البوصلة – عمان
سجلت أسعار الذهب في الأردن لمختلف عياراته، نهاية الأسبوع الماضي، أرقام تاريخية جديدة غير مسبوقة، مدفوعا بارتفاع أثمان المعدن النفيس عالميا.
وحسب رئيس النقابة العامة لأصحاب محلات تجارة وصياغة الحلي والمجوهرات ربحي علان، فإن الأجواء الجيوسياسية التي تعصف بالمنطقة وتوقف المفاوضات في حرب غزة بالنسبة لأمريكا من الأسباب التي أدت الى ارتفاع أسعار الذهب.
ووصل سعر بيع غرام الذهب عيار 21 الأكثر رغبة من المواطنين بالسوق المحلية، السبت، 43.70 دينار، لغايات البيع من محلات الصاغة، مقابل 41.60 دينار لجهة الشراء.
وأضاف علان في تصريحات رصدتها “البوصلة” عبر حساب النقابة على منصة فيسبوك، “هنالك توترات أخرى أثرت على الاتحاد الأوروبي والاقتصاد الأمريكي كالحرب الروسية الأوكرانية”.
ولفت إلى أن عرض الذهب بالسوق المحلية تحسن بنسبة 20 بالمئة، مقارنة مع الأسبوعين الماضيين، في حين ما يزال الطلب ضعيفا بفعل تداعيات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وارتفاع الأسعار، ما أدى إلى حالة من العزوف عن الشراء.
وأكد علان، أن الأسباب الموجبة لارتفاع الذهب في العالم أكثر من الأسباب الموجودة لتخفيضه، مشيرا في الوقت ذاته الى أن الضبابية ما زالت موجودة في البيانات الصادرة عن البنك الفيدرالي الأمريكي حول تأجيل تخفيض الفائدة على الدولار”.
خفض الفائدة
وأكد الخبير الاقتصادي عامر الشوبكي، عبر حسابه على منصة فيسبوك، الى أنه من أسباب ارتفاع أسعار الذهب هو توقع اعلان موعد تخفيض أسعار الفائدة في اجتماع الفدرالي القادم، وزيادة الشعور العالمي بوتيرة متزايدة للمخاطر والتوترات الجيوسياسية.
من جهته، أوضح جوزيف كافاتوني خبير السوق الاستراتيجي في مجلس الذهب العالمي “أن الرهانات على خفض الفائدة تدفع أسعار الذهب” مضيفًا “أن مشتريات البنوك المركزية من الذهب لا تزال قوية للغاية”.
كما اعتبر محللون أن المخاطر الجيوسياسية هي أيضًا المحرك الرئيسي للسبائك، فقد ارتفع سعر الذهب أكثر من 300 دولار منذ بداية الحرب في غزة.
ضعف الطلب
ونقلت مجلة فوربس الأمريكية عن محللين يعتقدوا أن ارتفاع أسعار الذهب العالمية إلى مستويات قياسية قد يضعف الاستهلاك خلال موسم الزفاف في الهند لكن الصين أكبر مشترٍ للذهب ستشهد طلبًا قويًا على الملاذ الآمن هذا العام.
وتمثل الصين والهند معًا أكثر من نصف إجمالي الطلب العالمي على الذهب.
في الهند ثاني أكبر مستهلك للذهب في العالم ومستورد رئيسي، ارتفعت الأسعار المحلية إلى مستوى قياسي بلغ 65.587 روبية (79 سنتًا) لكل 10 غرامات، ما أدى إلى انخفاض الطلب ودفع ذلك التجار إلى تقديم تخفيضات بنحو 14 دولارًا للأونصة فوق الأسعار المحلية الرسمية – بما في ذلك 15% رسوم استيراد و3% رسوم مبيعات – مقابل علاوات الأسبوع الماضي البالغة دولارًا واحدًا.
يعد الذهب جزءًا جوهريًا من حفلات الزفاف الهندية، ويجري حاليًا موسم الزفاف الصيفي.
أما في الصين فقد خفض التجار أقساط التأمين إلى 25 إلى 36 دولارًا فوق الأسعار القياسية مقابل 36 إلى 48 دولارًا الأسبوع الماضي، لكن التجار توقعوا أن الطلب الإجمالي سيكون قويًا عام 2024.
وقال بيتر فونغ رئيس التعاملات لدى وينغ فونغ للمعادن الثمينة في هونغ كونغ “بينما أدى ارتفاع الأسعار إلى بعض عمليات البيع، فإن الطلب سيرتفع بعد مرور بعض الوقت مع اعتياد الناس هذه المستويات”.