محادين لـ “البوصلة”: هكذا علينا قراءة العيد بكلّ معانيه النبيلة والسامية

محادين لـ “البوصلة”: هكذا علينا قراءة العيد بكلّ معانيه النبيلة والسامية

– العيد عند المسلمين وقفة للمراجعة والاستمرارية وليس محطةً زمنيةً صمّاء.

– العيد عند المسلمين هو تعزيز النسيج الاجتماعي بين الإنسانية جمعاء.

– وقفة عرفة تمثل نبضًا قيميًا وروحيًا متصاعدًا ومستمرًا لمعنى الإسلام عبر الأجيال.

– العيديّة صورةٌ تكافلية تديم حركة الاقتصاد وتفرد بها الإسلام العظيم.

– يجب التركيز على “رمزية التهادي” في العيد وليس قيمته المالية مراعاة للظروف الاقتصادية.

عمّان – رائد صبيح

قال أستاذ علم اجتماع التنمية بجامعة مؤتة الدكتور حسين محادين في تصريحاته إلى “البوصلة“: “إنّ العيد لا يُقرأ بمعزلٍ عن معناه الكوني عند المسلمين، فالمسلمون يلتقون على العيد بكلّ معانيه النبيلة والسامية، وبكل ما يعمّق مضامين التعددية الإنسانية، وبكلّ ما يعني من السلم الروحي والحياة والوجدان من جهة بدواخلهم، ومن جهة متممّة تجاه الآخرين على وجه هذه البسيطة”.

وأوضح أنّ “العيد عند المسلمين ليس محطة زمنية صمّاء، ولكنّه وقفة للمراجعة والاستمرارية، والأهمّ دوام الاستغفار والارتقاء بقيم العطاء والتكافل النبيلين”.

“كيف لا وهو يحمل من المعاني ما فوق الأرضية، أي المقدسة، الكثير الكثير، وفوق هذا وذاك بمضامينه المصاحبة يمثل سوقًا اقتصادية كامنًا، من حيث تعزيز حركة الاقتصادن، وتكامل الفوائد وتبادلية المنفعة، علاوة على كل هذه المعاني فهو موقف من النفس والقيم العليا في الدنيا والآخرة”، على حد تعبيره.

ولفت بالقول: “من هنا، نجد أنّ النسق الذي يربط بين ما كل ما اسلفت هو تعزيز النسيج الاجتماعي بين الإنسانية جمعاء، انطلاقًا من الدائرة الضيقة للمسلم أو المسلمة وهم الأسرة والأقارب والحي وهكذا”.

منظومة متكاملة من حركة الحياة

وأوضح: “نحن أمام سلم متصاعد من المعاني، وفي الوقت ذاته منظومة متكاملة من حركة الحياة ومعانيها عبر الإنسان، الذي كرمه الله بالعقل أولاً، وكرمه بأن استخلفه على الأرض لبنائها وترويض طبيعتها”.

أ.د. حسين محادين: التقوى بمثل هذه المناسبات التي يمتثل لها المسلمون بإعطاء صورة مميزة وبكل لغات الأرض ومواقيتها

وتابع حديثه قائلا: “من هنا بهذه المناسبات يسعى المسلمون لترويض سلوك الشر أو العدوان أو الحقد أو الكراهية، ويسعوا إلى تقليص مساحاته، وإن كنا كمتابعين ومحللين نؤكد أن فكرة العنف والكراهية والسلوك المرفوض أحيانًا يمثل جزءًا من كينونة النفس البشرية، فهذه النفس التي ألهمها الله الفجور والتقوى معًا، نجدها عند البعض يتقدم الفجور للأسف على التقوى”.

ويشرح محادين ما أسلف بالقول: “التقوى هنا في مثل هذه المناسبات التي يمتثل لها المسلمون بإعطاء صورة مميزة وبكل لغات الأرض ومواقيتها، بأننا موجودون لإعمار الحياة وليس لقتل قيمها عبر هذا السلوك المرفوض أو ذاك”.

وقفة عرفة نبض قيمي روحي مستمر

واستدرك قائلا: “من هنا نجد أن هذه الجموع التي تلتقي على جبل عرفة كل عام، إنّما تمثل نبضًا قيميًا وروحيًا متصاعدًا ومستمرًا لمعنى الإسلام عبر الأجيال”.

وتابع، “فمنذ أن شرعت فكرة الحج ومضامينها المتعددة، بقي الوعي الجمعي الإسلامي في تواصلٍ عميقٍ فكرةً وسلوكًا وترابطًا مع الجغرافيا والفكرة الأبعد وهي: يا إنسان كن إنسانًا”.

ولفت إلى أحد المعاني المهمّة في العيد، قائلا: “لعلّ من القيم المضافة في أيام العيد ومضامين التهادي فيه، هو التركيز على رمزية (التهادي) وليس قيمته المالية، خصوصًا وأننا نعيش أفرادًا وجماعاتٍ نعيش في ظروفٍ اقتصاديةٍ ضاغطة تستوجب منّا جميعًا أن نجسد معاني ومضامين التكافل، بأن نتقبل كل ما يأتينا دون امتعاضٍ أو انتقاص من قبل المتلقين، أمّا من قبل المانح ومقدم واجبه تجاه الآخرين، نتمنّى أن تتكافأ مثل هذه الأعطيات والعيديات مع إمكانياته الاقتصادية، كلٌ حسب موقعه ومرتبته”.

وختم حديثه لـ”البوصلة” بالقول: “لماذا، لأنّ مثل هذا التوازن بين قيمة الهدايا أو الأعطيات ودرجة تقبل المقابل لها، إنّما تعمل على إدامة وإدارة حركة الاقتصاد بصورة تكافلية تفرد فيها الإسلام مضمونًا وآفاقٍ ودلالاتٍ اقتصاديةٍ أيضًا”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: