هكذا يرى خبراء ومختصون “نجمة الرزاز” للنجاح الباهر للتعليم عن بعد؟

هكذا يرى خبراء ومختصون “نجمة الرزاز” للنجاح الباهر للتعليم عن بعد؟

نور الدين نديم: لا يهمنا “نجمة الرزاز” بل استمرار حماس الطلاب للتعليم

فاخر دعاس: أمنح الحكومة 20 نجمة وأرفع لها القبعة ولكن بشرط

فرج طميزي: خطوة للأمام ولكن لم تكتمل عوامل نجاحها ونجمتها

عمان- رائد الحساسنة

أكد خبراء تربويون ومختصون ونقابيون في تصريحاتٍ لـ “البوصلة” أنه من المبكر لأوانه احتفال الحكومة بنجاح عملية التعليم عن بعد وبشكلٍ مبهر كما صرح رئيس الحكومة الدكتور عمر الرزاز، مشددين على أن “النجمة” التي منحها الرزاز لهذا النجاح ما زالت من المبكر لأوانه الحديث عنها والاحتفاء بها فلم تكتمل عناصر نجاحها بعد.

وقال الناطق باسم نقابة المعلمين الأردنيين نور الدين نديم إن تصريحات الرزاز حول “النجاح الباهر لعملية التعليم عن بعد”، ووضعه “نجمة” كدلالة لهذا النجاح، ليست في وقتها ولا في مكانها.

“لا يهم نور الدين بأنه يُعرف أو لا يُعرف بقدر ما يهمنا أن النقابة تبقى، ولا يهم عمر الرزاز يطلع ماخذ النجمة أو مش ماخذها بقدر ما بهمنا الحفاظ على اقتصاد الوطن من الانهيار، ما بهم وزير التربية تيسير النعيمي يحط لحاله نجمة ويقول عفاك يا بطل أو لا، بقدر ما يهمه أنا نحافظ على طالبنا وحماسه للتعليم، لأنه إذا فقد حماسه للتعليم سندخل في مشكلة كبيرة جدًا”، أكد نديم في تصريحاته لـ “البوصلة”.

لكن الدكتور فاخر دعاس منسق الحملة الوطنية للدفاع عن حقوق الطلبة “ذبحتونا”، أكد أنه سيمنح الرزاز وحكومته 20 نجمة ويرفع لهم القبعة ولكن بشرط أن يكون قصده من النجمة التي وضعها خلال تصريحاته حول النجاح المبهر لعملية التعليم عن بعد، هو نجاح استمرار عملية تواصل الطالب مع العملية التعليمية والبقاء في أجوائها.

واستدرك دعاس بالقول: إنه إذا كانت “نجمة الرزاز” من باب أن أمور العملية التعليمية اليوم تتم على أكمل وجه وكأننا في تعليم مباشر، “فأعتقد أنه هذا الكلام حتى الرزاز لا يقبل به، فنحن قولاً واحدًا لم ننجح في هذا الأمر” على حد تعبيره.

من جانبه يرى الخبير التربوي فرج طميزي في تصريحاته لـ “البوصلة” أن “نجمة الرزاز” واحتفاله بنجاح مبهر لعملية التعليم عن بعد من المبكر لأوانه.

ويرى طميزة أنها “خطوة للأمام ولكن لم تكتمل عوامل نجاحها ونجمتها”، على حد وصفه.

خطوة بالاتجاه الصحيح لا ترتقي للحد الأدنى

وقال الناطق باسم نقابة المعلمين الأردنيين نور الدين نديم في تصريحاتٍ لـ”البوصلة” إن عملية التعليم عن بعد أمرٌ طرأ عندنا علاجًا لأزمة طارئة، فهي طارئ في طارئ، منوها إلى أن جميع الأطراف في العملية التعليمية لم تكن مهيأة أو مستعدة الأمر الذي أدى لعدم توفر الإمكانيات والأدوات اللازمة سواء للمعلمين أو الأهالي والطلاب.

وأكد نديم أن التلفاز أصبح وسيلة أساسية في عملية التعليم عن بعد التي أـطلقتها الوزارة، منوهًا إلى أن النقابة تصلها شكاوى من بعض الأهالي الذين لديهم مشكلة بتعطل أجهزة التلفاز لديهم أو عدم قدرتهم على الوصول للقنوات التعليمية.

كما أشار إلى ورود العديد من الشكاوى من معلمين ما زالوا ينتظرون على الدور لتلقي دورة ICDL، مشددا على أهمية تطوير معلمين وكفايات مهنية واستيعاب كافة المعلمين الذين لديهم الرغبة في تطوير أنفسهم وتحديث قدراتهم لامتلاك الإمكانيات للمهارات التي تمكنهم من أداء رسالتهم بشكل ممتاز.

وأكد نديم أن عملية التعليم عن بعد التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم جاءت علاجًا لأزمة، وتشكر الوزارة والحكومة أنها خطت خطوات جميلة ورائعة باتجاه التعليم عن بعد، ولكن نتيجة للأمر الواقع والظرف الراهن والوضع المعيشي للناس والإمكانيات وليس تقصيرًا من الحكومة فإن هذه الخطوة لا ترتقي للحد الأدنى الذي يمكن أبناءنا من الحصول على الحد المقبول من عدالة التعليم والحصول على المعلومة بطريقة تفاعلية وفهم المعلومة بشكل صحيح.

وشدد على أنها خطوة باتجاهها الصحيح وعلاج أزمة طارئة خطوة جيدة قابلة للتطوير.

شراكة حقيقية مع أصحاب العلاقة

وأكد نديم في تصريحاته لـ “البوصلة” وزارة التربية والتعليم لوحدها لن تستطيع أن تنجز فلا بد من شراكات حقيقية مع أصحاب العلاقة وعلى رأسهم نقابة المعلمين الأردنيين، والمعلم في الميدان، مشددًا على أن قانون الدفاع لا يتعارض مع الشراكة ما بين الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني.

كما طالب نديم الوزارة بضرورة الانتباه للملاحظات التي يرفعها المعلمون، وضرورة الرد على الكتب التي تبعث بها النقابة وما فيها من ملاحظات ومبادرات وإمكانيات تقدمها النقابة في سبيل إنجاح عملية التعليم عن بعد.

وأكد نديم: “نحن لسنا في طور المناكفة وإنما في طور الشراكة والتعاون، لأن الذي يدفع الثمن في النهاية الطالب”.

لا احتفال قبل اكتمال النصر

وقال نديم إنه: من المبكر الاحتفال قبل الأوان، دائما لا تحتفل قبل اكتمال النصر، وقبل أن نعدي هذه الأزمة على خير كاملاً، وهناك أدوات منطقية للتقييم، واستطلاع مركز الدراسات الإستراتيجية يشير إلى أن الغالبية العظمى من الأهالي غير راضين عن أداء عملية التعليم عن بعد.

وشدد على أن من يصرح يجب أن يبني تصريحه ليس على خطاب عاطفي وإنما على مسح ميداني منطقي وعلى دراسة واضحة ومبنية على لغة الارقام، وما دامت الحكومة تحتكر الأرقام لوحدها فهي تتحدث بما تريد فقط.

واستدرك بالقول: “ليس من باب تقليل المجهود، وإنما من باب حفز الحكومة على تطوير هذا المجهود، ففترة الأزمة ليست دعاية انتخابية ولا فترة تلميع أشخاص ولكن فترة حفاظ على وطن ووجود ومقدرات وحفاظ على أرواح، وهذه أهدافنا في هذه الفترة”.

وزارة التربية والحكومة تفوقت على نفسها

من جانبه أكد الدكتور فاخر دعاس منسق الحملة الوطنية للدفاع عن حقوق الطلبة “ذبحتونا” في تصريحات لـ “البوصلة” أن الحديث عن النجاح يعتمد بالدرجة الأولى على الهدف المراد الوصول إليه، وفيما يتعلق بالتعليم عن بعد بشكله الحالي اليوم فإن كان الهدف منه الإبقاء على التواصل بين الطالب والعام الدراسي ومدرسته ومعلمه ومنهاجه، فأعتقد أن وزارة التربية والتعليم والحكومة بشكل عام تفوقت على نفسها في ظل هذه الظروف الاستثنائية والحالة الخاصة التي يعيشها العالم.

ويشيد دعاس بالحكومة ووزارة التربية وأنها استطاعت أن تبقي على حالة من الحد الأدنى في التواصل بين الطالب والمنهاج، وإبقاء الطالب مرتبطا بجو العام الدراسي، فهذه النقطة يوجد دول متقدمة وعندها إمكانيات مالية أكبر منا لم تستطع أن تخطوا الخطوة التي خطاها الأردن.

واستدرك بالقول: “لكن إن كان الهدف المرجو هو الإبقاء على العام الدراسي والمواظبة على التعليم وعلى أن الاستمرار وكأن التعليم المباشر مستمر، فبالتأكيد وبالمطلق ودون أي نقاش نحن لم ننجح في ذلك”.

وتابع دعاس حديثه بالقول: أضف أنه ينبغي أن لا يكون هذا هدفنا، لأنه هدف مستحيل وليس صعبا فحسب، في ظل الظرف الاستثنائي الذي يعيشه العالم وفي ظل الإمكانيات المحدودة والعزل الذي نعيشه.

ونوه إلى أن هذا ما يقوله المختصون، فاليونيسكو على سبيل المثال لا تثق بأي امتحانات يتم عقدها في المنزل لأنها تخلوا من النزاهة.

وأشار إلى أنه يوجد مؤسسات دولية ألغت امتحانات التوجيهي التي كانت ستعقد في شهر 4 و5 لاستحالة ضبط النزاهة في هذه الحالة على الرغم من أن امتحاناتهم إلكترونية، ولكنها تقام داخل قاعات عليها مراقبة.

80% من الطلبة يفضلون التعليم المباشر

وشدد دعاس على استحالة إنجاح  عملية التعليم عن بعد لتكون بديلا عن التعليم المباشر، مؤكدًا أن الأرقام تثبت ذلك، فعلى سبيل المثال: تقرير مركز الدراسات الإستراتيجية والاستطلاع الذي أكد أن 80% من الطلبة أكدوا أن التعليم المباشر أفضل بكثير من التعليم عن بعد.

ويتابع دعاس حديثه بأن الأمر الآخر هو أن 60% من الطلاب دخلوا على منصة درسك أو منصة البث التلفزيوني، وهذا يعني أن هناك 40% لم يصلوا للتعليم عن بعد ولم يحصلوا على أي نوع من أنواع التعليم وهو رقم لا يقل عن 750 ألف طالب وطالبة وهو رقم مرعب.

ونوه إلى أنه يجب على الوزارة أن تحافظ على ما وصلت إليه، دون أن تكابر على نفسها وتغلوا في تحقيق الأهداف، وتصل لمرحلة عقد الامتحانات في المنازل، وهذا أمرٌ غير مقبول.

وأكد دعاس أنه “يمكن أن نجري امتحانات تقييمية للمراجعة لما درسه الطالب ليعرف أين وصل، لكن اعتبارها امتحانات وتحسب علامتها هذا ما لا يقبله أحد وهذا خلافنا مع الوزارة”.

وشدد على أن “الاختبارات المنزلية إذا كانت تهدف أن يعرف الطالب مستواه وقدراته ويعلم المدرس أين وصل مع الطالب ويراجع معلوماته، لكن إذا كان الهدف منها وضع علامات فهذا أمر لا يمكن أن يكون صحيحًا أو علميًا”.

هل تطول فترة التفاعل السلبي مع التعليم عن بعد؟

من جانبه يرى الخبير التربوي فرج طميزي في تصريحاته لـ “البوصلة” أنه ومن خلال النتائج التي صدرت عن مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية التي تحدثت عن مدى الاستفادة والرغبة الطلاب في عملية التعليم عن بعد، حيث كانت بنسبة 61%، فإن انطلقنا من هذا الرقم فإننا نقول إنه من المبكر الإعلان عن النجاح والنجمة وغيرها.

واستدرك طميزي بالقول: لكن في الوقت ذاته أيضا هناك صعوبات تواجه الطلبة فليسوا جميعا قادرين على تناول موضوع التعليم عن بعد بكل جدارة وبكل اهتمام.

وشدد على أن التعليم عن بعد بديل في ظرف استثنائي قاهر لكن إذا استمر هذا الظرف لا ندري إلى متى تتفاعل الأمور بشكل سلبي أكثر في قضية التعليم عن بعد، منوهًا إلى أنه ليس صحيحا أن عملية التعليم عن بعد كانت مبرمجة مسبقا ولكنها جاءت نتيجة طفرة وظرف طارئ بأسلوب “الفزعة”، ولم يكن مبرمجا ومعدًا لها بالشكل الصحيح المطلوب.

وأكد طميزي أن عملية التعليم عن بعد اليوم وبشكلها الحالي ما هي إلا “خطوة للأمام ولكن لم تكتمل عوامل نجاحها ونجمتها”، على حد وصفه.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: