كاظم عايش
كاظم عايش
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

وهم السلام وخداع السياسة

كاظم عايش
كاظم عايش
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

أن يقوم عدوك الواضح باتخاذ خطوات متسارعة في تنفيذ مخططه للاستيلاء على ما تبقى من الضحية وينتهز الظروف الدولية والاقليمية لصالحه، فهذا مفهوم ومنطقي، ويتسق مع مساره الذي اتخذه لنفسه، وهو وإن كان لا يعني بالضرورة أنه مصيب في كل ما يفعله، وليس بالضرورة أن يفضي الى النتائج التي يسعى اليها، الا أنه متسق مع نفسه، لا يخادع ولا يراوغ ولا يحيد عن مخططه، وهو في المحصلة يفعل ما يظن أنه يخدم مصالحه.

المشكلة فيمن يخادعونك وهم يعلمون أنهم يخادعونك، في من يجعلونك تعيش في الوهم والاحلام، وينسجون الاكاذيب عن مواقفهم وانجازاتهم، وحرصهم الكاذب على الوطن ومصالحه، الذين أسلموا رقابهم لعدوهم، وهم في نفس الوقت يحدثونك عن مسيرة نضال، ولا يقبلون أن ينتقدهم أحد أو أن يزاود عليهم أحد، فهم أهل القضية، وأول من أطلق رصاصة في سبيلها، بينما هم الذين توقفوا عن وصف عدوهم بصفته، واخترعوا من الاسماء ما يضللون به الناس، ويخفون به إخفاقهم وخيبتهم وذلهم وهوانهم ومصالحهم التي أصبحت في المرتبة الاولى، وصار الوطن في ذيل الاولويات , وأصبح الصادق والمدافع عن حقه متمردا وخارجا عن القانون في عرفهم وملتهم التي اتبعوها بعد ردتهم عن كل ما كانوا يؤمنون به من قريب، وحاصروا الشرفاء وجوعوهم ونعتوهم بكل الاوصاف التي تليق بمطلقيها أكثر مما تنطبق على المتهمين بها، وسارعوا الى الاحتماء بعدوهم ضد أبناء شعبهم، وتقربوا إليهم وتزلفوا بكل عار وصفاقة وذلة، وتنازلوا عن الحقوق التي اعترفت الدنيا بهم رغبة في بقائهم في كراسي المسؤولية التافهة التي لا تساوي شيئا، وخادعونا بألفاظ الدولتين والسلام العادل والتعايش الكاذب، وردد الكثير من المنافقين معهم هذه المقولات التي لا تستند الى شيء، وتبين بعد ضم الجولان والاغوار وتشريع المستوطنات والاعتراف بالقدس عاصمة للصهاينة أن هؤلاء الذين نصبناهم ساسة علينا ما هم الا شرذمة من الاغبياء الجهلة ان أحسنا بهم الظن، والا فهم خونة عملاء في حقيقة الامر، لأنهم لم يفرطوا في الحقوق والاوطان فحسب، بل وقفوا في وجه الشرفاء من شعبهم ونعتوهم بأوصاف الخيانة التي اضطجعوا في دهاليزها ولم يبرحوها، والآن أصبحوا في العراء مكشوفين، ولا يزالون يتشدقون بألفاظ مجها الناس لتفاهتها وتساقطها أمام حقائق الواقع المرير الذي أوصلونا اليه.

نعلم أن الواقع العربي لم يكن يوما أحسن حالا من الواقع الفلسطيني، ولكن ذلك لا يبرر لأحد أن يخون أو يتنازل أو يخدع نفسه وشعبه ووطنه بهذا الشكل المقيت، ونعلم أن فلسطين لن تتحرر (وسوف تتحرر) إلا بعد أن يكون الواقع العربي المتحرر سندا وظهيرا لها، نعلم أن التخلف والاستبداد والفساد في أي مكان في الواقع العربي يبعدنا عن التحرير والانجاز، ولهذا فإن المعركة نحو التحرر والتحرير لفلسطين وما حولها تسير بشكل متزامن , وسيأتي اليوم الذي تتحرر فيه أرض العرب ومن ضمنها فلسطين، بعد أن تتحرر الإرادات، وتعود الامور الى نصابها، بعد تجفيف مستنقعات الظلم والاستبداد والفساد، وتتحرر إرادة الشعوب، وتختار من يمثلها ليقودها إلى بر الأمان والسلام الذي يقوم على العدل والحرية والاستقلال الحقيقي عن إرادة المستعمر الذي لا يزال يعشش في منطقتنا، رغم زعمنا أنه خرج من بيننا.

ويسألونك متى هو؟ قل عسى أن يكون قريبا، يوم نعود إلى ديننا وقيمنا وأخلاقنا.

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts