مآلات زيارة وزير الدفاع السوري للأردن.. هاجس أمني ومصلحة اقتصادية

مآلات زيارة وزير الدفاع السوري للأردن.. هاجس أمني ومصلحة اقتصادية

رأى الخبير العسكري والاستراتيجي فايز الدويري، بأن زيارة وزير دفاع النظام السوري الأخيرة إلى عمّان هدفها في المقام الأول “الهاجس الأمني الأردني”، بالرغم من الأبعاد الأخرى للزيارة وفي مقدمتها العلاقة الاقتصادية بين البلدين، وغيرها من الأبعاد التي هي من مصلحة الجهتين، في ظل التطورات في الجنوب السوري.

وقال الدويري في تصريح لقناة “سوريا اليوم” إن “الأردن يعاني، وأول هاجس أردني هو انتشار المليشيات الشيعية، في الجنوب، وهو هاجس أمني خطير خاصة بأنه لم يتم تطبيق مصالحة 2018 بإبعاد المليشيات الشيعية لمسافة مختلف على تحديدها في حدها الأدنى 60 كيلو متر وفي حدها الأعلى 84 كيلو متر”.

وأضاف بأن “انتشار المليشيات المحسوبة على إيران يعتبر بالنسبة للأردن هاجس أمني خطير، إضافة إلى ما يجري في محافظة درعا السورية، وحالة الانفلات الأمني في المناطق المحاذية يشكل هاجس من وجه النظر الرسمية الأردنية لأن هناك حديث عن أنبوب الغاز العربي الذي من المفترض أن ينقل 10 مليار متر مكعب من الغاز سنويا”.

 وأشار الدويري، إلى أن “الأردن يعتبر انتشار الجيش السوري على الحدود – بالرغم أن انتشاره قد لا يلبي المطالب الأردني – لكنه أفضل من انتشار المليشيات الشيعية، أضف إلى ذلك بأن الأردن يعاني من عمليات تهريب مستمرة سواء مخدرات أو سلاح، وبالتالي فإن عدم ضبط الحدود هو مشكلة بحد ذاتها بالنسبة للأردن”.

وبين بأن الزيارة التي جرت مؤخرا، جاءت ضمن البعد الأمني، ولها ارتباط في البعد الاقتصادي والسياسي”.

ولفت إلى المشكلة الأبرز تكمن في قدرة الجيش السوري على ضبط المليشيات الشيعية، وبالتالي لابد من اتفاق على أن تكون المنطقة الحدودية وبعمق 20 كيلو متر ضمن سيطرة الجيش السوري، ولابد من تنسيق ويجب أن يكون متدرج من الأسفل إلى الأعلى وعلى مستوى المراقبات الأرضية وعلى مستوى قيادات الجيشين”.

بدوره قال المحلل والباحث في المركز العربي للدراسات رضوان زيادة، بأن ما يجب التوقف عنده هو الإعلان الرسمي عن الزيارة فهي بداية جديدة لعلاقات بين النظام السوري والأردن، ويمكن أن تكون تجسيدا عمليا لزيارة الملك عبدالله الثاني إلى الولايات المتحدة الذي طالب بتخفيض العقوبات على النظام السوري والسماح بمرور خط الغاز.

وقال زيادة في تصريحه لقناة “سوريا اليوم” إن النقطة الأخرى الهامة التي يجب التركيز عليها من زيارة وزير دفاع النظام السوري إلى الأردن، بأن هناك تنسيق أمني طويل وقصير الأمد، ففي السنوات الماضية كان هناك تنسيق وزيارات أمنية بين الطرفين لكنها كانت تجري بشكل غير معلن”.

وأضاف “سيكون انعكاس ذلك بالنسبة للأردن مهما على المستوى الاقتصادي والأمني، فعمان تريد ضبط الحدود وتريد ضمانات من قبل الجانب السوري، وتريد ضمان مرور خط الغاز الذي يمثل عائدات اقتصادية مهمة”.

وتابع زيادة يقول إن “تلك التطورات رغم أهميتها فإن لن تضع حدا للانفلات الأمني في الجنوب السوري”، خصوصا بحكم التجربة السابقة، فلم يفي النظام السوري بحفظ الأمن في الجنوب السوري.

 (البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: