قلم
عبدالعزيز اليوسف
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

استراتيجيّة الفعل السّياسيّ الشّعبيّ

قلم
عبدالعزيز اليوسف
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

لو أنّ هناك أمراً واحداً فيه قيمة “الكم” أهم من قيمة “الكيف” في حياة الأمم لكان العمل السّياسيّ في وجه الاستبداد، وليس تقليلاً من الجوانب الأخرى المتعدّدة للفعل السّياسيّ فهي أسس لا غنى عنها، إنّما يكمن التّمايز في مقدار الحضور الجماهيريّ بل بدونه الفشل محتوم مهما توافرت العناصر الأخرى، فكما هو معلوم قوّة الفاعل السّياسيّ بقوّة الشّارع، هنا المحك الحقيقيّ فلما لا ينطلق الفعل السّياسيّ الشّعبيّ في بلادنا من هذه القاعدة الواضحة! حيث نجد التّركيز ينصب على ملفات أخرى هي بحكم ماجريات الأمور ثمرة للجماهيريّة، كالمطالب الإصلاحيّة، والأجدى أن تُوظَّف مختلف الملفات بصيغة تخدم الجماهيريّة.

السّياسة تكمن في امتلاك صناعة القرار، والجماهيريّة عظمتها في بساطتها وقدرتها على الوصول، فقد نهضت أمم العالم بأفكار بسيطة مقنعة لاقت الاستحسان فحشدت فتترجمت على أرض الواقع ثم تطوّرت بالتجربة والتّعلّم من الخطأ، بينما لا فائدة مرجوّة من تعزيز خبرات وتكثيف إيديولجيّات لا تُطعَّم وتنسجم وتندك شعبيّاً! إذ يمكن براتب مدرب كرة قدم إحضار مجلس وزاريّ تكنوقراطيّ متكامل!

إن مهمّة تشكيل عصبة وجمهرة وطنيّة مسار مستقلّ بذاته وليس حصيلة مسارات الأخرى، هو الهدف الأوّل لأي فعل سياسيّ كليّ بإبداع مشاريع وبرامج وتوجّهات ومأسسات… استراتيجيّة بدل توجيه إصبع الاتّهام للشّعب الّذي لا يسير خلف جهابذته أو للظّروف الأمنيّة والاقتصاديّة الّتي حالت بينهم في تقصير يتحمّله الطّرف المنافس فإذن على ماذا التّنافس! والبعض يدّعي اهتمامه بينما الإفلاس والعجز ترك غزّة تحترق! الأحرى توجيه المحتوى السّياسيّ ونظمه لتشكيل الزّمرة المرجوّة!

كما نجد ممارسات الفاعل السّياسيّ تتعارض مع الحاجة لتحقيق إجماع شعبيّ خلال مراحله المبكّرة بإيلائها التّصعيد ورفع السّقوف ما يؤدّي للاصطدام فإحجام الكتلة الأوسع من المجتمع عن المشاركة لتتراكم الخسائر.
بينما يمكن الاستعاظة وخلق مسارين منفصلين بأداة الدّعاية السّياسيّة، وهو علم قائم بذاته يتطلّب مهارات خاصّة.
كما أنّ الخوف والفرقة مغروس في ثقافة أمّة عاشت أزمنة الاستعباد، مدارها فكر دينيّ يتطرّف من تعزيز الاستعباد إلى طوباويّةٍ يُعبَد فيها الماضي المجيد. والمصداقيّة لا تَكتسبها القيادات الشّعبيّة إلّا بالتّركيز على الجمهور فعلاً وهذا غير ملحوظ عند نخبة تتواصل لقطف الثّمار بدل مشاركة الحصاد.


الخطاب ليس مجرّد كاريزما ومهارة تُكتسب بالممارسة واتقان الأدوات، إنّما هو رسائل من وحي الإحاطة بأبعاد الموقف نحو التّموقع واقتناص المساحات الاستراتيجيّة.
ولا يقتصر العمل الجماهيريّ على السّياسة، فهناك الإعلام والأدب والفن والحظوة الاجتماعيّة وغيرها، ويطغى الإعلام بتنوّع منصّاته وقوالبه وأدواته وبقدرته على تجاوز السّلطة الدّكتاتوريّة.
ويتمحور العمل الجماهيريّ في حرفة صناعة الهويّات، الصّلبة منها والمرنة، وتبقى فلسطين الرّمزيّة الأشد، ويحرِّك الإسلام بقدر تنقيته من “الأفكار المميتة” بتوصيف مالك بن نبي. فالفاعل الجماهيريّ الذكيّ يُبرز المشتركات ويشحذ العواطف ويعقلن المسارات.

وعطفاً على هذا الكلام يجب اقتصار تظاهرات سفارة العدوّ على مكان واحد ولساعات محدّودة حتّى لا تتقلّص الأعداد برؤية الاشتباكات مع قوات الأمن والاعتقالات، إنّما تتزايد فتتحقّق الاستمراريّة وتتصاعد الوتيرة، فالآف المحتشدة عند الكالوتي تخيف وترعب أكثر بكثير من العشرات تقترب من السّفارة وتشتبك فهذه تخيف المواطنين وتُحجمهم!
هذا ما يمكن تحصيله من المصلحة في ظل محدّدات تفرضها الأطراف المختلفة.

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts