هل حدث تحول في الخطاب الإعلامي الأمريكي حول الإبادة في غزة؟

هل حدث تحول في الخطاب الإعلامي الأمريكي حول الإبادة في غزة؟

في خطوة مفاجئة عمدت محطة CNN الأمريكية إلى وضع علامة لكل طفل استشهد في غزة على حائط الاستوديو في إحدى نشراتها، قدمت خلالها رواية تتعارض من رواية الاحتلال في خطوة حملت في طياتها دلالات عدة.

واعتبر المدير التنفيذي لمنظمة “أمريكيون من أجل العدالة في فلسطين”، أسامة أبو ارشيد، أن هذه الخطوة “محاولة لاستعادة المصداقية، لكن في الوقت الضائع خاصة أن الـ CNN كانت إحدى أكثر القنوات الأمريكية تحريضاً على سفك الدماء في قطاع غزة ونزع الإنسانية عن سكان القطاع” وفق ما يرى.

ونوه بأن هذا التقرير “الذي هو في ظاهره متعاطف مع الأطفال بالكاد يذكر أنهم ضحايا إسرائيل… إنما يجيء في سياق ما حصل في السابع من أكتوبر، وكرد عليه، وليس في سياق أنه عمل منظم وممنهج إجرامي إسرائيلي، فإذا هي محاولة لاستعادة بعض المصداقية التي انهارت كلياً في السابع من أكتوبر وخطوة ناقصة”.

خلافات بخلفية انتخابية داخلية
ولم يشكك أبو ارشيد، في حديث مع “قدس برس” أن هناك خلافات حقيقية بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو “وهذه الخلافات منبعها بالدرجة الأولى الخلافات السياسية الداخلية لكلا الطرفين”.

وأوضح قائلا إن “بايدن الآن قلق بالنسبة لفرص إعادة انتخابه وبسبب تصاعد الضغوط عليه من داخل الحزب الديموقراطي، وقلق خصوصاً بعد التصويت في الانتخابات التمهيدية… في ولاية ميشيغن صوّت أكثر من مئة ألف ناخب، أي ما نسبته 13 بالمئة من الناخبين بـ: بغير ملتزم”.

ولفت أبو ارشيد إلى أن “هناك اعتبارات أخرى بالنسبة للولايات المتحدة فيما يتعلق بأنها لا تريد تصعيداً وحرباً إقليمية في المنطقة، وتريد أن تعيد التركيز على احتواء الصين، فيما نتنياهو يحاول أن يبدو بمثابة الزعيم القومي اليهودي القوي الذي يتصدى للولايات المتحدة، ويقف في وجهها؛ لأنه يريد أن يبقى في الحكومة أقصى مدة ممكنة”.

بدوره اعتبر الخبير في الشأن الأمريكي، توفيق طعمة أن الخطوة التي قامت بها قناة “CNN” خطوة جيدة جدا، “وأنها بدأت تتحدث بلغة الحقائق، خاصة أنها جاءت بعد أشهر من الانحياز وتبني الرواية الإسرائيلية”.

واعتبر طعمة في حديث مع “قدس برس” أن هذا التحول سيشكل المزيد من الضغوط على نتنياهو “وقد يفضي إلى تغير في التعاطي الإعلامي الأمريكي مع أحداث غزة” على حد تقديره.

وأكد أن الولايات المتحدة “تسعى الآن إلى تغيير نتنياهو وحكومته المتطرفة الذي بات يشكل عبئا على بايدن، رغم إدراك نتنياهو ضعف بايدن الذي لا يريد خسارة أصوات الداعمين اليهود لسياسات نتنياهو، في الانتخابات القادمة”.

مستدركا أن “الإدارة الأمريكية يمكن أن تتخلى عن نتنياهو، لكن لن تتخلى عن الاحتلال؛ نظرا للعلاقة الاستراتيجية بين الطرفين”.

ونفى طعمة أن يكون للميناء الأمريكي على شواطئ غزة أو عملية رفح أي صلة للتوتر بين بايدن ونتنياهو، منوها أن الأخير بارك الخطوة باعتبارها مصلحة للاحتلال وليس للفلسطينيين، مؤكدا أن مصير هذا المخطط “هو الفشل”

وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي أوروبي، ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لليوم الـ 165 تواليًا، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، والأحزمة النارية مع ارتكاب مجازر دامية ضد المدنيين، وتنفيذ جرائم مروعة في مناطق التوغل، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 90 بالمئة من السكان.

محمد صفية – قدس برس

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: