75 عامًا على النكبة.. “ثأر الأحرار” ترفع الآمال بقرب كنس الاحتلال من فلسطين

75 عامًا على النكبة.. “ثأر الأحرار” ترفع الآمال بقرب كنس الاحتلال من فلسطين

عمّان – البوصلة

تحل الذكرى الـ 75 لنكبة الشعب الفلسطيني بما تحمله من آلامٍ وآمالٍ مضمخةٍ بدماء الشهداء والتهجير القسري والظلم الذي حلّ بهذا الشعب وما زال مستمرًا ومتواصلاً تحت أعين نظامٍ دوليٍ منحازٍ لصالح الصهاينة وجرائمهم، لكنّها تحلّ هذه المرة بظروفٍ مختلفة تفرض فيها “معركة ثأر الأحرار” في غزة واقعًا يخلط أوراق الكيان الصهيوني ويبعثرها ويجعل العالم يقف أمام حقيقة لا مناص منها أنّ الحقوق لا تضيع وأنّ المقاومة أصبحت تمتلك قوة الردع وصف الاحتلال ومناصريه.

من جانبه قال كاظم عايش الخبير في الشأن الفلسطيني ورئيس جمعية حق العودة للاجئين الفلسطينيين، في تصريحاته لـ “البوصلة“: “إنّ مرور 75 عامًا على ذكرى النكبة، تعود اليوم متزامنةً مع ثأر الأحرار، أي أننا لم نعد نستقبل ذكرى النكبة كما كان الحال سابقًا في سنواتٍ تطاولت، فمرة تأتي متزامنة وليست بعيدة عن سيف الأحرار وقبلها الكرامة، وأصبحنا نسجل على العدوّ الصهيوني اهدافًا جديدة، وأصبحنا نقاوم، وأصبح الوعي يزداد بالحق الفلسطيني بالعودة والثبات عليه والعمل من أجل استعادة هذا الحق”.

وأضاف أنّ الشعب الفلسطيني رغم تطاول الأزمان ورغم أنّ الأجيال التي خرجت من فلسطين وعاشت النكبة لم يبقى منها إلا القليل، إلا أنّه توارث تمسكه بحقه في فلسطين بالعودة والتحرير، وأجيال ولدت بعد أوسلو هي التي الآن تقاوم العدوّ الصهيوني وتشيع الرعب في كيانه وداخله.

وشدد عايش على “أن الشعب الفلسطيني اليوم ليس كالسابق، فهناك تزايد بالوعي والعمل، وأعتقد أنّه لن يطول الزمان طويلاً حتى نصبح تهديدًا حقيقيًا ونكنسه من أرض فلسطين، لأنّه لا يضيع حقٌ وراءه مطالب، والشعب الفلسطيني يطالب بحقه بقوة ويخترع أساليب متنوعة من أجل أداء الواجب الذي نعتبره عقيدة باعتبار فلسطين وطننًا لا يمكن التخلي عنه”.

وأضاف أنّ “شُذّاذ الآفاق الذين جاءوا من أصقاع الأرض ولا يربطهم في فلسطين جذور وإنّما هم فقط عصابات اجتمعت من أجل تحقيق نبوءات كاذبة ووعود مخترعة من كهنة العدوّ الصهيوني، ومن أجل تهديد المنطقة العربية التي لا شك أنها وعت هذه المسألة بأنّ دفاع الفلسطينيين عن أرضهم إنّما هم يدافعون عن الوطن العربي كله وعن كيان المسلمين في كل أصقاع الأرض”.

وحدة المقاومة

وأشاد عايش بوحدة المقاومة ووحدة الساحات التي أظهرتها المقاومة خلال معركة ثأر الأحرار وما سبقها، مؤكدًا على أنّ الانقسام الفلسطيني أحد أكبر المعيقات أمام الشعب الفلسطيني لتحقيق أهدافه، ووحدة الساحات والغرفة المشتركة خطوة مهمة وكبيرة في طريق توحيد جهود الفلسطينيين للوقوف خلف مشروع التحرير الذي يحلم به كل فلسطيني وكل عربي حر، وكل إنسان منصف وعادل في هذا الكون.

وتابع بالقول: نعم، هي الخطوة الأولى نحو التحرير، والعودة لتوحد الساحات وتوحد القوى الفلسطينية وتوحد الشعب الفلسطيني وراء أهدافه، وأعتقد أن الخطوات في هذا السياق بدأت وسوف تستمر، وأسباب الفرقة ستزول لأننا نعلم أنّ أحد أهم اسباب هذه الفرقة يتمثل في الضغوطات الخارجية التي تمارس على السلطة الفلسطينية لمنعها من أن تقوم بهذه الخطوة وإبعادها عن طريق الشعب الفلسطني ومشروعه الوطني نحو التحرير.

ولفت إلى أنّ “حالة الانقسام لن تطول، والأيام القادمة سيكون فيها بشائر اخرى تكرس هذه الوحدة، وتمكنها وتجمع الشعب الفلسطيني وراء مشروعه قلبًا واحدًا”.

حماس: ملحمة شعبنا ومقاومته متواصلة حتى تحرير فلسطين

من جانبها، قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس، اليوم الإثنين، إن الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة الأليمة تأتي هذا العام، في أعقاب جولة من جولات الصراع مع العدو الصهيوني، خاضها شعبنا الفلسطيني موحّداً وملتحماً مع مقاومته الباسلة في قطاع غزّة، في معركة ثأر الأحرار، التي أثبت فيها أنه قادر على الدفاع عن حقوقه الوطنية، والثأر لدماء الشهداء، وتدفيع الاحتلال ثمن جرائمه بحقّ شعبنا وأرضنا ومقدَّساتنا.

وأضافت حركة حماس، في بيانٍ صادرٍ عنها أنّ “75 سنة مرّت على احتلال فلسطين المباركة، ارتكب فيها هذا الاحتلال أبشع المجازر والجرائم، وصعّد فيها من حربه ومخطَّطاته العدوانية، لكنه لم ينجح في كي وعي الشعب الفلسطيني المتشبّث بأرضه والمتمسّك بحقوقه والمدافع عنها أو النيل من مقاومته الباسلة وعزيمة شبابه الثائر، وبسالة المرابطين الذين يشكّلون حائط صدّ منيع في ردّ العدوان وحماية الأرض والمقدَّسات وفي القلب منها القدس والمسجد الأقصى المبارك”.

75 عامًا على النكبة.. الجرح الغائر في خاصرة الوطن

وقال المركز الفلسطيني للإعلام بذكرى النكبة إنّ الخامس عشر من أيار، تحل فيه الذكرى الـ75 لنكبة شعبنا الفلسطيني، والتي كان ضحيتها تهجير نحو 950 ألف فلسطيني من مدنهم وبلداتهم الأصلية، من أصل مليون و400 ألف فلسطيني كانوا يعيشون في 1300 قرية ومدينة، وسيطرة الحركة الصهيونية -بدعم من بريطانيا–بقوة السلاح على القسم الأكبر من فلسطين وإعلان قيام كيان إسرائيل.

مراحل التهجير وحق العودة

ـ تختزل الذكرى مراحل من التهجير اقتلعت الفلسطينيين من 20 مدينة ونحو 400 قرية غدت أملاكها ومزارعها جزءا من دولة الاحتلال.

ـ تعيد النكبة ذكرى 10 آلاف فلسطيني على الأقل لقوا مصرعهم في سلسلة مجازر وعمليات قتل ما يزال معظمها مجهولا، فيما أصيب 3 أضعاف هذا الرقم بجروح.

ـ عام 1948: صدر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والذي جاء في المادة 13 منه أن لكل إنسان الحق في العودة إلى بلاده.

ـ أكدت على ذلك أيضا اتفاقية جنيف الرابعة وقرار الجمعية رقم “194 – د” الصادر في 11 ديسمبر/ كانون الأول 1948 الفقرة رقم 11 والتي تنص على وجوب السماح بالعودة في أقرب وقت ممكن للاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم والعيش بسلام مع جيرانهم، ووجوب دفع تعويضات عن ممتلكات الذين يقررون عدم العودة إلى ديارهم وعن كل مفقود أو مصاب بضرر، عندما يكون من الواجب، وفقا لمبادئ القانون الدولي والإنصاف، أن يعوض عن ذلك الفقدان أو الضرر من قبل الحكومات أو السلطات المسؤولة.

ـ على مدار السنوات الماضية لا يزال الشعب الفلسطيني يحيي الذكرى، لتبقى في ذاكرة الأجيال المتعاقبة، حتى استعادة الحقوق كاملة، وتحرير الأرض من الاحتلال، وردا على قادة الاحتلال الذين يرفعون شعار “الكبار يموتون والصغار ينسون”.

ـ ومن الفعاليات التي أحيا بها الشعب الفلسطيني النكبة؛ مسيرات العودة وكسر الحصار، التي انطلقت في مارس/آذار 2018، مطالبة بالعودة إلى الأرض المحتلة، وكسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 16 عاماً.

ـ 15 مايو/أيار 2019: دعت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، أهالي القطاع بالخروج للتظاهر بشكل سلمي على الحدود الشرقية لقطاع غزّة، لإحياء ذكرى النكبة 71، والمطالبة بتطبيق القرارات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية، منها القرار 194 الخاص بحق العودة، وكسر الحصار عن القطاع الصامد.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: