هل تجري مفاوضات غير معلنة بين المقاومة و الاحتلال الإسرائيلي؟

هل تجري مفاوضات غير معلنة بين المقاومة و الاحتلال الإسرائيلي؟

البوصلة – عمان

طفا على السطح من جديد حراك للوسطاء يهدف إلى التوصل لاتفاق ينهي حرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة، بعد جمود ثلاثة أسابيع في الملف الشائك مع المقاومة الإسلامية حماس.

أخر تلك التحركات كانت وصول وفد مصري برئاسة رئيس المخابرات العامة عباس كامل إلى “تل أبيب” للقاء رئيسي جهاز الموساد “ديفيد برنياع” ومجلس الأمن القومي “تساحي هنغبي” في محاولة لانعاش المفاوضات المتعثرة حول صفقة التبادل.

وأكد نائب رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة خليل الحية، اليوم السبت، ان حماس تسلمت رد الاحتلال على موقف الحركة الذي سلم للوسيطين المصري والقطري في الـ13 من أبريل/ نيسان الجاري.

وأوضح الحية، في تصريح مقتضب وصل “البوصلة” عبر منصة تلغرام، أن حركة حماس سترد على هذا المقترح حال الانتهاء من دراسته.

وقالت القناة 13 العبرية إن المقترح الجديد مبني على “رد حماس” المُقدّم قبل أسبوعين، ويتضمن أيضًا انسحاب جيش الاحتلال من ممر نيتساريم، وهو ما رفضته “إسرائيل” سابقًا.

ورغم أن ما تتناقله وسائل الإعلام الإسرائيلية يشير إلى تغير في موقف حكومة بنيامين نتنياهو وإمكانية التجاوب مع شروط حركة حماس التي تفرضها للبدء بأي صفقة، وعلى رأسها انسحاب قوات الاحتلال من الممر الفاصل بين محافظتي غزة وشمالها عن وسط وجنوب القطاع، وعودة النازحين دون قيد، إلا أن ذلك مجرد أطروحات لم ترتق لمرحلة الدخول بتفاصيل أي مقترح جديد.

ويعتقد مراقبون أن جولة المفاوضات الجديدة ربما تكون فرصتها أكبر من ذي قبل لعدة متغيرات أبرزها، الاحتجاجات الطلابية الآخذة بالانتشار في الجامعات الأمريكية والمطالبة بوقف تمويل الحرب على غزة، وقطع الجامعات لعلاقاتها وبرامجها المشتركة مع “إسرائيل”.

أما المتغير الآخر فيكمن في الضجة التي أحدثها الفيديو الأخير الذي بثته كتائب القسام ويظهر فيه محتجز إسرائيلي مبتور اليد يحمل جنسية أمريكية، وصب غضبه على حكومة نتنياهو التي تركت ملف الأسري أكثر من 200 يوم. 

وصاحب نشر الفيديو حراكا كبيرا لعائلات المحتجزين في غزة، الذين عرضوه على شاشة أمام مبنى وزارة جيش الاحتلال (الكرياه) في”تل أبيب”. 

وتقود والدة المحتجز الذي ظهر في الفيديو حراكا كبيرا ضد حكومة نتنياهو للضغط عليهم لاتمام صفقة التبادل.

ولم يستبعد مراقبون أن يكون هذا الفيديو مجرد رسالة مباشرة على الهواء جاءت نتيجة تدخل وسطاء لكن بشكل غير معلن، تثبت من خلالها المقاومة حالة المحتجز الصحية، مقابل ما صادق عليه المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينيت) يوم الخميس بالسماح لمراقبين أجنبيين اثنين بزيارة الأسرى الذين تزعم “إسرائيل” أنهم من مقاتلي النخبة التابعين لكتائب القسام.

وأشارت القناة 12 الإسرائيلية إلى أن قرار نتنياهو الذي حظي بمصادقة الكابينيت جاء على خلفية ضغوط بريطانية متصاعدة وصلت إلى حد التلويح بـ”حظر ببيع الأسلحة وقطع الغيار العسكرية لصالح إسرائيل”.

وكانت شبكة CNN أفادت بأن إدارة الرئيس جو بايدن كانت حصلت على فيديو هيرش غولدبرغ قبل يومين من النشر العلني.

ولم تكشف المصادر التي تحدثت لـCNN عن القنوات التي تم من خلالها الحصول على الفيديو، والذي تم إحالته إلى الإدارة المختصة في مكتب التحقيقات الفيدرالي  FBI لفحصه.

وذكر موقع “أكسيوس” أن القطريين نقلوا الفيديو بعد ضغوط أمريكية للحصول على علامة حياة فيما يتعلق بخصوص الأسرى الأمريكيين.

وتزيد المواقف الجديدة للإدارة الأمريكية فرضية ما ذهب إليه المراقبون، إذ أصدرت الولايات المتحدة و١٧ دولةـ ممن يوجد لديهم رعايا أسرى لدى حركة حماسـ بيانا مشتركا يدعون فيه الحركة  للإفراج فورا عن جميع الأسرى لديها. 

وقال البيان، الذى نشره البيت الأبيض الخميس، إن الاتفاق المطروح على الطاولة للإفراج عن الأسرى سيفضي إلى وقف فورى طويل الأجل لإطلاق النار فى غزة. 

والدول الموقعة على البيان هي‪:‬ أمريكا والأرجنتين والنمسا والبرازيل وبلغاريا وكندا وكولومبيا والدنمارك وفرنسا وألمانيا والمجر وبولندا والبرتغال ورومانيا وصربيا وإسبانيا وتايلاند وبريطانيا.

ويدلل تزامن جميع المؤشرات السابقة على أن اتصالات ومشاورات حثيثة تجري في الخفاء، يقودها الوسطاء للمضي قدما بتحريك ملف التفاوض، الذي يتزامن مع زيادة الضغط على حكومة نتنياهو، وتظاهر عائلات الأسرى الإسرائيليين قرب منزل الوزير في حكومة الطوارئ بني غانتس، ومطالبته بالخروج من الحكومة ما لم يتم التوصل لصفقة تبادل أسرى.

ونقل موقع والا نيوز العبري عن مصدر إسرائيلي رفيع قوله: إن “الجانب الإسرائيلي أعطى الضوء الأخضر للوفد المصري التقدم في الصفقة”.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: