حسين الرواشدة
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

حتى لا نفقد أعصابنا..!

حسين الرواشدة
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

ما نراه، او ما نسمعه يتردد في مجالنا العام لا يمكن أن نفهمه إلا في سياق واحد وهو: الانفعال،  يمكن أن نفهم ذلك في سياق مسألتين: الأولى ان أفعالنا وردود أفعالنا، سواء صدرت من الناس أو من النخب، اتسمت على مدى الأسابيع  الماضية (على الأقل)  بحالة من التوتر، حتى كدنا نفقد أعصابنا، ووسط هذه المناخات «الملوثة» بعواصف الغضب والكراهية واللامعقول وجدنا أنفسنا في حلبة «مصارعة»، لا يفكر احدنا تجاه الآخر إلاّ بمنطق «الضربة» القاضية.

 أما المسألة الثانية فهي اننا عايشنا على مدى السنوات الماضية مرحلتين: إحداهما تزامنت مع ما سمي بالربيع العربي حيث اختارت الدولة أن تنسحب إلى الخلف خطوتين للتكيف مع ما جرى، فيما تزامنت المرحلة الأخرى مع انقشاع «حلم» التغيير ثم دخول «كورونا « على الخط، حيث استشعرت الدولة «بالقوة» وتجاوزت حالة «الاسترخاء» وكان يفترض أن تستثمر في هذه الحالة لبناء خريطة طريق للمستقبل.

الآن نحن أمام مرحلة جديدة اعتقد أنها ستكون مختلفة نسبيا عن المراحل الماضية، ليس فقط لأننا مع منتصف هذا العام تجاوزنا سنوات الزرع والحصاد وأصبحنا أمام «عام البيدر»،  بكل ما تحمله الكلمة من دلالات وظلال، ولكن لأننا أيضاً وجدنا أنفسنا أمام أزمات متراكمة ، واستحقاقات جديدة ضغطت على أعصابنا «السياسية» والاجتماعية والاقتصادية معاً، ولم تترك لنا الظروف الإقليمية والدولية مجالاً أوسع للمناورة او مخارج العبور نحو خيارات غير تلك التي تتراوح بين السيئ والأسوأ.

قبل ان أستطرد في شرح ما ينتظرنا ، وقبل ذلك ما فعلناه بأنفسنا، لابدّ أن أشير إلى أن ما شاهدنا من مشاحنات وانفعالات، ثم ما تابعناه من فصول «لتصفية» الحسابات التي وصلت إلى حد انتهاك ابسط الحقوق الإنسانية ( دعك من أخلاقيات الخصومة السياسية) ، ثم ما جرى من جرائم بشعة في حقلنا الاجتماعي لم يسبق لها مثيل، ناهيك عن روائح الكراهية وإثارة الأحقاد والتهديدات المتبادلة التي انتشرت بسرعة في مجتمعنا، كلها تصب في خانة واحدة وهي الانفعال والتوتر والارتباك وافتقاد الحكمة والصبر، ومن المؤسف أن عدوى هذه «الآفة» انتقلت سريعاً من الناس إلى النخب، ومن الأفراد إلى المؤسسات، ومن أعماق المجتمع إلى دوائر النفوذ والقرار.

لا أحتاج بالطبع لمن يذكرني بأن لدينا العديد من القضايا والملفات (الأزمات إن شئت) إلى تضغط على أعصابنا، وأخشى أن أقول إنها تخنقنا، سواء أزمة الاقتصاد والمديونية والعجز والضرائب التي تطل علينا برأسها مع مطلع كل عام، وما يترتب على معيشة الناس من ضيق وضنك، او أزمة السياسة التي تعطلت أسنان عجلاتها وتحول بعض النخب الفاعلين فيها إلى عبء إضافي عليها وعلى المجتمع،لا احتاج أيضاً لمن يذكرني بالتهديد الذي يحاصرنا من كل اتجاه، ،  تهديد ملف «التصفية» الذي ركبته إسرائيل لتفرض علينا ما تريده من حلول، وملف «المساعدات» الذي يبدو انه أصبح مقفلاً.

السؤال الذي يحب أن لا يغيب عن أذهاننا هو: بأي منطق يفترض أن نواجه هذا الواقع المزدحم بالأزمات والهواجس والتحديات..؟

لا انتظر أن يسألني احد عن الإجابة ، فهي  معروفة للجميع، لكن بقي لدى كلمة أخيرة وهي:  إن ما نراه من صور ونسمعه من أصوات وصراخ في مجالنا العام، يجب أن يقودنا إلى حقيقة واحدة وهي إن ساعة «الحكمة» لا بدّ أن تدق، وإلاّ فإن ما ينتظرنا سيكون أصعب مما نتصور.

(الدستور)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts