رغم صعوبة توقع تنفيذ صفقة تبادل أسرى بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية في ظل الحكومة اليمينية المتطرفة الجديدة، إلا أن هناك إرهاصات يمكن أن تشير إلى أنها يمكن أن تكون أقرب من أي وقت مضى.
ولعل أهم تلك الإرهاصات هي ما تؤكده مصادر في اللجنة الوطنية للأسرى والمفقودين الأردنيين في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، من أن مفاوضات “نقل” أسرى أردنيين لإكمال محكومياتهم المتبقية في الأردن.
الجديد في الملف هو تأكيد مصادر اللجنة أن سلطات السجون الصهيونية عرضت على أسرى أردنيين وثيقة قانونية تسمح بنقلهم إلى الأردن، وأن عددا من الأسرى أبدوا موافقتهم عليها ووقعوا عليها بالفعل ومنهم الأسير البطل عبد الله البرغوثي المحكوم بـ 27 مؤبدا.
التطور الجديد إن صح، فإنه يعني أن مفاوضات صفقة أسرى بين الاحتلال والمقاومة وصلت مراحل متقدمة.
فنقل أسرى أردنيين لإكمال محكومياتهم في السجون الأردنية، هم في صلب القائمة التي تطالب المقاومة بالإفراج عنهم ومنهم قياديون كبار في كتائب القسام وموصوفون بأن “أياديهم ملطخة بالدماء”، يعني حلحلة عقدة كبيرة في المفاوضات، إذ أن إصرار المقاومة على تحريرهم كان يقابله إصرار صهيوني على رفض تحرير أصحاب الأحكام العالية ومن هم “ملطخة أيديهم بالدماء”.
ولنتذكر أن الإفراج عن الأسير سلطان العجلوني وسالم وخالد أبو غليون وأمين الصانع كان ضمن صفقة بين عمّان وتل أبيب في عام 2008، وذلك قبيل تنفيذ صفقة تبادل أسرى مع حزب الله الذي كان طالب بالإفراج عنهم ووضعهم على قائمته، إلا أن سلطات الاحتلال لم ترد إعطاء حزب الله تلك الجائزة، وآثرت التنازل لعمّان بدل أن تتنازل للضاحية الجنوبية.
(السبيل)
