أردوغان: لا يمكننا الحديث عن جدول زمني لانتهاء الحرب في أوكرانيا

أردوغان: لا يمكننا الحديث عن جدول زمني لانتهاء الحرب في أوكرانيا

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أنه من غير الممكن الحديث عن جدول زمني للمدة التي ستستغرقها الحرب الروسية الأوكرانية، مضيفا أن زعيمين فقط هما من يمكنهما تحديد ذلك.

جاء ذلك خلال لقاء مع قناة “بي بي إس” (PBS) الأمريكية، في مدينة نيويورك التي يزورها للمشاركة في الدورة الـ 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقال أردوغان: “لن يكون من الممكن الحديث عن جدول زمني للمدة التي ستستغرقها الحرب في أوكرانيا، ومتى ستنتهي”.

وأضاف: “زعيمان فقط هما من يمكنهما تحديد إلى متى ستستمر الحرب”.

وردا على سؤال عن محادثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن الحرب الأوكرانية، أشار أردوغان أنه من الواضح أن الحرب ستستمر مدة طويلة ولن تنتهي في وقت قريب.

وأضاف: “نريد أن نكون متفائلين، ويؤيد بوتين إنهاء هذه الحرب في أقرب وقت، فأنا أقول هذا بناءً على كلامه، وهذا ما قاله وأنا أثق بكلامه”.

ومجيبا عن سؤال: ممن استفادت تركيا أكثر من علاقتها بروسيا أم الولايات المتحدة؟ أكد أردوغان أن مثل هذا السؤال يجب ألا يُسأل لقائد سياسي.

وأشار إلى أن مفهومه للسياسة يعتمد على إيجاد سياق يستند إلى مبدأ الربح المتبادل مع كل دولة في العالم.

وتابع في السياق ذاته: “فكما علاقاتي جيدة مع الولايات المتحدة فستكون بنفس الشكل علاقاتي جيدة مع روسيا، وسأواصل علاقاتي مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بنفس مبدأ الربح المتبادل”.

– انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي

وردا على سؤال عما إذا كانت تركيا مستعدة للتخلي عن سعيها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، أكد أردوغان أن أنقرة تولي أهمية لقرارات التكتل، مبينا أنه “إذا اتخذ الاتحاد الأوروبي قرارا إيجابيا فسنرحب به، جرت مماطلة تركيا عند أبواب الاتحاد الأوروبي طوال خمسين عاما الماضية، كنا دائما دولة مكتفية ذاتيا، لم نحتَجْ أبدا إلى مساهمات الاتحاد الأوروبي أو دعمه، ولا حاجة لنا بذلك”.

– على السويد الوفاء بوعودها

وشدد الرئيس التركي على ضرورة أن تفي السويد بوعودها فيما يتعلق بالإرهاب.

وقال أردوغان: “ما زلنا نرى الإرهابيين يسرحون ويمرحون في شوارع ستوكهولم”.

وبين أن البرلمان التركي هو صاحب الكلمة في تقييم مقترح انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي “ناتو”، والبت فيه.

وأضاف أن “هذا جزء من جدول أعمال البرلمان، حيث سيقوم الأخير بتقييم الوضع في إطار تقويمه الخاص، وسيتم طرح هذا الاقتراح على النواب للتصويت عليه”.

وتابع: “لكي يتحقق ذلك، بالطبع ينبغي للسويد أن تفي بوعودها، عليهم أن يوقفوا فورا مظاهرات التنظيمات الإرهابية وأنشطتها في شوارع ستوكهولم، لأنه سيكون من المهم جدا للشعب التركي أن يرى هذا يحدث بالفعل. يبدو أن السويد أجرت تغييرا على التشريع، لكن هذا ليس كافيا”.

وفي رده على سؤال عما إذا كان يعتقد بارتباط بيع الولايات المتحدة مقاتلات “F-16” لتركيا وعضوية السويد في حلف شمال الأطلسي، أجاب أردوغان بالقول: “في رأيي، لا ينبغي الربط بينهما”.

وأضاف: “قال الرئيس (الأمريكي جو) بايدن إن الكونغرس سيتخذ القرار بهذا الشأن. ونحن نقول دائمًا إن لدينا أيضا مجلس الأمة التركي الكبير (البرلمان) الذي يقرر في هذه المواضيع. إذا لم يتخذ البرلمان قرارا إيجابيا بشأن هذا الموضوع، فليس هناك ما يمكننا القيام به”.

وفيما يتعلق بالمقاربة السلبية التي تبديها شخصيات في الكونغرس الأمريكي، مثل السيناتور بوب مينينديز، تجاه بيع “إف-16” لتركيا، تحت ذريعة عدة مسائل مثل أمن اليونان، قال أردوغان: “بوب مينينديز لا يعرف تركيا، ويبدو أنه لا يعرف طيب أردوغان أيضا”.

وأكد الرئيس أردوغان أن اليونان وتركيا تربطهما صداقة قديمة.

وتابع: “يبدو أن مينينديز يبدي مقاربة عدائية حيال تركيا، ويحاول جرنا إلى مجال المناقشة المحدد الذي اختاره، لكننا لن نكون جزءا من ذلك. صداقتنا مع اليونان ليست كما يعتقدون”.

وفيما يتعلق بانتقادات بعض السيناتورات الأمريكيين لقرار تركيا عدم فرض عقوبات على روسيا بنفس مستوى “الاتحاد الأوروبي وأعضاء الناتو الآخرين” جراء الحرب الأوكرانية، قال أردوغان “هل سنفعل ما يفعله أعضاء الاتحاد الأوروبي؟ موقع تركيا في العالم مختلف وموقع دول الاتحاد الأوروبي مختلف. روسيا هي واحدة من أقرب جيراننا ويربطنا تاريخ مشترك”.

– اتفاقية شحن الحبوب

وعلى صعيد آخر لفت أردوغان إلى تصدير 33 مليون طن من الحبوب بفضل مبادرة الحبوب عبر البحر الأسود، المبرمة بوساطة تركية أممية، مضيفا: “لم نفعل ذلك لمجرد أن الاتحاد الأوروبي أراد ذلك. لقد كان هذا التزاما إنسانيا أخذناه على عاتقنا”.

وردا على سؤال عن سبب عدم قيام الرئيس الروسي فبإعادة إحياء اتفاقية الحبوب، قال أردوغان: “لقد طلبنا منهم (بوتين) فقالوا إنهم سيرسلون مليون طن إضافي”.

وذكر أردوغان أن بوتين قال إن صادرات الحبوب ستبدأ على الفور، وإنهم يتابعون التطورات.

وردا على سؤال: “هل تثق به (بوتين) في الوفاء بهذا الوعد؟”، قال أردوغان: “ليس هناك سبب يجعلني لا أثق به (بوتين). روسيا جديرة بالثقة على الأقل بقدر الوثوق بالغرب. الاتحاد الأوروبي هو الذي جعلنا ننتظر على بابه لمدة 50 عاما. في الوقت الحالي، أثق بروسيا بقدر ثقتي بالغرب”.

ومجيبا عن سؤال بشأن استخدام بوتين اتفاق الحبوب ميزة في الحرب الأوكرانية وأنه لا يمكن الوثوق بقيادته، قال أردوغان: “أنا لا أوافق الرأي. نصف غازنا الطبيعي يأتي من روسيا، وهذا يعني أننا متضامنون. نحن نتخذ خطوات مشتركة ونتعاون في مجال الصناعات الدفاعية”.

وفي مراسم أقيمت بإسطنبول يوم 22 يوليو/ تموز 2022، وقعت الأمم المتحدة وروسيا وتركيا وأوكرانيا اتفاقية ممر الحبوب في البحر الأسود بهدف الحد من تأثير الحرب الأوكرانية الروسية على أسعار المواد الغذائية العالمية.

وقال متحدث الكرملين ديمتري بيسكوف، في 17 يوليو الماضي: “لقد انتهت بالفعل اتفاقية ممر الحبوب، وتم إيقافها. ستعود روسيا فورا إلى الاتفاقية بمجرد تنفيذ شروطها، فلم يتم الوفاء بالقسم المتعلق بروسيا في الاتفاقية”.

(الأناضول)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: