده خلال الهجوم المضاد باءت بالفشل. وأضاف بوتين أن قواته لم تكن بحاجة لاستخدام الذخائر العنقودية، لكن إذا تم استخدامها ضدها فسيكون لديها الحق في ذلك، وهي تمتلك مخزونات كافية منها. وأشار -في مقابلة على قناة روسيا اليوم- إلى أن واشنطن لجأت إلى تزويد كييف بالذخائر العنقودية بسبب النقص في الذخيرة، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة كثيرا ما وصفت استخدام الذخائر العنقودية بأنه جريمة. وفي هذا السياق، أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان -في حديث لشبكة "سي إن إن" الأميركية- أن الذخائر العنقودية الأميركية وصلت بالفعل إلى أوكرانيا، مضيفا أن تقديم هذه الذخائر جاء تعويضا لنقص قذائف 155 ملم التي يتطلب إنتاجها بعض الوقت. واعتبر أن انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) أمر حتمي، وأن هذه المسألة ستُناقش بعد انتهاء الحرب الحالية، تلافيا لاندلاع حرب بين روسيا والحلف. من جهته، قال منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إنه يجري العمل عن كثب مع شركات التصنيع الدفاعي لزيادة إنتاج القذائف التي شهدت نقصا في مخزوناتها. وأشار كيربي إلى أن العلاقة بين إيران وروسيا مصدر قلق للولايات المتحدة، لأنها توفر بالفعل قدرة حقيقية لبوتين لقتل الأوكرانيين، حسب قوله. مساعدات كورية وتعهدت كوريا الجنوبية -اليوم الأحد- بتقديم "حزمة من المساعدات الأمنية والإنسانية، في إطار الجهود الرامية لإعادة إعمار أوكرانيا". وجاء التعهد خلال المحادثات بين الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بعد زيارة مفاجئة إلى أوكرانيا بدأت السبت وتستمر 3 أيام. وأعلن النائب الرئيسي لمستشار الأمن القومي كيم تاي هيو -خلال مؤتمر صحفي- أن "بلاده ستزود أوكرانيا بمزيد من أجهزة الكشف عن الألغام، ومعدات إزالة الألغام كجزء من حزمة المساعدات". وتشمل المساعدات الإمدادات العسكرية، مثل مجموعات الإسعافات الأولية، والأدوية، وأجهزة الكشف عن الألغام المحمولة والبدلات الواقية، إلا أن كوريا الجنوبية رفضت أي طلب بخصوص توريد الأسلحة. وكالات

شنت روسيا هجوما واسعا على عدد من المقاطعات الأوكرانية بعشرات المسيّرات في حين ردت أوكرانيا باستهداف مواقع روسية بمسيرات وصواريخ، كما أعلنت تخصيص أكثر من مليار دولار لإنتاج أسلحة دفاعية متطورة.

فمن ناحيتها، أعلنت القيادة العسكرية الجنوبية في أوكرانيا إسقاط 30 مسيرة فوق مقاطعات أوديسا وميكولايف وفينيتسا الليلة الماضية، في هجوم روسي واسع بعشرات الطائرات المسيرة على المناطق الجنوبية.

وأضافت أن القتال في الجبهة الجنوبية مستمر ضد ما سمتها المدفعيةَ المعادية، مشيرة إلى أن القوات الروسية تستخدم الطيران التكتيكي بنشاط في عملياتها.

من جانبه، قال الجيش الأوكراني إن الهجمات الروسية استهدفت أيضا عشرات البلدات في مقاطعات تشيرنيهيف وسومي وخاركيف ولوغانسك ودونيتسك وزاباروجيا وخيرسون جنوبي البلاد في الساعات الـ24 الأخيرة.

وأفادت الإدارة العسكرية الأوكرانية في مقاطعة زاباروجيا أن 5 أشخاص أصيبوا في المقاطعة جنوبَ شرقي البلاد جراء قصف روسي بصواريخَ باليستية، وأضافت أن منازل عدة في بلدة ماتفيفكا تضررت جراء القصف.

وأفاد مراسل الجزيرة أن صافرات الإنذار دوّت قبل ذلك لتحذير السكان من هجوم صاروخي باليستي قد تتعرض له مدينة زاباروجيا.

وفي تطور آخر، اندلع حريق هائل في خط أنابيب نفط في منطقة إيفانو-فرانكيفسك غرب أوكرانيا، مما أدى إلى إصابة 3 أشخاص، بحسب ما ذكرت خدمات الطوارئ الأوكرانية اليوم السبت، وأضافت أن الحادث أدى إلى تسرب نفطي على مساحة 100 متر مربع، دون أن يتضح على الفور سبب الحريق، لكن وسائل إعلام محلية أشارت إلى وقوع انفجار قوي.

هجمات مضادة

على صعيد الهجوم المضاد، قال الجيش الأوكراني إن قواته استهدفت اليوم بالطائرات المسيّرة معدات وآليات عسكرية روسية قرب مدينة سوليدار شرقي البلاد، وأضاف أنه استهدف 4 آليات عسكرية روسية وموقعين حصينين على حد وصفه قرب سوليدار، التي أعلن الجيش الروسي سيطرته عليها قبل شهور.

في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية إن دفاعاتها تصدت لهجوم أوكراني بـ9 صواريخ من نوع أوراغان في أجواء مقاطعة بيلغورود القريبة من الحدود الأوكرانية، مؤكدة أن منظومات الدفاع الجوي تصدت للصواريخ الأوكرانية ودمرتها بالكامل.

إنتاج أسلحة دفاعية

على صعيد آخر، نقلت قناة سي إن إن عن رئيس وزراء أوكرانيا، دينيس شميهال، أن كييف تخطط لإنفاق 1.5 مليار دولار على إنتاج الأسلحة عام 2024 بزيادة 7 أضعاف عن عام 2022.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي إن أولوية بلاده الآن تطوير الإنتاج الدفاعي باستخدام التقنيات الحديثة، وإنتاج الصواريخ والمسيّرات بالتعاون مع الشركات العالمية.

وأضاف أنه يرغب في تحويل قطاع الدفاع إلى “مركز عسكري كبير” من خلال الشراكة مع مصنعي الأسلحة الغربيين لزيادة إمدادات الأسلحة المطلوبة لدعم الهجوم المضاد الذي تشنه كييف على روسيا.

وجاءت تصريحات الرئيس الأوكراني ورئيس الوزراء خلال منتدى في كييف للصناعات الدفاعية بمشاركة 165 شركة عالمية.

وبدأت كييف هجومها المضاد في أوائل يونيو/حزيران لمحاولة استعادة الأراضي التي استولت عليها روسيا التي لا تزال تسيطر على نحو 18% من الأراضي الأوكرانية.

وأعلنت كييف عن إحراز تقدم في عدة اتجاهات وتحرير أكثر من 10 قرى غير أنها لم تتمكن بعد من استعادة أي مدن رئيسية.

تعهد روسي

في مقابل تصريحات زيلينسكي، أكد الرئيس الروسي السابق ديمتري مدفيديف السبت أن روسيا ستسيطر على أراض إضافية في أوكرانيا.

وكتب مدفيديف على تليغرام “ستستمر العملية العسكرية الخاصة (في أوكرانيا) حتى فناء النظام النازي في كييف بشكل كامل وتحرير الأراضي الروسية أصلا من أيدي العدو”.

وأكد الرئيس الروسي السابق، الذي يشغل حاليا منصب نائب رئيس مجلس الأمن القومي “النصر سيكون حليفنا. وستنضم مناطق جديدة إلى روسيا”.

الجزيرة+وكالات

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: