د.أحمد داود شحروري
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

ما الذي يبرئكم من دماء إخوانكم يا عرب؟

د.أحمد داود شحروري
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

ضجت الأجواء بأنّات الغزيين، وغرقت الأرض بدماء ضحاياهم المخذولين، أسلمناهم نحن العرب من خليجنا إلى محيطنا، بعضنا يرى أن قضيتهم لا تعنيه ولا تحرك لواعج نفسه، وبعضنا الآخر رضي بالأمر الواقع وجعل توازنات السياسة والأمن الموهوم وحسابات السرايا والقرايا تتحكم بقراراته، فآثر الصمت وهو يعلم أنه يخذل مَنْ حقّهم أن يُنصَروا، وتخلى عمّن واجبه أن ألا يسلمهم لعدوّ ولا يحرق عليهم قلب صديق، أوليس علينا نزل قول ربنا جل وعلا: “إنما المؤمنون إخوة”؟ فهل تحقق فينا معنى الأخوّة فعلا؟

لقد كتبت اليوم لأقول لكم: مضى عهد التسليم لأهل “المنطق” بأنْ لا تثريب على العرب إذا هم ابتعدوا بعددهم وعتادهم عن الدخول في مقارعة يهود، فيكفي أهل القضية أن يتصدوا بأنفسهم لحماية أرضهم وعِرضهم ومقدساتهم، فالأرض لا يحرثها إلا عجولها!!

أَلا إن التضحية بما يزيد عن مئة ألف غزّي بين شهيد وجريح حتى اليوم ليقيم الحجة البالغة علينا أمام ربنا وأمام ذوي شهدائنا ثم وقائع تاريخنا، أَلا إن الجيوش لم تُعَدَّ لأقدس من معركة تخوضها طائفة ترجو أن تستنقذ الأمة كلها من آثار لهوها وقلة حيلتها وهي تملك الكثير، لكنها لا تملك بعدُ إيمانا بقدرتها على المواجهة وإيمانا مثله بأن التاريخ لن يرحم كيانات رضيت بالدون وعاشت على الهامش، وكان بوسعها أن تدخل من أوسع أبواب التاريخ إلى ذكر لا يخمد وعزم لا يَنفَد ونصر لا يُجحَد.

ألا يا قومنا من المحيط إلى الخليج، لقد كانت فلسطين مهوى أفئدتكم يوما، وسعتكم بياراتها فأكلتم من جناها وكانت لكم أمّا حنونا أطعمت بلا مَنّ وآوت بلا ضنّ، يوم كانت صحاراكم مقابر لعابريها، فلسطين التي رفعتم يدكم عن نصرتها وخشيتم على أنفسكم من مناصريها هي فلسطين التي لأبنائها يد في بناء مستشفياتكم يوم كنتم فقراء ، ولمعلميها وكتّاب المناهج من خبرائها فضل على أبنائكم في تعليمهم يوم كنتم عاحزين عن محاكاتهم،  لم يُسمِعوكم كلمة تكرهونها، وسمعوا منكم كثيرا مما يكرهون، أليست الدنيا دين ووفاء؟ فلمن تدخرون جيوشكم وأسلحتكم وأنتم لا تواجهون عدوا ألأَم ولا أخبث ولا أمكر من يهود،  أليس إجهازهم المشتهى على فلسطين مؤذنا بانكشاف ظهوركم ووقوفكم على الدور في تنفيذ مخططات يهود على كامل أراضيكم؟! أليست الحكمة تقتضي أن تجتثوا سرطان المنطقة كلها من جذوره قبل أن ينتقل من عضو إلى عضو فيكم فيجتثكم؟ وعندها لن تنفعكم شراكة أمريكا ولن يقف الغرب إلا في صفوف الأذكياء.

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts