عمّان – البوصلة
عبّر أستاذ الشريعة الإسلامية الدكتور بسام العموش عن أسفه الشديد لـ “بعض الصور البشعة” التي تنتشر في شوارعنا وما يترتب عليها من أذى “يزكم الأنوف ويؤذي العيون ويحرق الثياب” على حد تعبيره، داعيًا في الوقت ذاته أبناء المجتمع الأردني لالتزام أخلاق إسلامنا الحنيف في الحفاظ على النظافة، وكذلك المسؤولين بالتدخل إداريًا وتشريعيًا لوقف مثل هذه المظاهر السلبية.
وقال العموش: لا يمكن لسائق سيارة أو راكب وسيلة نقل أو حتى لشخص يمشي في شوارعنا الأردنية إلا ويشاهد صورة بشعة ربما لا نراها في كثير من الدول في العالم، مضيفًا: إنّني زرت عشرات الدول ولم إجد هذه الصورة البشعة إلا عندنا حتى أنه يحق لنا من باب السخرية أن نقول انه امتياز أردني دون منازع”، على حد وصفه.
وتابع حديثه بالقول: تسير بسيارتك في أمان الله وفجأة تطير من السيارة التي أمامك علبة مشروبات فارغة أو فيها بقايا مادة سائلة، أو ورقة فاين قد ملأها (المحترم) بشيء من فمه أو أنفه حيث لم يستطع تنظيفهما في بيته، ومن المؤكد أن أعقاب السجائر تتطاير من نوافذ السيارات بالليل والنهار وهي مشتعلة رغم وجود منفضة داخل السيارة.
وتساءل: لماذا لا يضع هؤلاء كيساً يجمعون فيه مخلفاتهم وعند أو أول حاوية يضعون الكيس فيها؟! ألم يسمع هؤلاء بتوجيهات الاسلام التي تدعو إلى النظافة ؟ (وثيابك فطهر).
وقال العموش إن “الاغتسال والوضوء وتنظيف الأسنان وأخذ الزينة والتعطر ؟ ألم يسمعوا توجيه النبي صلى الله عليه وسلم: نظفوا أفنيتكم ولا تشبهوا بيهود؟ ألم يسمعوا بالحديث الشريف “إماطتك الأذى عن الطريق صدقة؟ والحديث الذي يأمر بإعطاء الطريق حقها! قالوا وما حق الطريق؟ قال رد السلام وغض البصر وكف الأذى .
وأضاف، “نعم كانت الوساخة في الآخرين وكُتب التاريخ تحدثنا عن أوروبا في العصور الوسطى، واليوم تنضم بلادنا للبلاد الوسخة!”، متسائلا: ألا يرى المسؤولون الحاويات المكشوفة ؟أين البلديات؟ أين الأمانة ؟ أين وزارة الصحة ؟ أين وزارة البيئة ؟
وتابع العموش حديثه بالقول: قبل فترة وجيزة سمعت عرض مسؤول أن الأردن يمكن أن يقدم خبرته في مجال البلديات! “نرجوكم أن لا تعلّموا دول العالم فنحن لسنا قدوة ولا مثالاً.
ولفت بالقول: “وأنبه إلى ما يفعله البعض من (نكش) الحاويات وتفريغها في الشارع بحثاً عن علب المشروبات أو الخبز أو البلاستيك وما شابه!”.
وختم حديثه بالتساؤل: “إذا كان الناس بهذه الثقافة فالمسؤولون مطالبون بالتحرك ادارياً وتشريعياً لوقف هذا الفساد الذي يزكم أنوفنا ويؤذي عيوننا ويحرق ثيابنا مع أن الفساد المالي والإداري مستمر ويؤذي بلدنا ومستقبلنا فهل نحن عاجزون أمام الفسادين؟”.
(البوصلة)