“أسرلة التعليم” جبهة جديدة لتهويد القدس.. هكذا يقاومها الفلسطينيين

“أسرلة التعليم” جبهة جديدة لتهويد القدس.. هكذا يقاومها الفلسطينيين

البوصلة – محمد سعد

عكس نجاح الإضراب الذي عم مدارس مدينة القدس المحتلة الاثنين الماضي، طبيعة الموقف الشعبي والوطني المقدسي ومدى تلاحمه ووقوفه صفًا واحدًا في مواجهة معركة “أسرلة التعليم” التي يسعى الاحتلال الإسرائيلي لتحقيقها على الأرض، وفرض منهاجه المحرف والمزيف على الطلبة المقدسيين.

ويواجه عشرات الآلاف من الطلبة الفلسطينيين في القدس محاولات إسرائيلية تستهدف فرض المنهاج الإسرائيلي واقعًا عليهم، ضمن خطة تستهدفهم وتنهي أي ارتباط بالقضية الفلسطينية، تصاعدت حدتها في الأشهر الأخيرة.

ويرى نشطاء مقدسيون ومختصون بشؤون التعليم أن الإضراب الشامل هو خطوة تحذيرية أولى ضمن مجموعة خطوات تصعيدية قادمة لحين تحقيق مطلب المقدسيين العادل، وتراجع بلدية الاحتلال عن فرض المناهج المحرفة على المدارس المقدسية.

وقال الباحث المختص في شؤون القدس زياد إبحيص في تصريحاتٍ لـ “البوصلة” إن المعركة المستمرة على المنهاج والمسجد الأقصى وهويته الإسلامية يشكلان وجهان لنفس الحرب الإسرائيلية التي تستهدف محو هوية المقدسيين والمدينة.

وفي تموز الماضي، ألغت سلطات الاحتلال تراخيص ستة مدارس في القدس المحتلة، بذريعة “تدريس مضامين تحرض على دولة وجيش الاحتلال في الكتب الدراسية”، مستهدفة مدارس الإيمان، ويبلغ عدد طلابها نحو 1755 طالبًا وطالبة في المرحلتين الابتدائية والثانوية، والكلية الابراهيمية 288 طالبًا وطالبة.

ولفت الخبير المقدسي إلى أن عدد المدارس المهددة بسحب التراخيص من قبل الاحتلال هو 82 مدرسة، في الوقت الذي يوجد فيه تقصير رسمي من قبل السلطة الفلسطينية التي باتت غير مخولة بالعمل أو تقديم الدعم للمدارس في القدس.

وأكد إبحيص أنه كما نخوض المعركة على المنهاج الإسرائيلي بالإضراب الشامل، فإنه يجب على الطلبة أن يتوجهوا إلى ساحات الأقصى، كما المعلمين وأولياء الأمور، لتكون الوقفتان عنوانًا لمعركة واحدة، ولكي يُدرك الاحتلال بأن هذه حرب بالنسبة لنا نستطيع أن نخوضها على جميع الجبهات.

إقرأ أيضا: إضراب شامل في مدارس القدس رفضاً لــ”أسرلة التعليم” (شاهد)

ووفقاً لبعض التقديرات فإن الاحتلال خصص ميزانية تبلغ مليارين و100 مليون شيكل لتهويد القطاعات المختلفة في المدينة، خلال خمس سنوات في الفترة (2018 – 2022)، ويأتي على رأس الاستهداف تهويد وأسرلة النظام التعليمي في القدس بشكل كامل.

وأوضح إبحيص أن “هذه الحرب ذاتها تريد طمس هوية المقدسيين وتحويلهم إلى مادة بشرية لا هي فلسطينية ولا صهيونية بل فائضة عن الحاجة، تستدعي عند الحاجة الإسرائيلية فقط، لتتحول إلى أيدي عاملة وسوق استهلاكي عندما يحتاجها الاحتلال فقط”.

وختم بالقول: “طالما هناك موقف مقدسي موحد في مواجهة أسرلة التعليم يقول إننا لا نقبل إلا بتدريس المناهج الفلسطينية، وأيضًا إصرار من أولياء الأمور والمقدسيين وفصائل العمل الوطني والإسلامي على ذلك، فمن الممكن الوصول إلى نتائج حقيقية على الأرض”.

وتنقسم أنواع المدارس في القدس المحتلة إلى 4، منها ما يتبع بلدية الاحتلال، وأخرى تتبع مظلة الأوقاف (السلطة الفلسطينية) والمدارس الأهلية والخاصة، إلى جانب المدارس التي تتبع مظلة وكالة الغوث “الأونروا”.

وأما عضو اتحاد لجان أولياء أمور طلاب مدارس القدس عادل غزاوي يصف نجاح الإضراب بالكبير جدَا وبنسبة عالية.

ويضيف عبر تصريحات إعلامية “نحن نرفض تدريس طلبتنا المنهاج الإسرائيلي المحرف والمزور، ونأمل أن تكون الرسالة قد وصلت للاحتلال، وأن يتجاوب مع مطالب أهالي الطلبة ولجان أولياء الأمور وكافة المدارس والمؤسسات”.

ويبين أن الاحتلال يتخوف من فرض المنهاج الفلسطيني على الطلبة المقدسيين، كونه “يتحدث عن النكبة الفلسطينية وحجم الجرائم التي ارتكبها بحق الفلسطينيين، مما يشكل فضحية لهذا المحتل، لذلك يرفض تدريسه بمدارس القدس”.

وتشير إحصائيات المنتدى التربوي المقدسي إلى أن أعداد المدارس التي تدرس المنهاج الإسرائيلي كليًا أو جزئيًا في مدينة القدس، كانت في العام الدراسي 2018/ 2019، 41 مدرسة تضم داخلها 7300 طالب، وفي العام الدراسي 2019/ 2020 أصبحت 50 مدرسة تضم 8300 طالب.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: