28 عامًا على استشهاد “الأسطورة” القائد عماد عقل

28 عامًا على استشهاد “الأسطورة” القائد عماد عقل

البوصلة – يوافق يوم الأربعاء، الذكرى السنوية الـ28 لاستشهاد القائد في كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عماد عقل، الذي نفذ سلسلة عمليات نوعية ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي امتازت بكونها نُفّذت من “مسافة صفر”، ما جعله المطارد رقم واحد لجيش الاحتلال.

f44dd0263638bb76ab1b889edb3748ff.jpg


وخلال سنوات قليلة، أصبح عقل رقمًا صعبًا أمام قوات الاحتلال، وأسطورة وقدوة جهادية للفلسطينيين، إذ نفذ خلال سنتين من المطاردة أكثر من أربعين عملية بطولية، كان أبرزها عملية مسجد مصعب بن عمير، التي تعدّ أول عملية مصورة في تاريخ المقاومة الفلسطينية.
وشكلت عملياته النوعية باقتحام المواقع والمستوطنات الإسرائيلية هاجسًا للاحتلال منذ سنوات وحتى يومنا هذا، أبدع خلالها القائد وما زالت ذكراها تفوح عزة وكرامة.
وكانت لهذه العمليات طابع خاص، فهي لم تعدم الوسيلة في الرد على جرائم وانتهاكات الاحتلال ضد أبناء شعبها ومقدساته، مسجلة ضربات نوعية وقوية لنظرية الأمن الإسرائيلي.


وما ميز عقل بالإضافة لإيمانه العميق بحقه وقضيته، جرأته في تنفيذ العمليات، فقد كان يطلق الرصاص على بعد أمتار قليلة من سيارات الاحتلال وآلياته المدججة، وبراعته بحرب العصابات والكمائن والتخفي والتمويه ومفاجأة الخصم، وخفة حركته ومواصلته الدائمة بحثًا عن جنود الاحتلال.
وكان القائد عماد أول من استخدم سلاح “الكارلو” بعمليات إطلاق النار ضد الاحتلال، خاصة خلال “الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987″، ففي الرابع من مايو/أيار 1992 استخدم بندقية “الكارلو” ضد قائد شرطة الاحتلال في قطاع غزة الجنرال يوسيف آفنيبغد.

7007e4ca1e893e981300b22fb486c6b7.jpg


ففي بداية عام 1991 تمّ اختيار عماد عقل ليكون ضابط اتصال بين “مجموعة الشهداء”، وهي أولى مجموعات كتائب القسام وبين قيادة الكتائب، والتي كانت تعمل بشكل أساسي في قتل المتعاونين الخطيرين مع الاحتلال إلى حين الحصول على قطع لتسليح أفراد المجموعة استعدادًا لتنفيذ عمليات عسكرية ضد دوريات وجنود الاحتلال.
وفي 26 ديسمبر 1991، بات مطاردًا لجيش الاحتلال وأجهزته الأمنية بعد اعترافات انتزعت من مقاومين بعد تعرضهم لتعذيب شديد.
وفي 22 مايو 1992، انتقل إلى الضفة الغربية المحتلة، وعمل على تشكيل مجموعات لكتائب القسام هناك، لكنه عاد إلى قطاع غزة بتاريخ 13/11/1992، بعدما نظّم العمل العسكري في الضفة الغربية.
وجاءت عودته بعدما اعتقلت قوات الاحتلال العشرات من مقاتلي كتائب القسام في الضفة، الأمر الذي اضطره للعودة إلى القطاع، حيث رفض الخروج منه إلى خارج فلسطين في ديسمبر1992، وأصرّ على البقاء.
أبرز عملياته
وخلال عامين من المطاردة الإسرائيلية الشرسة، ظل عماد عقل يجوب الضفة وغزة ينفذ عملياته ويشكل مجموعات المقاومين، ونفذ عديد العمليات والمعارك كانت أبرزها عملية مسجد مصعب بن عمير في حي الزيتون بغزة.
عملية مسجد مصعب بن عمير وقعت فجر الأحد الموافق 12 سبتمبر 1993، فخلال هذه الليلة، كمَن عماد عقل برفقة مجاهد آخر في بيت مهجور قُرب المسجد، يطلّ بابه على الشارع الذي سيمر منه الجيب الإسرائيلي، وكان هناك عنصر آخر، يراقب الطريق لإعطائهما إشارة اقتراب الجيب.

706bae106c1de71010b5887f68f6952d.jpg


وبعد حوالي أربع ساعات من المكوث، سمع الاثنان صفّارة رفيقهما وعلما أن الجيب آتٍ، وما إن صار أمامهما، حتى باغته الاثنان من جانبه بالنار، وقتلا في العملية ثلاثة جنود بينهم ضابط، ثم غنما قطعتي سلاح من نوع “M16″، فيما ألقيا ورقة مكان العملية.
وتبّنت كتائب القسام الهجوم، وكانت هذه العملية أول عملية وثّقها عقل بالكاميرا، حينها علق رئيس الوزراء الإسرائيلي اسحاق رابين على العملية، قائلًا: “أتمنى لو أستيقظ من نومي فأجد غزة وقد ابتلعها البحر”.

12db30fff3914e79c5a0521de203b248.jpg

وشكّلت هذه العملية بداية مرحلة جديدة من عمليات مجموعة الشهداء في كتائب القسام، فقد كانت أول عملية مصورة في تاريخ المقاومة الفلسطينية، وأول عملية يتم التخطيط لها بشكل محكم، وموجهة ضد الآلة العسكرية الإسرائيلية، إذ اقتصر عمل المجموعة بعد المطاردة على العمليات التطهيرية للعملاء ومروجي الفساد والمخدرات.
وبهذا التوثيق أسس عماد عقل لفلسفة الإعلام العسكري، فكانت الكاميرا رديفة للبندقية في مشوار كتائب القسام الجهادي، والتي أظهرت صورة الفلسطيني الجديد الذي يمتشق سلاحه دفاعًا عن الأرض والقضية، نجحت في تهشيم صورة جيش الاحتلال الذي طالما تغنى بأنه الجيش الذي لا يُقهر، فقهرته المقاومة وأذلته أمام الملأ.


ومن ضمن العمليات التي نفذها القائد عقل أيضًا، تحطيم سيارة مخابرات إسرائيلية وإصابة ركابها في حي الشيخ عجلين جنوب غزة بتاريخ 5/4/1992، وجرح 4 جنود بينهم امرأة برتبة ضابط بالخليل في 21/10/1992، وقتل جندي وجرح آخر بالخليل في 25/10/1992.
وفي صباح يوم الأحد الموافق السابع من ديسمبر عام 1992 نفذ (عماد عقل والقائد جميل الوادي) عملية إطلاق نار على حاجز لقوات الاحتلال قرب مفترق الشجاعية شرق غزة، ما أدى لمقتل ثلاثة جنود بينهم ضابط كبير.

462d6f2e68279ff983b456747c072b93.jpg


وردًا على تدمير منازل الأبرياء وتشريد (35) أسرة فلسطينية من مساكنها في حي الأمل بخان يونس، وفي أقل من عشر ساعات كان عماد عقل واثنان من إخوانه قد انطلقوا بسياراتهم على الطريق الشرقي لحي الشجاعية لاصطياد سيارة مدنية إسرائيلية تقل جنودًا وضباطًا يخدمون في قطاع غزة تم رصد خط سيرها اليومي على هذا الطريق منذ مدة.
وفي حوالي الساعة الثانية من فجر يوم الجمعة الموافق 12/2/1993م، أطلق المجاهدون الرصاص على السيارة التي كانت في تلك اللحظة تقترب من محطة بنزين حمودة، مما أدى إلى إصابة ركابها بإصابات مباشرة، وتمكنوا من الانسحاب والإفلات من محاصرة دوريات الاحتلال التي تمر بكثافة على هذا الطريق.
وكان الشهيد عقل اعتقل بتاريخ 23/9/1988 من قبل لقوات الاحتلال، ليقدم للمحاكمة بتهمة الانتماء لحركة “حماس” والمشاركة في فعاليات الانتفاضة الأولى؛ فقضى 18 شهرًا في المعتقل ليخرج في شهر 3/1990.


استشهاده
ولم يدّخر جيش الاحتلال أي جهد لاغتيال عماد عقل أو الوصول إليه، وقد حاول اغتياله أكثر من مرة، وجند عملاءه ومخابراته لذلك، ووضعه على رأس قائمة المطلوبين.
ففي يوم الأَربعاء الموافق 24/11/1993، وَبعد أَن تناوَل القائد طعام الإفطار في حي الشجاعية شرق مدينة غزة في منزل الشهيدَين القسامِيين نضال ومحمد فرحات، حاصر عدد كبير من جيش الاحتلال المنزل، فاشتبك معهم وقتل عددًا من الجنود وأصاب آخرين.

واستشهد عماد عقل بعد أن أصابت جسده إحدى القذائف المضادة للدروع الذي استخدمها الجنود في معركتهم معه، وقد أصابت القذيفة وجهه.

صفا

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: