من الاحتجاج قرب الداخلية إلى السجن.. طالب يروي لـ”البوصلة” تجربة الاعتقال

من الاحتجاج قرب الداخلية إلى السجن.. طالب يروي لـ”البوصلة” تجربة الاعتقال

عمان – البوصلة

تتفاعل قضية الشباب والطلبة الذين اعتقلوا قرابة 5 أيام إثر احتجاجهم قرب دوار الداخلية على اتفاقية إعلان النوايا التي يتوقع أن تؤدي إلى تبادل الأردن للكهرباء مع الاحتلال مقابل الماء.

وقال الشاب سيف تفاحة (19 عاما)، إنه كان برفقة عدد من أصدقائه قرب دوار الشميساني بهدف التجمع والاحتجاج على الاتفاقية، وكان عددهم وقتها 10 أشخاص، حتى فوجئوا برجل يرتدي زيا مدنيا يلاحقهم ويسألهم إلى أين يذهبون ويتوجهون ويطلب منهم التوقف.

ويضيف سيف في حديثه لـ”البوصلة” مساء السبت، أن الرجل المقصود اختفى ليجدوا مجموعة من رجال الأمن الملثمين قادمون باتجاههم من الخلف وبعدد مشابه من الجهة الأخرى من الطريق وتم محاصرتهم عند أحد الجدران.

“بدأت المعاملة بغلظة في البداية” ثم انتقلت إلى نوع من الدفع ومحاولات الضرب، حاولت التدخل لكي أفزّع، ليقم أحد رجال الأمن بتثبيتي من الخلف ووضعي في بوكس الشرطة، حيث بقيت في البوكس لوحدي قرابة 20 دقيقة”، بحسب قوله.

ويكمل: “بعدها بدأت أسمع أصوات الصراخ والضرب لأجد أن أعداد المتواجدين في المنطقة بدأت تزداد وكذلك أعداد قوات الأمن، وهنا بدأ المعتقلون الجدد يدخلون إلى البوكس”.

يقول سيف إنه والآخرين ناقشوا رجال الأمن وقالوا لهم إنهم لم يخالفوا أي قانون وأن ما يحدث بحقهم خاطئ، حتى جاؤوا بمعتقل آخر كان الدم ينزل من عينه ومن فمه وملابسه ممزقة.

“البوكس كان ممتلئا وكان فيه 17 معتقلا وكنا بالقرب من دوار الشميساني، حتى قاموا بتفريقنا كل 4 معتقلين في بوكس واحد ونقلنا إلى مديرية الأمن”، وفقا لسيف.

اختلاف المعاملة

يقول سيف إنه بعد الوصول إلى المديرية اختلفت المعاملة تماما، حيث بدأ رجال الأمن بالاعتداء علينا وضربنا، وقُيّدنا بالمرابط البلاستيكية.

“اعترضت على الضرب والإهانات، فقابلني رجل أمن ضخم الجثة برميي تجاه إحدى السيارات ما أدى لرضة قوية في كتفي”، بحسب سيف.

وأشار إلى أنهم كانوا 17 معتقلا عندما وصلوا إلى المديرية، ثم أفرجوا عن معتقل لأنه قاصر، وبقينا 16 معتقلا، حتى قاموا بتفريقنا ونقلنا إلى مراكز أمن مختلفة.

دون طعام أو استخدام للهاتف

يقول سيف إنه وبالرغم من التعليمات القانونية بإطعام الموقوفين والسماح لهم باستخدام الهاتف، إلا أنه لم يحدث ذلك وبقينا لمدة يوم كامل تقريبا دون طعام ومنعونا من استخدام الهواتف والاتصال بذوينا باستثناء من لم يكن معه هويته الشخصية سمحوا له بالاتصال لجلب هويته.

“أعادوا تجميعنا صباحا في المديرية ونقلونا إلى محافظة العاصمة، سألنا نائب المحافظ عدة أسئلة، لم يتم إعلامنا بشيء، وبقينا هكذا حتى العصر تقريبا، وبعدها وضعنا في سيارة ترحيلات واحدة وهي التي نقلتنا إلى كل السجون، أي أن عددا من المعتقلين أمضوا في السيارة كل الوقت خلال تنقلها بين السجون التي وزعنا عليها”.

التفتيش والدخول إلى السجن

يقول سيف إن أسوأ ما حدث هو فترة الدخول إلى السجن حيث استمرت عملية التفتيش عدة ساعات وبطرق مهينة وبإساءات متعددة.

بعدها نقلونا إلى الزنازين دون اعتبار لسبب الاعتقال، ودون إدخالنا إلى الحجر الصحي والذي فهمنا انه البروتوكول المتبع خلال عمليات الإدخال إلى السجن.

يختم سيف تجربته بالقول إنه يشعر بالقهر الشديد لأنه خاض تجربة الاعتقال دون سبب، فهو كان دائما بعيدا عن “المشاكل” ولم أقم إلا بما قرأت عنه في الكتب التي درستها في المدرسة والجامعة أن للمواطن حرية الرأي والتعبير.

يضيف سيف: “5 أيام ضاعت من عمري دون ذنب، وأنا طالب جامعة وهذه فترة امتحانات، لا أعرف لماذا اعتُقلت حتى الآن وما هو سبب هذه المعاملة التي تلقيتها”.

يذكر أن الاعتقال كان بناء على قانون “منع الجرائم” والذي يعطي الحاكم الإداري حق الاعتقال دون أمر قضائي ودون حكم محكمة.

واعتقل 16 شابا مساء الثلاثاء لمحاولتهم الاحتجاج على اتفاقية إعلان النوايا، وبالرغم من قرار تكفيلهم من محافظ العاصمة بعدها بيوم إلا أنه حين ذهب أهالي المعتقلين إلى السجون لاستلامهم فوجئوا بإلغاء القرار وهو ما وصفه رئيس لجنة الحريات في حزب جبهة العمل الإسلامي عبدالقادر الخطيب بالسابقة الخطيرة والمستهجنة.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: