أبو بكر لـ “البوصلة”: المهرولون نحو التطبيع ومن خذلوا القدس وفلسطين هم الخاسرون

أبو بكر لـ “البوصلة”: المهرولون نحو التطبيع ومن خذلوا القدس وفلسطين هم الخاسرون

بمناسبة حلول الذكرى الثالثة والعشرين لانتفاضة الأقصى

عمّان – البوصلة

تحلّ اليوم الخميس 28 أيلول الذكرى الثالثة والعشرين لاندلاع انتفاضة الأقصى، في الوقت الذي تزداد فيه الهجمة الصهيونية على القدس والمسجد الأقصى والمقدسيين ضراوة، لكنّ المقاومة وحاضنتها الشعبية تواصل حالة منقطعة النظير من الصمود والتصدي والدفاع بوجه همجية الاحتلال وعدوانه الغاشم.

وأكد رئيس مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين جميل أبو بكر في تصريحاته لـ “البوصلة” أنّ المقاومة الفلسطينية عودتنا دائمًا على إبداعاتها وتصديها للعدوان الصهيوني المتواصل على المسجد الأقصى المبارك، مشددًا على أنّه وكما يبدو أن الأقصى والشعب الفلسطيني لوحدهم، لكن في النهاية الذين سيكسبون هم من يقفون مع هذه القضية المقدسة، والذين يخذلونها من المهرولين نحو التطبيع هم الخاسرون لا محالة أيّاً كانوا.

وقال جميل أبو بكر: لا شكّ أنّه من المؤسف أن تأتي ذكرى انتفاضة الأقصى الثالثة والعشرون ونحن نشاهد مسلسل الهرولة نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني، وانشغال العرب بهمومهم القطرية بحيث أنّ القضية المركزية تراجعت أهميتها بشكلٍ ما في السياسات الخارجية لمختلف الدول العربية وأصبح كل بلدٍ يسعى لحل مشاكله من تلقاء نفسه، أو معظم البلدان تفكر هكذا بهذه القضية.

وتابع، “هذا كما يبدو أنه يضعف القضية الفلسطينية، ويضعف الاهتمام بالأقصى، ولا شك أنّ أكبر المدافعين أول المدافعين والحماة للمسجد الأقصى والقضية الفلسطينية هو شعب فلسطين، كان وما زال وسيبقى يتبنّى هذه المقاومة حتى نيل كامل حقوقه”.

انتفاضة مستمرة منذ القدم

واستدرك أبو بكر بالقول: لكن وعلى الرغم من هذه الحالة القائمة، إلا أنّه هناك كما يقول المفكرون والإستراتيجيون، أنّ هناك ظروفًا تحسنت لصالح المقاومة، ولصالح الجهود والجهات التي تتمسك بالأقصى وفلسطين نتيجة لصراعات العالمية القائمة وانشغال أمريكا والكيان الصهيوني أو تأثرهم بها، وخاصة الحرب الروسية الأوكرانية.

وأشار إلى أنّ “إمكانيات المقاومة تعززت والفرص التي تتمتع بها، صحيحٌ أنّها لم تصبح حاسمة لكنّها تعززت ويبدو أنّ هذا الموضوع محل إجماع، ويبقى أنّه لا بد أن تتحرك الشعوب في مختلف المناطق والمواقع لنصرة الأقصى ونصرة الشعب الفلسطيني، ولدعم المقاومة”.

وقال أبو بكر: نحن اعتدنا على الشعب الفلسطيني وإبداعاته في المنعطفات خطيرة، ويصبح فيها التهديد شديدًا للمسجد الأقصى وللقضية الفلسطينية، أن تنطلق الانتفاضات المتعددة التي لم تتوقف في الحقيقة منذ 1881 كما يقول بعض من كتبوا في تاريخ القضية الفلسطينية عندما بدأت الهجرة اليهودية في ذلك التاريخ بشكلٍ يتسلل إلى فلسطين، وقام السلطان عبدالحميد الثاني بمنعهم من الاستقرار في فلسطين، وحاولت أن تقيم أول مستعمرة بمنطقة فلسطين.

وشدد على أنّه “يجب أن تتحرك الشعوب العربية لدعم القضية الفلسطينية وأن تتحرك بالطرق الممكنة جماهيريًا وإعلاميًا وفي مختلف وسائل التواصل وتحت اللافتات المختلفة للمؤسسات القائمة لتشكل ائتلافات وبرامج مشتركة”.

ولفت إلى أنّنا نشاهد مثل هذه الجهود والأنشطة هنا في الأردن أرض الحشد والرباط، لا سيما وأنّ لدينا وقفات وأنشطة عديدة يوميًا ولدينا حراكٌ داعمٌ للقضية الفلسطينية وللمسجد الأقصى ولصمود أهل فلسطين عامّة والقدس والمسجد الأقصى خاصة.

وختم بتوجيه رسالة للشعوب العربية والإسلامية بضرورة أنّ “علينا أن نحرص على زخم هذه الأنشطة الداعمة للقدس وللقضية الفلسطينية ولأهل فلسطين والمشاركة فيها ودعمها في الأردن وخارج الأردن بكل أنواع الدعم المتاح”.

اندلاع شرارة انتفاضة الأقصى

في الثامن والعشرين من سبتمبر عام 2000 اندلعت شرارة الانتفاضة الفلسطينية الثانية “انتفاضة الأقصى”، عقب اقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون المسجد الأقصى المبارك، وتجوله في ساحاته بشكل استفزازي.

وهذا ما أثار مشاعر الفلسطينيين، وأدى لاندلاع المواجهات بين المصلين وجنود الاحتلال في المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة، أسفرت عن إصابة العشرات، وسرعان ما امتدت إلى كافة المدن في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، وسميت بـ “انتفاضة الأقصى”.

وفي اليوم الأول لأحداث الانتفاضة أصيب 25 جنديًا وشرطيًا احتلاليًا بعد رشقهم بالحجارة وعلب النفايات والأحذية من قبل الشبان الغاضبين بباحات الأقصى، فيما أصيب نحو 20 فلسطينيًا بجراح.

واشتدت المواجهات في اليوم الثاني للانتفاضة، والذي وافق الجمعة 29 سبتمبر مما أسفر عن استشهاد ستة شبان و300 جريح.

وفي 30 سبتمبر 2000، أعدمت قوات الاحتلال الطفل محمد جمال الدرة، الذي كان يحتمي إلى جوار أبيه ببرميل إسمنتي في شارع صلاح الدين جنوبي مدينة غزة، أمام كاميرات التلفاز وأطلقت النار عليهما، في مشهد اهتزت له مشاعر ملايين الشعوب العربية والعالمية، فأصبح منذ حينها يمثل رمزًا للانتفاضة.

وأثار إعدام جيش الاحتلال للطفل الدرة مشاعر غضب الفلسطينيين في كل مكان، وهو ما دفعهم للخروج في مظاهرات غاضبة ومواجهة جيش الاحتلال، مما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات منهم.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: