بشرى سليمان عربيات
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

وظيفة مُقَنَّعَة

بشرى سليمان عربيات
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

بقلم المستشارة التربوية: بشرى سليمان عربيات

    إنَّ من يتابع المشهد في عديد من المؤسسات سواءً كانت حكومية أو خاصة يلاحظ وجود أشخاص لا علاقة لهم بالوظيفة التي تمَّ تعيينهم فيها، إنهم يلبسون قناع الوظيفة، ويعملون على هدر أوقات المراجعين – بحجة أنهم مشغولين -، فترى عن قُرب الكثير من الممارسات السلوكية التي لا تحترم المهنة والمكان الموجودين فيه، بل إنَّ هؤلاء الذين يلبسون قناع الوظيفة لا يدركون حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، ويتعاملون مع عامَّةِ الناس بتعالٍ قاتل، وقد زاد هذا التعامل السيء عند تقديم المعاملات إلكترونياً، فأصبحت المعاملة تتجاوز أضعاف الوقت، مع أنه من المفروض أن المعاملة الإلكترونية أسهل ولا تأخذ من وقت الموظف – إذا كان متمكن من مهنته – !!

   هذه هي النتيجة الفعلية للوظائف المُقَنَّعَة، هذه الوظائف التي دفعت بالشخص غير المناسب إلى هذه الوظائف، فترى العديد من خريجي الجامعات الذين لا علاقة لهم بالتعليم يسعَونَ للإنخراط في سلك التربية والتعليم، بحثاً عن الأمان الوظيفي والراتب الشهري، والإجازات المدفوعة مسبقاً، لكنهم في المقابل لا يعملون على إيجاد الأمان العلمي للطلبة، لأنهم لا يمتلكون المعرفة الكافية ولا يمتلكون أسلوب توصيل المعلومة، بل بالعكس، إذ ربما يكونون سبباً رئيسياً في تراجع التعليم لدى الطلبة، إضافةً إلى تراجع في منظومة السلوك والتربية، ذلك لأن مهنة التعليم من أخطر وأهمِّ المهن التي تعنى بصناعة الإنسان، الأمر الذي ينعكس بالضرورة على المجتمع  بأكمله.

   لا يقف موضوع قناع الوظيفة عند التعليم فحسب، بل يتعدَّى إلى جميع المهن والوظائف،وعلى جميع المستويات،ربما يكون سبب تزايد هذه الأقنعة نتيجة حتمية للواسطة والمحسوبيَّة، التي دفعت بكثير من الناس إلى مواقع قيادية نتيجة للترفيع التلقائي، والتنفيع الإستثنائي، ناهيك عن إعادة التدوير في العديد من المناصب، الأمر الذي يؤثر على طموح الشباب، لأن أقنعة الوظائف تعددت أشكالها وألوانها وأحجامها!!

   وظيفة مُقَنَّعَة !! – بضمِّ الميم وتشديد وفتح النون – ، كي لا يختلط الأمر على البعض ويقرؤها ” مُقنِعة ” – بكسرِ النون – ، والتي تختلف كلِّياً في المعنى، ذلك لأن القناع لا يلتقي مع الإقناع!! ولأن القناع يحمل معنى الزِّيف والخداع، ولذلك فإن أقنعة الوظائف المنتشرة كانت سبباً في الترهُّل الإداريّ، ناهيكَ عن الفساد المجتمعيّ، وصولاً إلى الإحباطِ النفسيّ لدى كثير ممن يمتلكون الكفاءة والخبرة والعلم الكافي ليكونوا في مواقع متقدمة، لكنَّ النقص الوحيد لديهم أنهم لا يجيدون استخدام الأقنعة!!

   لقد آنَ الأوان لكشف زيف هذه الأقنعة، ومحاسبة كل من تُسوَّلُ له نفسه في استخدام موقعه ووظيفته لإمتهان كرامة الآخرين، سواءً كانوا موظفين أو مراجعين، وسواءً كانت معاملات وجاهية أم إلكترونية !!

    بحجم الألم الذي نعيشه، أقول، كفى!! ولنعمل سويَّاً على إزالةِ هذه الأقنعة لنصلَ إلى الغد المشرق والأمل المنشود.

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts