80% من مستشفيات السودان خارج الخدمة وسط تحذيرات من تفشي الأمراض

80% من مستشفيات السودان خارج الخدمة وسط تحذيرات من تفشي الأمراض

أدت الحرب إلى نزوح 2,4 مليون سوداني من منازلهم إلى مناطق أكثر أمناً داخل السودان، إذ أصبحت الإمدادات شحيحة حتى في الأماكن الآمنة، علماً أن ما بين “ثلثي إلى 80% من المستشفيات لا تعمل”، بحسب المسؤول في منظمة الصحة العالمية ريك برينان.

وأكد برينان، مدير عمليات الإغاثة في إقليم شرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية، اليوم الجمعة، أن النظام الصحي في السودان “كان يعاني أصلاً قصوراً كبيراً” وبات في الأزمة الحالية “يواجه تحديات هائلة ما يجعل الأمر بالنسبة لشعب السودان مسألة حياة أو موت”.

في كوستي، المدينة الأخيرة على الطريق من الخرطوم إلى جنوب السودان، حذّر المجلس النرويجي للاجئين الجمعة من أن أمطاراً غزيرة تسببت في سيول ما أدى إلى “احتياج العديد من الأسر إلى مساعدات، من بينها 260 ألف شخص فروا من الخرطوم” إلى هذه المدينة.

وطالبت منظمات الإغاثة الإنسانية مراراً بفتح ممرات آمنة لنقل المساعدات والعاملين، وسبق أن حذّرت من أن موسم الأمطار الذي بدأ في يونيو/حزيران يمكن أن يتسبب في انتشار الأمراض.

وأعلن عاملون في منظمات الإغاثة والمنظمات الصحية خلال اجتماع الخميس ظهور حالات حصبة في 11 من ولايات السودان الـ 18، إضافة إلى “إصابة 300 شخص بالكوليرا أو الإسهال الشديد ووفاة ثمانية منهم”، وفق بيان أصدرته الجمعة منظمة الإغاثة الإسلامية.

وقالت منظمة الصحة العالمية الجمعة إنه “من الصعب تأكيد التقارير عن انتشار الكوليرا بالنظر إلى أن معامل الصحة العامة لا تعمل”.

تأثير إقليمي

وتخشى الدول المجاورة للسودان، حيث فر 740 ألفاً وفق الأمم المتحدة، من اتساع نطاق النزاع.

وقال المسؤول في اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيار دوربس، الجمعة، إنه في دولة جنوب السودان، أدى إغلاق الحدود إلى “إفراغ العديد من محلات السوبر ماركت” وإلى تدهور الوضع الإنساني الهش أصلاً.

وأضاف أنه منذ بداية الحرب “وصل إلى جنوب السودان 160 ألف شخص ما بين لاجئين ومواطنين عائدين من السودان حيث كانوا يقيمون”.

أسفرت المعارك في الخرطوم وفي إقليم دارفور بغرب السودان، إذ وقعت انتهاكات جديدة، عن مقتل نحو ثلاثة آلاف شخص، وفق منظمة أكليد المتخصصة في جمع المعلومات في مناطق النزاع . كما أدت إلى نزوح ولجوء نحو ثلاثة ملايين شخص، بحسب الأمم المتحدة.

الخميس، أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان فتح تحقيق جديد في جرائم حرب في إقليم دارفور السوداني، داعياً إلى عدم السماح لـ”التاريخ بأن يُعيد نفسه”.

وجاء إعلان كريم خان في تقرير إلى مجلس الأمن الدولي.

ولم يسلم دارفور حيث أودت الحرب الأهلية في مطلع العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بنحو 300 ألف شخص، من الفظائع. وقالت الأمم المتحدة الخميس إن جثث 87 شخصاً على الأقل يُعتقد أنهم قُتلوا الشهر الماضي بأيدي قوات الدعم السريع وحلفائها، دُفنت في مقبرة جماعية في دارفور.صحة

من جهة ثانية انقطعت الاتصالات لساعات عدة الجمعة في العاصمة السودانية، فيما كانت المعارك محتدمة بين الجيش وقوات الدعم السريع في مناطق عدة بالخرطوم مع تحذير المنظمات الإنسانية من تفاقم الأزمة.

وقال شهود لـ “فرانس برس”، إن اتصالات الإنترنت والهواتف النقالة، الضرورية للحصول على المعلومات والمؤن منذ بدأت الحرب قبل نحو ثلاثة شهور، كانت خارج الخدمة فيما دارت “اشتباكات عنيفة” في أحياء عديدة.

ولم تتضح أسباب انقطاع الخدمة على الفور. وأفاد شهود أن بعض شبكات الهواتف النقالة عاودت العمل قرابة الساعة 9,00 ت غ أي الحادية عشرة بالتوقيت المحلي.

وطوال ساعات الصباح، شوهدت أعمدة دخان أسود كثيف تتصاعد من المنطقة التي يقع فيها مقر القيادة العامة للجيش في وسط الخرطوم وكذلك في الجنوب.

وأكد شهود في الخرطوم بحري، شمال شرق العاصمة، وقوع “مواجهات بكل الأسلحة”. وقال سكان في أم درمان (شمال) إن طائرات حربية ومسيرات حلقت فوق هذه الضاحية الشمالية للخرطوم.

منذ 15 ابريل/نيسان، تستمر الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.

وفق الأمم المتحدة، اضطر أكثر من 1,7 مليون سوداني إلى مغادرة الخرطوم بسبب الحرب، فيما بقي ملايين آخرون داخل منازلهم خوفاً من أن تصيبهم رصاصات طائشة جراء القتال.

ولجأ السكان إلى الإنترنت لتلبية احتياجاتهم الأساسية من خلال مبادرات جماعية تتيح العثور على طرق آمنة لإجلاء المصابين أو الحصول على أغذية وأدوية.

(فرانس برس)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: