هكذا يستهدف الصهاينة القدس والمقدسيين بكل الوسائل.. والمخاطر تتفاقم

هكذا يستهدف الصهاينة القدس والمقدسيين بكل الوسائل.. والمخاطر تتفاقم

عمّان – البوصلة

لم تعد المخاطر التي يستهدف الصهاينة بها المسجد الأقصى ومدينة القدس والمقدسيين على حدٍ سواءٍ قابلة للعدّ أو الحصر، فالزخم الذي تظهره حكومة المتطرفين الصهيونية بقيادة نتنياهو ويستهدف كلّ شيءٍ في المدينة المقدسة وابنائها الصامدين أصفح فوق التصور، بما يحمله من مكرٍ صهيونيٍ وخبثٍ شديدٍ في طرق الاستهداف وتعدد وسائله وأساليبه.

“البوصلة” رصدت تلك المخاطر في دراسات ومقالاتٍ لنشطاء مقدسيين وصحفيين فلسطينيين ومراكز دراسات سلطت الضوء عليها بشكلٍ مركزٍ ابتداءً من سعي الاحتلال للدخول شريكًا في إدارة شؤون المسجد الأقصى تمهيدًا لتهميش دور أوقاف القدس والوصاية الأردنية والاستفراد بإدارته لوحده، فضلاً عن السعي لأسرلة المناهج وفرضها على مدارس القدس، وليس أخيرًا السعي نحو توظيف الأساطير الصهيونية الباطلة والكاذبة في سعيٍ محمومٍ لزيادة زخم الاقتحامات وأعداد المشاركين فيها حتى تهويد المدينة المقدسة والاستيلاء عليها بالكامل والعديد من المخاطر الأخرى.

الاستيلاء على إدارة القدس وتهميش الدور الأردني

من جانبه حذر الأكاديمي والباحث المقدسي الدكتور عبدالله معروف من خطورة ما يسعى نحوه الاحتلال من استيلاءٍ تدريجي على إدارة شؤون المسجد الأقصى المبارك وتهميش الدور الاردنيّ فيها، ويعرض مثالاً لذلك ما تواجهه لجنة الإعمار في القدس من مؤامرة وخبثٍ صهيونيٍ كبيرٍ في تعطيل أعمالها.

ويحذر معروف من سعي الاحتلال للدخول شريكا في إدارة شؤون المسجد الأقصى الأمر الذي يعني بالضرورة انتهاء فكرة الوضع القائم في المسجد، والانتقال للمرحلة التالية التي تقتضي إزاحة دائرة الأوقاف الإسلامية شيئا فشيئا حتى تختفي تماما من الصورة وينفرد الاحتلال بإدارة شؤون المسجد الأقصى كاملة. هذه الفكرة الخطيرة هي التي تحاول إسرائيل الوصول إليها منذ سنوات.

ويقول معروف في مقالة له بموقع “الجزيرة نت” إنّ سلطات الاحتلال تداوم يوميا منذ ذلك الوقت على منع موظفي الإعمار من الدخول والتحرك في المسجد حتى ما بعد الظهر، لتسمح لهم بعد ذلك بالدخول للمسجد دون إجراء عمليات الصيانة اللازمة، وبذلك فقد فرض الاحتلال نفسه وصيا وحيدا على عمليات الترميم والإعمار والصيانة في المسجد الأقصى، وهو يريد أن ينقل هذه التجربة لكافة الأعمال الأخرى التي تقوم بها دائرة الأوقاف الإسلامية.

ويختم بالقول: لذلك، فإن الواجب أخذ أي تدخل إسرائيلي في شؤون إدارة المسجد الأقصى المبارك مهما بدا صغيرا أو هامشيا على محمل الجد والعمل على التصعيد ضده ووقفه فورا، وأما ترك الأمور تسير كما يريد الاحتلال باعتبار أن تحركاته هامشية ولا تؤثر بالمجمل على الإدارة الإسلامية للمسجد الأقصى، فإنه يعني ببساطة تكرار ما جرى مع لجنة إعمار الأقصى، واستفراد الاحتلال بالمسجد، وفي النهاية إلغاء دائرة الأوقاف الإسلامية تماما، وعندها لن يكون هناك وقت للندم.

خطة حكومة الكيان الخماسية للقدس

أما الكاتب راسم عبيدات فيحذر في منشورٍ له رصدته “البوصلة” ممّا أسماه “خطة خماسية” يتبنانها الكيان الصهيوني لاستهداف القدس، مشيرًا إلى أنّ وزير مالية دولة الكيان المتطرف سموتريتش يفخر بأنه سيقود أكبر خطة لتعزيز السيادة على مدينة ” القدس” ككل، وتأتي تلك الخطة لتعزيز الأمن والسيادة والسيطرة على مدينة القدس، وتهويدها وأسرلتها.

ويلفت عبيدات إلى أنّ خطة سموتريتش والتي يشاركه فيها بلدية الكيان ووزير ما يعرف بوزير شؤون القدس والتراث اليهودي، تبلغ ميزانيتها للخمس سنوات القادمة (2024-2028 ) 3 مليار و 200 مليون شيكل.

ويشير إلى أنّه سيخصص 800 مليون شيكل من تلك الميزانية “لأسرلة” العملية التعليمية في القدس بشكل كامل، واقصاء المنهاج الفلسطيني من المدينة، ومحاصرة المدارس التي تقوم بتدريسه على طريق تصفيتها ومنع الميزانيات عنها، ورفض افتتاح أي مدرسة تبنيها بلدية الكيان إلا وفق المنهاج الإسرائيلي.

ويوضح عبيدات أنه بالنظر لبنود الخطة المطروحة، نجد انها خطة أمنية بامتياز حيث ميزانية الامن لوحدها 120 مليون شيكل، وكذلك مزيد من الرقابة، مزيد من العسكرة، مزيدا من مراكز الشرطة ورجال الامن، مزيد من العزل والفصل العنصري.

ويلفت إلى أنّ دعمه “لأسرلة” التعليم من خلال بناء عشرات المدارس في الاحياء المقدسية المختلفة التي تتبع النظام التعليمي والمنهاج الاسرائيلي، ومعارك مستمرة مع المقدسيين حول المنهاج، وعندما شعر بأن هذا لم يحسم الأمر بشكله النهائي، جاء بالخطة الخمسية كنافذة أخرى لتحقيق المزيد من الربط والطرد والتهويد والأسرلة والضبط.

أسطورة البقرة الحمراء: كيف تهدد الأقصى؟

ولا يقف الاستهداف الصهيوني عند هذا الحد ففي ورقة بحثية صادرة عن مركز القدس، اطلعت عليها “البوصلة”، تكشف حجم المؤامرة الصهيونية الكبيرة باستهداف المسجد الأقصى من خلال ترويج الأساطير والأكاذيب التي يتبنّاها أشد الصهاينة تطرفًا من المستوطنين لزيادة اقتحامات الأقصى وتهويد مدينة القدس.  

وقالت مؤسسة القدس الدولية في ورقة بحثية صادرة عنها وصلت “البوصلة” إنّ طقس البقرة الحمراء يشكل المخرج الأساس من عقبة الطهارة التي هي واحدة من عقبتين مركزيتين تقفان في وجه جماعات المعبد لزيادة جمهور المقتحمين للمسجد الأقصى. على مدى 36 عاماً كرست جماعات المعبد جهداً كبيراً لإيجاد بقرة تحقق الشروط التوراتية الصارمة لتنفيذ هذا الطقس، ولتأسيس طبقة الكهنة التي يجب أن تديره، تخللت ذلك أربعة إعلانات غير متحققة في 1997 و2002 و2014 و2018، وهذا هو الإعلان الخامس الذي قد يحتمل الفشل كما يحتمل النجاح. تتعامل جماعات المعبد بثقة أكبر مع هذا الإعلان، ولعلها ثقة عائدة إلى توظيف تقنية حيوية غير معلن عنها، خصوصاً وأنها سبق أن وظفت تقنية زراعة الأجنة المجمدة منذ عام 2015 ولم تصل إلى هدفها.

 وحذرت الورقة البحثية من أنّه في حال تم طقس ذبح البقرة الحمراء بالفعل، فإن الأثر المتوقع على الأقصى هو مضاعفة أعداد المقتحمين بنحو أربعة أضعاف، وهو ما يعني مضاعفة عديد قوات الاحتلال في الأقصى وزيادة مناطق تمركزها كذلك، وهو ما سيؤدي –إن حصل- إلى نقل المسجد الأقصى من هويته الحالية كمقدس إسلامي خالص يتعرض لعدوان؛ إلى مقدس مشترك بين المسلمين واليهود، وهو ما يعني أن المواجهة على المسجد الأقصى ستكون أكثر إلحاحاً وتفجراً في الفترة المقبلة، وهذا يقتضي استباقه بالإعداد، خصوصاً وأن تداعياته على الأرض مرشحة لأن تبدأ مع عدوان “البوريم” التوراتي في 24 و25-3-2024 والمتقاطع مع الأسبوع الثاني من رمضان.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: