البوصلة – محمد سعد
تراجعت قيمة اليورو، امس الثلاثاء، لتبلغ دولاراً واحداً، في مستوى لم يُسجَّل منذ طُرحت العملة الموحدة للتداول قبل 20 عاماً. فيما شرح خبراء اقتصاديون أسباب هذا التراجع في قيمة العملة الأوروبية دعوا الى استثمار الظرف لصالح الاقتصاد الأردني .
أسباب الإنهيار
تحدث الاقتصادي موسى الساكت مؤسس حملة صنع في الأردن، عن أسباب انخفاض اليورو هو أن رفع الفيدرالي الأمريكى للفائدة 3 مرات منذ بداية العام بنسبة أعطى مزيدًا من القوة للدولار، وهناك توقعات باستمرار سياسة رفع سعر الفائدة ل 4% حتى نهاية العام المقبل، بالإضافة تأخر البنك المركزى الأوروبي فى رفع أسعار الفائدة والتضخم فى أوروبا الذي وصل 8% بسبب ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء.
وقال عبر حسابه على “فيسبوك”، “الحرب الروسية الأوكرانية اثرت سلباً على اقتصاديات دول أوروبا خصوصاً انها تستورد 40% من الطاقة من روسيا.
وأكد الخبير الإقتصادي منير دية، “ان القارة العجوز في مأزق سياسي و اقتصادي وتبعات الحرب الروسية الأوكرانية تضرب القارة بقوة”.
وقال دية، “بوادر الازمات السياسية واضحة في فرنسا و بريطانيا والاضطرابات والاحتجاجات تجتاح القارة وتنتقل من دولة الى أخرى احتجاجًا على الغلاء وارتفاع الأسعار ونقص السلع فالمواطن الأوروبي لا يحتمل انقطاع الكهرباء او نقص الوقود او عدم توفر السلع الأساسية والشتاء القادم سيحمل معه الكثير للاوروبيين”.
وأضاف “خسر اليورو اكثر من ١٠٪ من قيمته في غضون أسابيع قليلة وستهبط قيمة اليورو الى مادون الدولار وهذا بدوره سيزيد من قيمة الواردات الى الاتحاد الأوروبي وسيرفع التضخم الى مستويات قياسية ويزيد من حالة الركود”.
واوضح دية، “سلة الغذاء الأوروبي بدأت تنضب في ظل استمرار الحرب على أوكرانيا التي كانت على ما يبدو مطبخ أوروبا والمزود الرئيسي من الحبوب واللحوم والخضروات والفواكه و الأسمدة والعديد من المواد الأولية لكثير من الصناعات الغذائية”.
كيف يمكن للأردن استثمار الأزمة
أكد الساكت إلى أن رصيد كبير من مديونية الأردن سينخفض لأنه باليورو، وسسينقلص العجز التجاري مع الاتحاد بسبب انخفاض قيمة تكلفة المستوردات.
وأشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين الأردن والاتحاد الأوروبي بحدود 3.7 مليار دينار، ومستوردات من الاتحاد بلغت 3.5 مليار دينار.
وأوضح الساكت ان سعر صرف الدينار الثابت امام الدولار “يحمي الاقتصاد الاردني من تقلبات العملة ويوفر على الخزينة”.
من جهته أشار دية إلى أن “صناعات أوروبية عديدة تأثرت نتيجة الحرب بسبب توقف سلاسل الامداد وتعطل المصانع وتوقفها في أوكرانيا و روسيا ولا زالت قيود كورونا في الصين تزيد الأوضاع سوءً ويبدو ان صناعة السيارات في أوروبا تواجه تحديات كثيرة نتيجة تلك الازمات”.
واضاف “العالم يعيد ترتيب تحالفاته والدول تبحث عن مصالحها والمواقف السياسية لها ثمن ستدفعه الدول ومن ثم الشعوب وعلينا قرأة المشهد بشكل صحيح ونعيد ترتيب علاقاتنا وسياستنا الخارجية”.
تلقى اليورو ضربات قوية أمام العملة الأمريكية منذ الحرب الروسية الأوكرانية، إذ هبطت العملة الأوروبية إلى أدنى مستوى لها في 20 عاما مع ارتفاع أسعار الغاز وعدم التيقن بشأن إمدادات الطاقة الروسية ما أثار مخاوف الركود في منطقة اليورو.
