هل تندلع مواجهة جديدة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال؟

هل تندلع مواجهة جديدة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال؟

البوصلة – عمّان

تتصاعد الأحداث في الأراضي الفلسطينية بشكل لافت خصوصا في القدس والمسجد الأقصى المبارك، ويسعى المحتل إلى تمرير مشاريع في المدينة المقدسة، وتهيئة الجو المناسب للمستوطنين المتطرفين باقتحام المسجد، بحرية وممارسة شعائر خاصة بهم.

 لكن هذه الممارسات لم تمر مرور الكرام، حيث فشل الاحتلال في حماية وتأمين فعالية تقديم القرابين بداية شهر رمضان المبارك، وأجبر إلى التراجع خطوة إلى الوراء وتراجع حدة الاقتحامات وسمح للمزيد من المصلين والمعتكفين من دخول المسجد، وكان ذلك جليا في ليلة السابع والعشرين من رمضان المبارك (ليلة القدر).

تلك المشاهد أغاظت المتطرفين الساعين لإعادة اقتحام المسجد الأقصى المبارك، حيث أعلنت شرطة الاحتلال استئناف السماح للمستوطنين بالاقتحام يوم الخمس، الأمر الذي قوبل برفض شعبي عربي وفلسطيني ومقدسي وجرى التصدي لهذه الاقتحامات التي كانت مدججة بعناصر قوات الاحتلال من قبل المرابطين.

بدورها أطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية تحذيرا شديد اللهجة إلى الاحتلال بعدم تجاوز الخطوط الحمراء في قضية القدس والمسجد الأقصى المبارك تحديدا، لكن المحتل الذي ألقى بهذه التهديدات عرض الحائط تلقى صفقة قاسية جدا مساء يوم الاقتحامات بعد عملية إلعاد الذي قتل فيها 3 مستوطنين.

هذه العملية، أثارت جنون الاحتلال خصوصا وأنها جاءت في توقيت يجري فيه الاحتفال بقيام الدولة المزعومة وكذلك لكونها تشير إلى فشل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عن مواجهة والتصدي ومنع مثل هذه العمليات، حيث تعد عملية إلعاد الرابعة من نوعها خلال أسابيع قليلة.

الاحتلال وجه اتهامات مباشرة إلى حركة حماس بالوقوف وراء هذه العمليات خصوصا بعد دعوة قائد الحركة في قطاع غزة يحيى السنوار إلى مواجهة المحتل بكل الطرق المتاحة.

في ضوء ذلك، دعا أعضاء كنيست وصحفيون صهاينة إلى إغتيال رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، وذلك في أعقاب عملية “إلعاد” قرب تل أبيب مساء الخميس، والتي أسفرت عن مقتل ثلاثة مغتصبين وإصابة 6 آخرين. ونشرت وسائل إعلام صهيونية مقاطع مصورة من خطاب السنوار الأخير، الذي دعا فيه إلى استخدام السواطير في تنفيذ العمليات، واعتبرته دليلا على مسؤوليته عن عملية “إلعاد”، وذلك بعد استخدام المنفذين لـ “فأس” أو “ساطور” في تنفيذ العملية.

ودعا عضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير سلاح الجو الإسرائيلي إلى قصف بيت السنوار في غزة بالصواريخ لأنه المحرض على الهجوم. الصحفي الإسرائيلي، يرون شنايدر حرض هو الآخر على اغتيال السنوار، قائلًا : “السنوار دعا قبل أيام لتنفيذ عمليات ببلطات وسواطير وهي ذات أدوات عملية إلعاد”.

لكن حركة حماس، أكدت أن تهديدات العدو باغتيال القادة لن تثنينا عن الدفاع عن أرضنا وقدسنا، وحقنا في العودة، وتحرير أسرانا.

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إن عملية “إلعاد” البطولية،  تشير إلى أن: “شعبنا لم ولن يقف صامتًا، كلما تواصل الاستهداف لمقدساتنا وأقصانا والاستهانة بشعبنا ومشاعر أمتنا العربية والإسلامية، فالأقصى خط أحمر حقيقي، لا يخضع لأي مساومات، ولا يقبل القسمة على اثنين، فهو مسجد إسلامي خالص، وحق تاريخي ثابت لأمتنا وشعبنا، هذا هو العهد والقسم والميثاق”.

بدورها شددت فصائل المقاومة على أن التهديدات التي يطلقها الاحتلال باغتيال قادة في المقاومة الفلسطينية تثبت حالة التخبط والإرباك التي يعيشها الكيان، محذرة الاحتلال من الاقدام على مثل هكذا حماقة سترتد تداعياتها في وجه قيادته المأزومة.

وأكدت أن هذا الرد العملي والطبيعي هو خيار شعبنا بالتحدي والمواجهة لهذا الاحتلال الذي لا يفهم إلا لغة القوة والحراب، مضيفة “هذه العملية نصرٌ جديد يضاف لسجل انتصارهم وتعزز من رباطهم وصمودهم ومعنوياتهم، وتؤكد لهم أن شعبنا موحد خلف صمودهم”.

من جهته، قال يائير غولان، نائب وزير الاقتصاد في حكومة الاحتلال، إن على “إسرائيل” التفكير في اتخاذ “خطوات صارمة” ضد قادة حركة “حماس” في غزة، بعد الهجوم في مستوطنة “إلعاد” الليلة الماضية.

وأضاف غولان في تصريحات لإذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة، أن “التحريض لا يمكن أن يمر دون رد” بحسب تعبيره.

ولفتت إذاعة الجيش إلى أن حركة “حماس” أشادت بالهجوم الذي وقع في “إلعاد” وسط فلسطين المحتلة عام 48، وأسفر عن مقتل ثلاثة مستوطنين وجرح أربعة آخرين، إلا أنها لم تعلن مسؤوليتها عنه.

وفيما يواجه رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينت أزمة في ائتلاف حكومته وانسحابات منه، إلا أنه يواجه أزمة أمنية واتهامات له بالفشل في حفظ الأمن، خصوصا بعد تزايد عمليات المقاومة في الأونة الأخير.

وأمام هذه المعطيات، فإن أي تصعيد جديد سواء في قطاع غزة أو المسجد الأقصى، يجعل من اندلاع مواجهات جديدة، أمرا محتملا، خصوصا في ظل الضغوطات التي يتعرض لها رئيس وزراء الاحتلال، من قبل المتطرفين الراغبين بممارسة شعائرهم الخاصة بحرية في المسجد الأقصى، وهو أمر ترفضه المقاومة ويرفضه الشعب الفلسطيني الذي باتب يقاوم أيضا بطرق جديدة، كان آخرها عملية إلعاد.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: