وثائق حي الشيخ جراح

تثبت وثائق أراضي حي الشيخ جراح في القدس المحتلة مرة أخرى ما لا يحتاج إثباتا أصلا: العلاقة المصيرية بين الأردن وفلسطين.

يحاول الاحتلال الصهيوني طرد 28 عائلة مقدسية من بيوتهم وأراضيهم في حي الشيخ جراح؛ ذلك الحي الذي يعرفه الأردنيون جديا، فقد ارتقى على ثراه العديد من أبناء الجيش العربي وهم يدافعون عنه في حرب 1948.

في معركتها مع قضاء الاحتلال، تحتاج تلك العائلات لوثائق تثبت ملكيتها لتلك الأراضي، وتلك الوثائق هي من ضمن الوثائق الأردنية، ولذلك فقد ناشدوا الحكومة الأردنية تزويدهم بها.

لا يبدو أن الحكومة كانت صامتة عن الموضوع، وقد بذلت جهدا للوصول إلى تلك الوثائق التي تعود إلى عام 1956، حيث وقعت وزارة الإنشاء والتعمير آنذاك اتفاقية مع وكالة غوث اللاجئين “أونروا” تثبت توفير المسكن لـ 28 عائلة لاجئة في حي الشيخ جراح، مقابل تخلي العائلات عن بطاقة الإغاثة، على أن يتم تفويض الملكية للسكن بعد 3 سنوات.

وزارة الخارجية تقول إنها سلمت الوثائق إلى السفارة الفلسطينية في عمان، بل كانت الوثائق على جدول أعمال وزير الخارجية أيمن الصفدي الذي زار رام الله أمس.

تثبت وثائق الشيخ جراح أن مصير فلسطين مرتبط بمصير الأردن، وأن عدو فلسطين هو ذاته عدو الأردن، وأن من يريد الاستيلاء على فلسطين هو ذاته الذي يحلم بالاستيلاء على الأردن؛ ليس هذا تحليلا زائدا عن الحاجة، وماذا كان هدف العدو الصهيوني الذي شن عدوانه على بلدة الكرامة في عام 1968.

تثبت وثائق حي الشيخ جراح أن معركة فلسطين ومعركة الأردن واحدة، وأن حماية فلسطين هو حماية للأردن، وأن حماية الأردن هو حماية لفلسطين. وأن الدفاع عن فلسطين هو دفاع عن الأردن، وأن الدفاع عن الأردن هو دفاع عن فلسطين.

(السبيل)