د . بسام العموش
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

النظام السياسي العربي

د . بسام العموش
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:



أثار في نفسي الانقلاب السوداني تساؤلا” استراتيجيا” حول الحال السياسي في بلادنا العربية. فقد عشنا من الستينات على ضجيج الدبابات العربية الزاحفة باتجاه الإذاعة والتلفزيون ومقر الحكم وإعلان ما سموه البيان رقم واحد !! لقد شهد بلد مثل سوريا انقلابات متلاحقة حتى صرنا أمام انقلابات كل شهرين. لقد عملت فينا القوى الخارجية الشرقية والغربية عملها حيث كان الاتحاد السوفييتي السابق يحرك الشيوعيين للانقضاض على الحكم وبهذا يتمدد النفوذ السوفييتي ، ولم تقصر القوى الإمبريالية الغربية في هذا النهج فقد رعت طامحين بالحكم من ضباط أغرار كما هو الحال في عبدالناصر والقذافي وكل الذين سُموا بالضباط الأحرار وتحت عنوان أقرب للثورية في ظاهره لكنه بعيد عن الشيوعية التي ناهضها عبد الناصر وأمثاله . بل حتى انقلاب عبد الكريم قاسم لم يصب في صالح الاتحاد السوفييتي لان المجزرة المطلوبة للهاشميين تحتاج إلى رجل سفاح لا ترمش عينه لحظة وهو يأمر بقتل الهاشميين رجالا” ونساء وأطفالا” في القصر الملكي في بغداد ، ولما انتهت مهمته جيئ بالبعث العربي الاشتراكي ، وبهذا قضى قاسم على حلم حقيقي ببناء دولة واحدة من الأردن والعراق ، وهذا يؤكد غربية تلك الانقلابات لان الغرب وضع نصب عينيه رعاية مصالح
” اسرائيل ” وعدم السماح بوجود دول قوية حولها .
نعم خفت حدة ظاهرة الانقلابات لكنها لم تنعدم بدليل الانقلاب السوداني وغيره .
ان النظام العربي لم يصل إلى الرشد في الأداء السياسي حيث لاتزال ” الولدنة” و” الزعرنة”
و” العمالة ” هي سيدة الموقف .
لم نصل إلى مرحلة تستقر فيها الانتخابات ويتم تداول السلطة بدون دماء ولا دبابات بل سباق نظيف بناء على برامج تحمل شأن البلاد والعباد . وبالرغم من بعد بعض الدول عن الانقلابات إلا أن ذلك لا يعني أن وضعها السياسي سمن وعسل ، بل دكتاتوريات مغلفة بمساحيق ديموقراطية موجهة أو مفضوحة عبر التزوير وعدم حيادية السلطة وانتشار المال السياسي وترتيب النتائج وفق المقاس المطلوب !!! ولهذا نجد برلمانات مصفقين ومنفذين لا محاسبين ومسائلين!! وحتى إن دخل البرلمان عدد مقنن من المعارضين فإنما ذلك للدعاية عن ديمقراطية الزيف والتضليل .
المشكلة وجود الطامعين بالسلطة ولهذا نجد من بيده السلطة يحاول تقليم أظافر المعارضين وتكسير مناقيرهم فيتحول الرهط البرلماني إلى حمام وادع يسمع الكلمة التي تلقى في أذنيه وينفذ على طريقة الربوت!! .
اذن هو صراع على السلطة ولا حل ولا مستقبل إلا إذا قررنا أن يتحول الصراع الدموي أو الديمقراطي التزويري إلى سباق نظيف عبر برامج إيجابية قابلة للتنفيذ بعيدا” عن التوجيهات الخارجية وبعيدا” عن الزعيم الملهم الذي ما جاد الزمان بمثله لأننا نريد بناء بلادنا العربية بناء صحيحا” ولا يكون ذلك إلا بالاتفاق على مبدأ تداول السلطة وبغير ذلك سنبقى نجتر أنفسنا ونشكو حالنا ونعيش يأسنا بينما الأمم التي انهزمت في الحروب مثل ألمانيا واليابان قد تخطت آلامها وكل حكومة تأتي تساهم في البناء مما جعلها من أعظم الدول .
يا أصحاب القرار في النظام العربي : انظروا الأمور من بعيد وراقبوا المشهد واصنعوا المستقبل فكلنا سيغادر شاء أم أبى فلنغادر وقد وضعنا الأساس الضامن لمستقبل البلاد بعيدا” عن المكر والمكر المضاد .

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts