هل نجح تضليل الاحتلال الإعلامي بتراجع الرباط في الأقصى؟

هل نجح تضليل الاحتلال الإعلامي بتراجع الرباط في الأقصى؟

البوصلة – محمد سعد

ظهر وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير وهو محاطًا بالعشرات من قوات الاحتلال داخل المسجد الأقصى المبارك، في الوقت الذي خلى المسجد من المرابطين بسبب عملية التضليل التي قامت بها الآلة الإعلامية الإسرائيلية، بعد بث أنباء بتراجع بن غفير عن الاقتحام خلال الأسبوع الجاري.

تضليل الاحتلال الاعلامي لإفشال الرباط في المسجد

الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص، اعتبر ان الاحتلال بات ينتهج عملية خداع والتضليل الإعلامي لإفشال دعوات الرباط وإفراغ المسجد الأقصى من المرابطين.

وقال ابحيص في تصريحات لـ “البوصلة“، “وقوعنا في الفخ ذاته أكثر من خمس مرات يستدعي التوقف والمراجعة وتعديل السلوك”وانتقد ما وصفه “اختصار المعادلة بالصواريخ وإهمال قيمة الرباط والفعل الشعبي”.

وأضاف، “آثرنا الانتصارات السهلة على التعبئة والرباط، وساهم إعلامنا في تخدير الحالة الشعبية في تحليل مسهب عن معادلات الردع وعودتها للعمل”.
وسبق أن اقتحم بن غفير المسجد الأقصى مرارًا في الماضي، ولكن بصفته الشخصية ثم بصفته نائبًا في الكنيست الإسرائيلي، ووعد خلال حملته الانتخابية باقتحام المسجد في حال أصبح وزيرًا.

وذكر الباحث في باقتحام الأقصى في 11-8-2019 عندما تقاطعت ذكرى “خراب الهيكل” العبرية مع عيد الأضحى، “جرى الحشد والتحذير على مدى شهر سابق، وتعمد الاحتلال التعمية على قراره إن كان سيسمح بالاقتحام أم لا. كان المسجد عامراً بأكثر من مئة ألف مصلٍّ. أصدر مكتب نتنياهو خبراً مفاده أنه سيمنع الاقتحام، انفض المائة ألف وبقي منهم ألف واحد رغم أن مئات المتطرفين الصهاينة كانوا ما يزالون ينتظرون الاقتحام عند باب المغاربة. انطلت الخديعة وتركت جرحاً غائراً”.

وأضاف أبحيص، “طوال العام الماضي 2022، ومنذ ما قبل عدوان “الفصح العبري” والحديث عن القربان الحيواني؛ امتلأت المواقع والشاشات بالتهديدات من القادة السياسيين لحركات المـ.قـاومة، اطمئننا إلى أن التهديد سيفعل فعله؛ فاقتحم جنود الاحتلال المسجد الأقصى فجر الجمعة 15-4-2022 واعتقلوا أكثر من 480 وأصابوا المئات، أكثر من 30 كانت إصابات في الرأس والعين وكان أسوأ اقتحام شهده الأقصى في تاريخه منذ الاحتلال”.

ولفت الى مسيرة الأعلام في 29-5-2022، تكررت قصة التهديد والوعيد، واختزال معادلة من 4 عناصر قوة مجربة في عنصر واحد هو المقاومة المسلحة في غزة. شهد المسجد أول طقوس علنية جماعية شارك فيها عشرات المستوطنين، ولم تتدخل المقاومة بطبيعة الحال لأنها لم تكن تملك عنصر المفاجأة وكان الاحتلال مستعداً ويجري مناورة واسعة لجيشه، ولم يكن الظرف مواتياً لمعركة.

واكد الباحث، أن “الاحتلال منحنا مكاسب مجانية؛ إذ كان يسعنا الاحتياط وأن نقوم بالواجب لحماية مقدسنا بغض النظر عن قرار الاحتلال، وكان يسعنا في معظم الأحيان مجرد الصمت، وأن لا ننساق إلى فخ التصعيد الكلامي والاحتفال المبكر؛ لكننا لم نحسن حتى الصمت”.

اقتحام”بن غفير” قرار اتخاذه باجتماع أمني

واقتحام بن غفير، اليوم، لم يستغرق 13 دقيقة منذ دخوله المسجد وخروجه منه، إلى جانب عشرات المستوطنين الذين اقتحموا أيضًا باحات الأقصى، ونظموا جولات استفزازية فيه”.

وقال “عميت سيجال” مراسل ومحلل القناة 12: “الليلة الماضية أجرى بن غفير تقييماً للوضع مع مفوض الشرطة وقائد لواء القدس والتقى برئيس الشاباك”.

وأضاف “سيجال”: “قرر الجميع أنه لا يوجد عائق أمام (بن غفير) في اقتحام المسجد_الأقصى، كما اعتقد المسؤولون الأمنيون الذين شاركوا في تقييم الوضع أن التراجع أمام التهديدات سيكون مكافأة للإرهاب وإضفاء الشرعية على الأعمال ضد (إسرائيل)”.

وخلال الاقتحامات اليوم، أدى المستوطنون طقوسًا تلمودية في باحات الأقصى ومنطقة باب الرحمة، وسط حماية مشددة من شرطة الاحتلال، واقتحموا ساحة مصلى قبة الصخرة.

وفرضت شرطة الاحتلال قيودًا مشددة على دخول المصلين الوافدين من القدس والداخل المحتل للأقصى، ودققت في هوياتهم واحتجزت بعضها عند أبوابه الخارجية، ومنعت الناشط المقدسي محمد أبو الحمص من الدخول إليه.

وأشار الباحث ابحيص إلى أن الاحتلال يتجه نحو عدوان واسع ما بين 6 وحتى 13 من شهر 4-2023، الموافق للأسبوع الثالث من رمضان القادم، وقال، “إن كنا نريد أن نبني على ما تحقق في 5 هبات ناجحة مضت، وعلى معركة سيف القدس فلا بد من معادلة ردع المكونة من خمس عناصر: أولها وأهمها الرباط والفعل الشعبي، وثانيها عـمليات المبادرة الفردية، وثالثها التفاعل الشعبي الخارجي، ورابعها المقاومة المنظمة من غزة، وعنصر خامس جديد هو المـقاومة المنظمة في حواضن محدودة في الضفة أفلتت من قبضة التنسيق الأمني، محذرا من “استسهال الانتصارات السريعة والإعلامية وأن نلتزم الصمت وأن لا نهدد إلا عندما يكون الفعل حاضراً، بل لعل الواجب أن يسبق الفعلُ التهديد”.

وحذرالملك عبد الله الثاني في مقابلة مع شبكة (سي أن أن)، من الحكومة اليمينية المتطرّفة الجديدة متحدثا عن إمكانية اندلاع انتفاضة ثالثة فلسطينية، وعن ترسيم خطوط حمراء أردنية واضحة في موضوع القدس والمقدّسات تحت بند الرعاية الهاشمية.

أول تعقيب من حماس على اقتحام المتطرف “بن غفير”

وقال المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حازم قاسم، الثلاثاء، إن جريمة اقتحام “بن غفير” المسجد الأقصى “استمرار لعدوان الاحتلال على مقدساتنا وحربه على هويتنا العربية”.

وأكد قاسم، في تصريح وصل “البوصلة “، أن “المسجد الأقصى كان وسيبقى فلسطينيًا عربيًا إسلاميًا، ولا يمكن لأي قوة أو شخص فاشي أن يُغيّر هذه الحقيقة”.
وشدد على أن “‏شعبنا الفلسطيني سيواصل دفاعه عن مقدساته ومسجده الأقصى وقتاله من أجل تطهيره من دنس الاحتلال”.

وتواصلت الدعوات الفلسطينية إلى ضرورة الحشد والرباط الواسع في المسجد الأقصى، لإفشال كل مخططات الاحتلال ومستوطنيه.
ويتعرض الأقصى يوميًا عدا الجمعة والسبت، لسلسلة اقتحامات من المستوطنين، ضمن محاولات الاحتلال لتقسيمه زمانيًا ومكانيًا.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: